خطاب الرئيس بالأمس فتح النار في جبهتين وهما عندما وصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل بـــ "إبن الكلب" وايضا عندما أعلن بمزيد من الإجراءات القانونية والإقتصادية والسياسية ضد حركة حماس بعد عملية التفجير التي إستهدفت موكب رامي الحمدالله وماجد فرج . وذلك على خلفية تحميل المسئولية كاملة لحركة حماس في غزة بما يخص تفجير الموكب .
فعلينا أن نفصل بين الجبهتين كي نستطيع أن نحلل ما ترتب من تداعيات خطيرة أدت الى فتح الجبهات بشكل غير إعتيادي وغير مسبوق وخاصة بالهجوم الشرس على السفير الأمريكي لدى إسرائيل .
أولا من الخطأ في السياسة فتح عدة جبهات في آن واحد لأن ذلك سيؤدي الى خسارة المعركة لأن ردات الفعل ستكون سريعة وستؤدي الى تشتت الأفكار والأهداف وعدم التركيز لما هو الأهم في هذه الحرب .
أنا مع الرئيس في الجبهة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل لأن ذلك واجب وطني يجب ان نستخدمة في جميع ظروفنا . وفي نهاية الأمر فنحن نواجه أعداء من الطراز الأول . ويجب أن تكون قواعد الحرب مسموحة بكل أشكالها وألوانها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل . وإن كانت ردات الفعل الأمريكية والإسرائيلية ستكون ليس لصالحنا فليس مهما لأننا في النهاية محكوم علينا بالموت من هؤلاء الأعداء .
أما بالنسبة للجبهة الثانية والتي تخص حركة حماس فأنا أرى أن الرئيس قد إستعجل في فتح هذه الجبهة والسبب المنطقي هو أن التحقيقات في عملية الإنفجار لم تنتهي بعد . وبغض النظر عن بعض المشاكل والصعوبات التي تواجهها هذه التحقيقات بسبب الواقع الجغرافي الذي يفصل غزة عن الضفة بشكل كامل فيجب أن نتحلى بمزيد من الصبر حتى نخرج بنتائج نهائية بما يخص الإنفجار .
إن الإنفجار إختراق أمني واضح لقوى الأمن في غزة . وبالفعل حركة حماس هي المسئولة عن هذا التقصير الأمني . ولكن ليس من المنطق إتهامها بفعل هذا الإنفجار لمجرد خلاف سياسي . ومن المبكر إتهام أي طرف قبل الإنتهاء من نتائج التحقيق مع جميع الأطراف المشكوك بها .
وما كنت متخوفا منه حدث بالفعل . الشخص الذي زرع العبوة للموكب قد نجح بإفشال المصالحة . وأعتقد أن كشف هوية هذا الشخص لم يفيد بشيئ إلا بشقي القضاء والأمن فقط . أما على المستوى السياسي فقد نجح هذا الشخص بالفعل من إفشال المصالحة .
وأعتقد أن خطاب الرئيس بالأمس كان خطبة الوداع بالنسبة لمساعي وجهود المصالحة والتي هي بالأصل كانت في غرفة الإنعاش .
إن خطاب الرئيس بالأمس كان جبهة من النيران قد تعبر عن أنه يريد وضع النقاط على الحروف وتحريك المياه الساكنة لإيجاد حلول حقيقية . ولكن تداعيات هذا الخطاب خطيرة جدا وهي إعلان حالة وفاة للمصالحة . وأيضا إعلان الحرب على الرئيس من بعض الفصائل التي تصف في صف حركة حماس . وأيضا إرباك الشارع الفلسطيني وتخوفه من المزيد من العقوبات .
إن خطاب الرئيس الناري بالأمس فتح عليه جبهات كثيرة سواء من إسرائيل والولايات المتحدة أو من حركة حماس والفصائل في غزة .
حسب تقديري للخطاب أنه موفق بما يخص الولايات المتحدة وإسرائيل . وغير موفق بما يخص التعليق والحكم على نتائج الإنفجار الذي إستهدف موكب رئيس الوزراء . فكان يجب التروي في هذا الموضوع وخاصة أنه أدى بالفعل الى موت المصالحة .
بقلم/ أشرف صالح