من المقرر أن يلتئم المجلس الوطني الفلسطيني غدًا الثلاثين من نيسان، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وذلك لأول مرة منذ العام ٢٠٠٩، وسط انقسام حاد بين الفصائل الفلسطينية، واصرار حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح " على عقده، ورفض فصائلي واسع من حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية ولجان المقاومة الشعبية وحركة الأحرار ، بالاضافة الى أعضاء من المجلس الوطني الفلسطيني منهم فريح أبو مدين ورشاد أبو شاور وسليمان أبو سنه وعبد الباري عطوا.
وترى الفصائل الرافضة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني أن انعقاده في الظرف الحالي والمكان المحدد وغير المناسب، سيعمق الانقسام الفلسطيني ويعززه، وسيعطل مسيرة التحرير والاستقلال، كذلك سيخلق مناخًا ملائمًا لتطبيق وتمرير صفقة القرن التي تهدف الى وأد حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية.
وفي المقابل تهدد قوى الرفض الفلسطينية على عقد اجتماع مواز للمجلس الوطني الفلسطيني، الأمر الذي يهدد بانقسام آخر في الساحة الفلسطينية، في ظل مخاطر حقيقية وجدية تحيط بالقضية الفلسطينية.
ان اصرار فتح على عقد المجلس الوطني الفلسطيني دون الانصياع للأصوات الفلسطينية العقلانية المطالبة بتأجيله، وعقده لاحقًا في مكان غير رام الله ليتسنى لجميع الفصائل حضوره.
الواقع أن انعقاد المجلس الوطني في الظروف الحالية هو المزيد من الانقسام والتشرذم، والحل يكمن في اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وعلى رأسها المجلس الوطني الفلسطيني، وذلك من اجل ان يمثل جميع فصائل شعبنا الفلسطيني ويشكل مظلة أو خيمة لكل الفلسطينيين وليس لحركة فتح وحدها.
وبالتالي حتى لو انغقد المجلس الوطني وخرج بتوصيات وقرارات ظاهرها في صالح القضية الفلسطينية، فان القيادة الفتحاوية وعلى رأسها محمود عباس لن تنفذ على ارض الواقع، فالمجلس المركزي انعقد قبل فترة من الزمن، لكن للاسف الشديد خرج بتوصيات وقرارات لم ينفذ منها شيئًا.
هناك حاجة للكثير من الحذر والحيطة، والأكثر المسؤولية الوطنية والتاريخية، في التعاطي مع الوضع الفلسطيني السياسي الحالي، فاستمرار التجاذب بين "فتح " و"حماس " خطر كبير على عناصر القوة الفلسطينية والوحدة والاستقلالية، وعلى مجمل الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني.
الأهم والثابت هو الحفاظ والتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية والقرار الفلسطيني المستقل.
فالحذر الحذر من اقامة جسم آخر مواز أو بديل لمنظمة التحرير ، والمزيد من اليقظة والوعي والعقلانية يا أخوة الخندق والكفاح والشهادة والدم الفلسطيني المسفوك الواحد .
بقلم : شاكر فريد حسن