منظمة التحرير الفلسطينية وفزاعة خلق البدائل

بقلم: رامز مصطفى

مع تزايد أعداد المقاطعين والرافضين لمنطق الاسثتئار والتفرد الذي مارسه السيد رئيس السلطة ، في إصراره على عقد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله المحتلة ، والمضي بالتحضيرات والترتيبات لعقده من خارج الإجماع الوطني . دأبت بعض الشخصيات من داخل السلطة وخارجها ، إلى الترويج عبر تصريحات صحفية ، أن هناك نوايا لدى المقاطعين أو معظمهم ، وتحديداً من الفصائل والشخصيات ، على خلق بدائل للمؤسسات الوطنية ، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية .
إنّ الترويج لأكذوبة خلق البدائل لمنظمة التحرير ، إنما يأتي في سياق شد العصب ، والقول أن المنظمة مستهدفة من قبل تلك الشخصيات والفصائل ، وهي تنفذ من حيث تشاء أو لا تشاء ما يعمل عليه الأمريكي و" الإسرائيلي " للنيل من منظمة التحرير ، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني . وأيضاً هذه الاتهامات المفبركة ما هي إلاّ فزاعة المُراد منها القول أنّ هناك من يريد ثقب الوجدان الجمعي لدى معظم أبناء الشعب الفلسطيني ، في أن المنظمة لم تعد الرمزية الملازمة لمسيرة نضالنا الوطني .
إنّ الأصوات والأبواق التي انطلقت باتجاه استهداف أي تحرك وطني معارض لعقد المجلس ومخرجاته السياسية والتنظيمية تحت ذرائع خلق البدائل لا تمت للحقيقة بصلة ، ليس من باب التنصل ، بل لأن موضوع خق تلك البدائل قد عفا عليها الزمن ، وجُربت قبل أكثر من عقدين ولم تؤتي التجربة ثمارها ، في وقت أو مرحلة كانت تختلف في ظروفها جذرياً عن المرحلة الراهنة . وحتى مجرد التفكير بخلق بديل للمنظمة ، تعرف القوى والفصائل والشخصيات الوطنية ، أن لا مكان له من الإعراب لديها . وبالتالي منظمة التحرير ليست حاكورة أو مزرعة يمتلكها أحد ، وإن كان هناك من يدعي امتلاكها ، فهي أتت بحكم السطوة المعهودة أولاً ، ومن ثم افتقار الفصائل في القدرة على المبادرة بهدف إعادة واستعادة المنظمة ثانياً .
نعم منظمة التحرير الفلسطينية ، هي الكيان السياسي والوطني المعنوي لشعبنا ، التي من الواجب وحتى تبقى كذلك عليها أن تجمع تحت مظلتها الكل الفلسطيني ، وهي اليوم للأسف تفتقد لهذا الدور ، ليس لعقم فيها ، بل لأن هناك من يوزع الفتيوات في كل اتجاه ، بعد أن أفلح في تفريغها من مضامينها بعد أن أسقط مواد ميثاقها الوطني ، تنفيذاً لمخرجات اتفاقات أوسلو 1993 ، ولم يُبقي منها إلاّ الاسم بهدف ذر الرمال في العيون .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني