يوم الأرض وحتمية زوال الاحتلال

بقلم: مازن صافي

42 عاما من الوجع، من الاشتياق الكبير للأرض الطيبة، من الدماء التي سالت ظلما واستمرت دون أن يوقف العالم هذا النزيف، سنوات من الاذلال والتهجير والاستيطان والتهويد، والبطش والعنصرية والطرد والإعدام والاعتقال وسرقة المياه والمحصول وما تبقى من الأرض.

1976 خرج المجتمع العربي متظاهرًا ضد سياسة التمييز ومصادرة الأراضي، واليوم، بعد مرور 42 عامًا، ما زالت قضية الأرض همّ المجتمع الأول، والرواية التاريخية تزداد تمددا وتعمقا وتجذرا، ولم ولن ننس الحكاية الأولى، ولم تتراجع الارادة وحتمية العودة لفلسطين وترسيخ معالم الهوية الوطنية الفلسطينية، والنضال من أجل الحقوق المشروعة وزوال الاحتلال، وتحميل (اسرائيل) وكل من ساندها المسؤولية الكاملة عن كل نكبات ومآسي وتشريد كل فلسطيني.

42 عاما مرت ولازال التضييق، وسياسة الأبارتايد والطرد والضم وتدفيع الثمن اساليب صهيونية قديمة متجددة، واستهداف أهالينا في فلسطين التاريخية وتدمير القرى والممتلكات، لتغيير معالم التاريخ والشواهد على ارهاب الاحتلال، واصدار القوانين التهويدية والتهجيرية، ومنها وبل اخطرها قانون 'كمينتس' وكل ما يتعلق بأوامر الهدم.

في هذا العام وفي الذكرى الأليمة لمجزرة يوم الأرض، نجد أن شعبنا قادر على التحدي والمواجهة وأن هناك رفض متصاعد ضد الاحتلال والادارة الأمريكية، على كافة المستويات، ورفضا للاملاءات والاشتراطات وفرض وقائع غير قانونية أو إنسانية فوق الأرض الفلسطينية، وسوف تشهد الأيام القادمة مزيدا من الفعاليات الميدانية، وهو ما تشير له (اسرائيل) بأن الأسابيع القادمة ستكون ساخنة جدا وانها وضعت جيشها في حالة طواريء استعدادا لمواجهات شاملة مع الجماهير الفلسطينية المنتفضة وسيكون غدا الجمعة 30/3 انطلاقة تلك الفعاليات إحياءً للحق الفلسطيني وتذكير العالم بالشعب الذي لازال ينتظر، ومصمم على قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وحق تقرير المصير والسيادة وحرية الحركة وزوال الاحتلال.

بقلم/ د.مازن صافي