المجلس الوطني ودورة ( شاء من شأء وأبى من أبى)..!

بقلم: منذر ارشيد

كما جرت العادة يتم تسمية المؤتمرات بأسم قائد شهيد (دورة الشهيد فلان )

ولا أعتقد أن تقزم المسألة حتى لا نجد إسم سوى دورة ....

( شاء من شاء وابى من أبى ) يا للعيب ...

لم اخترع هذا العنوان عبثا ً وإنما لما تكرر على ألسنة البعض مما يثير للإشمئزاز

لا يجوز أن يستمر هذا الغلو في المناكفات من قبل بعض من استهوتهم التناقضات وخلط الأوراق وضبابية الرؤيا

فما ذنب شعبنا الفلسطيني على إمتداد تواجده بأن يبقى رهينة للمفاجئات التي يفرضها بعضنا من خلال تصريحاتهم المستفزة , وهناك عدو يتربص بنا بمفاجئاته التي تكفينا لتجلطنا وتمزق أحلامنا ..

ليس فقط شخص وحده من يخرج علينا كل يوم بإسطوانة مثيرة فكثيرون ومن الجهة المقابلة يفعلون ذلك وكأنهم في سباق كمن سيربح المليون في آخر تقليعة أو أكبر هجوم على الأخر ..!

أقول هذا وكلنا حسرة على سنوات مضت ونحن نعيش في قلق دائم وخوف ورعب حتى اللقمة لا نهنأ بها وكانها قطعة من نار نتناولها وعقولنا شارده بوضعنا الفلسطيني الذي لا نكان نأمل بحل أو بنوع من الراحة حتى يأتي من يعكر صفو حياتنا

ألا يكفي ما يجري لشعبنا من مجازر سواء في الضفة الغربية أو في غزة التي أكلت نصيبا كبيرا من الالام والمئاسي وكأنه مكتوب عليهم أن يدفعوا الثمن طوال العمر ..

لا نكتب من أجل أن نثير الناس أو من أجل أهداف حزبية أو فصائلية بل من أجل شعبنا الحبيب لعل وعسى أن تكون كلمة طيبة تؤتي أكلها فينصلح حالنا ،

وهناك من لا يعبأ بشيء ولو إحترق العالم من حوله...فما أهدأ بالهم وما أقسى قلوبهم.وما أسوأ حالهم .!

المجلس الوطني بدون أدنى شك أنه إستحقاق عاجل وضروري وليس اليوم بل قبل سنوات

ولكن نريد مجلسا وطنيا كاملا متكاملا جامعا لا مفرقا

والشعب الفلسطيني لن يرضى عن منظمة التحرير بديلا ولكن ....

لا يعتقدن أحدأ أن هذا ينسجم مع بقاء المنظمة على حالها دون تجديد وتطوير من خلال رفدها بكفائات وطنية فاعلة وليس أن تبقى هكذا محنطة بتكرار الأسماء التي عفى عليها الزمن ودون التأكيد على برنامجها السياسي المنطقي الذي لا يتجاوز الحق الفلسطني في التحرير والدولة والعودة والقدس

واذا كانت حماس تحاول القفز على التاريخ وحتى الجغرافيا وهذ ديدنها وانا هنا لست معاديا او مناكفا لحماس ولكنها الحقيقة... حتى لو فرضنا جدلا أنها على حق في زمن غاب الحق عن الجميع .. لان الحق لا يكون بالتبعية لقوى ودول تدعم إسرائيل وتدمر المنطقة وتدفع المليارات لذلك وتدفع الفتات لفلسطين والقدس .

فحماس طيلة عقود رفضت الدخول إلى منظمة التحرير إلا من خلال حصة الأسد وهيمنتها الكاملة على المنظمة , وحاول الراحل أبو عمار أن يسهل دخولها من خلال بعض التنازلات إلا أنهم رفضوا

واليوم يكررون إصرارهم رغم أنهم يستطيعوا ومن خلال وجودهم في داخل المجلس الوطني أن يحددوا خطواتهم كأي تنظيم آخر وتكون الفرصة أمامهم

(الوضع الفلسطيني في أسوأ حالاته)

بالرغم من أن الوضع الفلسطيني مر بما هو أصعب وأخطر ربما عشرات المرات

ولكننا اليوم نشعر بأنه الأخطر وأعتقد بأننا لو فكرنا قليلا وغلبنا المنطق والعقل مع تغليب مصلحة الوطن لخرجنا وخلال دقائق بنتيجة أن وضعنا من أروع الأوضاع والفرص متاحة لو فقط غلبنا الوطن على الفصيل

فما لكم كيف تحكمون وقد تكالبت علينا الأمم كما ذكر الرسول الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه وقد أخبرنا كيف ولماذا ..وقال أنتم كثير ولكنكم غثاااء

فيا أيها الغثاء ما بالكم وترضون أن تكونوا كذلك والله سبحانه وتعالى منحكم كل مقومات التحدي والصمود كشعب واحد وقضيته واحدة رغم إختلافكم المشروع وهذه سنة الحياة

إختلفوا كما شئتم ولكن لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم

يا لتفاهة إتهاماتكم لبعضكم .. والكل يتفنن بتأليف قصص وروايات منها أخلاقية ومنها دونية يخجل أولاد الشوارع من الخوض فيها .. ألا تعلمون انكم تسقطون من عيون الناس وانتم تتباهون بنشر الفضائح والله أمر بالستر حتى لو كانت صحيحه

يا للعيب ويا للعار وانتم قادة لشعب عظيم ..!

اليوم ونحن أمام مشكلة عقد المجلس الوطني وهذا الكم من المنشيتات والجمل التي يحاول بعضنا التباري فيها فيمن يخرج منشورا أو عنوانا يعبر عن الواقع ليثبت وجهة نظره .. فهل لا يمكن ان نتوصل إلى بعض التفاهمات التي تفضي إلى عدم الفشل وتبقى ريحنا وقتنا وتعاضضنا ..!

فتح وحماس وأمام الشعب الفلسطيني هناك من يفاضل بين التنظيمين وهذا أمر جيد وهو من باب الديمقراطية ولكن التنظيمين يتباريان على من يثبت وجهة نظره مع محاولات الهيمنة والسيطرة وأخذ الوطن حيث يريد ..!

برنامجان مختلفان ولكن هناك إجماع على أن العدو واحد

أما الأساليب التي ينتهجها كل طرف وبالرغم من محاولات التخفي تحت عناوين باهرة تدغدغ العواطف إلا ان الجميع تحت المقصلة ..

ففتح التي إنتهجت نهج التفاوض من أجل الوصول إلى حل أقره المجتمع الدولي دولة فلسطينة على حدود حزيران والقدس عاصمة

ففتح رغم أنها كما يقال كانت الأكثر مرونة في التجاوب مع السلام وفشلت كل جهودها ولكنها لم تتنازل ووقفت في وجه المخططات الأمريكية بكل شجاعة

وحماس التي تدرجت حتى وصلت إلى نفس النهج حتى لو أخفت ذلك

فالوضع العربي والإقليمي فرض على الجميع التغيير في تكتيكاته حتى في بعض الإستراتيجية

والكل يعرف أن الوضع ما عاد يحتمل التسويف ولا التأويل ...

عدونا عدو شرس مجهز بكل مقومات القوةوالغطرسة ةالإبادة

ونحن نحاول ان نجمع قوانا فحماس تعتقد أنها قادرة على إجتياح فلسطين بين يوم وليلة وتعتمد في ذلك على جبخانة عسكرية تدعي أنها مثل حزب الله وإرادة قتال لدى مقاتليها وهذا جيد

ولكن هيهات هيهات والعالم يتأهب لنصرة إسرائيل ويا ليت العالم الغربي وحده بل في الإقليم وبعض العرب المحيطين المتهافتين لإرضاء أمريكا .

فتح صاحبة المبادرة الأولى في الثورة والتحرير وجدت نفسها انها في وضع لا تستطيع أن تكمل مشروعها التي إنطلقت من أجله وذلك لنفس الأسباب

من يرفض تحرير فلسطين من البحر إلى النهر .!؟

لا أعتقد أن هناك من لا يتنمنى ذلك ولكن هل هذا ممكنا اليوم .!؟

إذا لا فتح ولا حماس وحدهما قادرتان على تحقيق ذلك

فتحقيق ذلك ولو بعد حين ولو بعدعشرات السنين يتطلب الخطوة الأولى

والخطوة الأولى هي التوحد والوحدة

أما بخصوص المجلس الوطني وبالرغم من كل شيء ورأينا أنه لا يستقيم حاله إلا

بتوافق بين الجميع , فلماذا لا تشارك حماس والجهاد والجميع في عقده حتى لو كان في رام الله المحتلة

ألم يتم عقد المجلس التشريعي بحضور حماس وفي رام الله المحتلة ..!؟

إذا ما هي إلا حجة للتلكك والتعطيل وإضاعة الوقت

فليحضر الجميع ويعارضوا ويراقبوا وينتخبوا اللجنة التنفيذية وأعضاء المجلس ويرفضوا أي قرار لا ينسجم مع تطلعاتهم

كما أن على حماس ان تعلم وهي تعلم بأن الشعب الفلسطيني لا يقتصر عليها ولا على فتح والتنظيمات وهناك ملايين الفلسطينيون المنتشرون في بقاع الأرض وهؤلاء ليسوا أقل وطنية وإخلاص من قادة التنظيمات مجتمعة , وأعتقد أن هؤلاء ومع مرور الزمن يزداد إصارهم على تمسكهم بفلسطين وحقهم في أن يكون لهم صوت ورأي وقرار ..ولذلك يجب على التنظيمات ان لا تغالي وتركب رأسها بأنها هي فقط صاحبة القرار خاصة إذا بقي هذا التمزق والذي من الممكن ان يوصلإلى نزاعات داخلية لا سمح الله .!

يجب على الجميع اليوم أن يتجاوزوا الخلافات من أجل الشعب المظلوم وكفى هذا التصيد والتخوين والتهديدات التي لا تنتج إلا الأحقاد بين أبناء الشعب الواحد

فلا فتح تستطيع ان تقضي على حماس ولا حماس بكل قوتها وأحلامها تستطيع أن تقضي على فتح ..ومن المعيب أن يكون هذا الأمر وبدل أن تبذل الجهود من أجل مواجهة العدو نضيع وقتنا لحبك المؤامرات على بعضنا ففتح لها جمهورها وحماس لها جمهورها وهل المطلوب ان ندخل الجماهير في حرب أهلية ..!؟

أما أن يقال بأن هناك من ينوي عقد إطار مواز ليكون هو الشرعي

فهنا نقول لا يمكن ذلك وهناك تجارب سابقة كلها بائت بالفشل .

فمنظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهناك أعترافات وبإجماع عربي ودولي ووو الخ

نتمنى أن يتغلب العقل والمنطق على الجميع ولا داعي للتخوين والإتهام والعربدة

التي يتم تداولها وما هي إلا مسامير تدق في نعش قضيتنا التي يحاول العدو أن يدفنها بعد أن نجهز عليها نحن الفلسطينين

فهل نسلم إسرائيل الجنازة وندفن على الطريقة اليهودية ..!؟

بقلم/ منذر ارشيد