في التاسع من نيسان عام 1948 هاجمت القوات الصهيونية بقيادة مناحيم بيغن قرية دير ياسين الرابضة على جبال القدس ونفذت بحق سكانها مجزرة دموية رهيبة تقششعر لها الابدان ، سقط خلالها الكثير من الجرحى والضحايا والشهداء وتحولت بيوتها الى دمار وركام وأطلال. وهذه المجزرة اقترفت في اليوم التالي لاستشهاد المجاهد والمناضل الفلسطيني البطل عبد القادر الحسيني في معركة القسطل الشهيرة .
70عاماً مضت على ام المجازر دير ياسين ولا تزال ذكرى الشهداء في قلوب أبناء البلدة المشردين وسائر أبناء الشعب الفلسطيني ،كذلك لا تزال حجارة وقبور الشهداء شواهد على عمق الجريمة الدموية البشعة وعلى سادية الجزارين الذين ارتكبوها .
لم تتوقف المجزرة في دير ياسين ، فقد تلاها وأعقبها ابادات جماعية ومجازر كثيرة ، لا تعد ولا تحصى، والمفكرة الفلسطينية تزخر بأيام المجازر في "خربة خزعة" والصفصاف واللد والرملة والطنطورة وعيلبون والدوايمة وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وقانا ومخيم جنين وغزة ويوم الأرض وهبة اكتوبر وغيرها وغيرها.
وحين تحيي جماهير شعبنا ذكرى مجزرة دير ياسين فانها لا تحيي ذكرى شهدائها فحسب ، وانما لتذكر بأن "الحية الرقطاء ما زالت عطشى الى الدماء" وان من اقترف المجزرة وتلطخت يديه بالدماء ما زال يخطط ويعمل ،ليلاً ونهاراً ،على تنفيذ المخطط الترانسفيري التهجيري والترحيلي بحق ابناء الشعب الفلسطيني ، ومحاولة طمس معالمه ومنجزاته الحضارية الثقافية بمسح عشرات القرى وكل ما يؤكد حق هذا الشعب في الحياة والحرية والاستقلال.
ان احياء ذكرى هذه المجزرة وغيرها من المجازر هي شارة بارزة ومميزة في تاريخ شعبنا بأسره ، وهي ليست ذكرى ألم وحسرة فقط ، بل ذكرى غضب ساطع على الجزار والمحتل القامع القاهر ، ودافع للكفاح من أجل البقاء في الوطن واحباط مؤامرة التشريد والترحيل ، فسياسة المجازر والمذابح واحدة وستبقى ذكرى دير ياسين حية وخالدة في ذاكرة الأجيال الفلسطينية.
بقلم/ شاكر فريد حسن