امام مسيرات حق العودة التي ترسم بالدم حقوق الشعب الفلسطيني لتقول للعالم اجمع رسالتنا واضحة لا لصفقة القرن ، ولا لقرار نقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بها عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، وعلى العالم والعرب ان يتحملوا تبعات السياسية الخطيرة على مجمل قضيتنا الوطنية والنضال الطويل والمرير ،فالشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ضد الاحتلال من أجل نيل حقوقه المشروعة.
إن كل المراهنين من الانظمة العربية على الدور الأمريكي في حل الصراع العربي الصهيوني هم أيضا شركاء في وصول القضية الفلسطينية لهذه النقطة الحرجة التي تمر بها، فتاريخ الامبريالية الامريكية ومن قبلها البريطانية كان تاريخ حافل بالتآمر على الشعوب وتشريدها واستعمارها ، فعلى هذه الانظمة التي تقود حالياً عملية التطبيع مع دولة الكيان تحت مسميات ومبررات مختلفة، ويحاولون شرعنة وجود دولة الكيان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ان يتخلوا عن هذه السياسة ، فالشعب الفلسطيني الذي يهب في انتفاضة متواصلة عنوانها العودة في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني ضد المشروع الامريكي الصهيوني مؤكدين على ان خيار المقاومة بوجه المحتل بكافة الاشكال والسبل المتاحة هو الاساس.
ان شهداء فلسطين وجراحها قالوا كلمتهم التي تعلو فوق كلمة الحق ولا بيع للوهم ، متمسكين بشعار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، ومؤكدين على قول الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات رايحين على القدس شهداء بالملايين ، لهذا نرى ان حق العودة حق أصيل وثابت لا تنازل عنه لأنه جوهر القضية ومرتكز الصراع.
في ظل هذه الاوضاع نقول ان بداية المعركة انطلقت يوم الثلاثين من آذار، وهي معركة متواصلة لفتح المجال واسعًا أمام تغيير قواعد الصراع، ، مما يستدعي رفع مستوى الكفاءة الفلسطينية، من خلال التفاف الشعب الفلسطيني حول مسيرات العودة الكبرى والتي شهد لها العالم أجمع، بأنها الأضخم والأكبر في تاريخ الثورة الفلسطينية، فرغم كل الخلافات والتناقضات والانقسام، وفي ظل حجم المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا الفلسطيني كان الرد على كل هذه المؤامرات، بشكل موحد خلف راية وعلم فلسطين، تاركاً خلفه كل التناقضات الثانوية لصالح تقديم التناقض الرئيسي مع الاحتلال الصهيوني، ، وهذا مما يؤكد ان الشعب الفلسطيني يمتلك من الإرادة والعزيمة، ما يؤهله للاستمرار في النضال والكفاح من أجل نيل حقوقه الوطنية مهما بلغ الأمر، وأن نظرية الكبار يموتون والصغار ينسون قد سقطت أمام عظمة وإصرار هذا الشعب العظيم وإيمانه العميق بحتمية الانتصار على الاحتلال الصهيوني.
ان صمود الشعب الفلسطيني في المواجهات الشرسة مع الاحتلال، وإصراره على مواجهة الممارسات والسياسات الاحتلالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، على اعتبار أن قضية احق
العودة والقدس لا تنفصل إطلاقاً عن قضايا التحرر الوطني وانتزاع الحقوق الوطنية التي يسعى المحتلون الصهاينة، بدعم أمريكي وغربي ورجعي لطمسها، فهذا الشعب العظيم هو القادر على بناء جدار الصد في وجه الأطماع والمخططات الاسرائيلية.
من هنا نرى أن مقاومة الشعب الفلسطيني، والتفافه حول المطالب والثوابت الوطنية، هو الكفيل باتخاذ قرارات ومبادرات تنسجم وترتقي الى مستوى صمود الشعب في وجه العربدة الصهيونية، وتنسجم مع استعداداته الكفاحية ومطالبه الوطنية.
في ظل هذه الظروف نشدد على اهمية عقد المجلس الوطني الفلسطيني والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية وانهاء الانقسام ورسم استراتيجية وطنية في مواجهة العدوان الصهيوامريكي، العمل على تصعيد الانتفاضة والمقاومة ضد الاحتلال بكافة السبل والامكانيات ، والعمل على التنسيق والتعاون مع كل احرار العالم من أجل دعم نضال شعبنا في الداخل والخارج وفضح وكشف كل الإجراءات الامريكية والصهيونية بحق أبناء شعبنا.
ختاما : نحن على أبواب مرحله جديده من النضال الفلسطيني ضد الاحتلال ، يشارك فيه الكل الفلسطيني ، كُلٌ حسب قدراته وإمكانياته ،فأن الانتفاضة الفلسطينية باتت تستند إلى عمق شعبي عربي ،بات يعبر عن نفسه في مختلف عواصم ومدن الوطن العربي، ضد نهج الولايات المتحدة الإمبريالي وأدواتها الرجعية في المنطقة التي وافقت عملياً على قرار ترامب ، وضد نهج التسوية والتطبيع مع العدو الصهوني.
بقلم/ عباس الجمعة