المجلس الوطني الفلسطيني هو الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها، أي الفلسطينون سكان المناطق المحتلة عام 1967، والفلسطينيون سكان المناطق المحتلة عام 1948، اللاجئون الفلسطينيون في مختلف مناطق لجوءهم، وفلسطينيوا المنفى، وهو السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو الذي يضع سياسة المنظمة ومخططاتها. نجحت منظمة التحرير الفلسطينية، وهي في أوجها، في إبقاء الكفاح الفلسطيني حيًا وحاضرًا على الصعيد العالمي. وفي 1974، اعترفت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالمنظمة باعتبارها “الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.” حدث تطور كبير جدا في السياسه الفلسطينيه والاقليميه خلال اتفاق اوسلو . مما أوجد وضع جديد على الحركة الوطنية الفلسطينية في تحقيق أهدافها وكان اتفاق اوسلو الذي أوجد مرحله جديده لم تكن موجوده في أدبيات الشعب الفلسطيني وميثاقه من الاعتراف في اسرائيل . بل الاعتراف أن تحرير فلسطين فقط يكمن في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 67 وكذلك القدس مما خلق أمر جديد . هناك فصائل مثل حماس والجهاد ووالخ التي رفضت هذا الاعتراف في اوسلو.وتمسكت في تحرير فلسطين كامله . اليوم بعد أكثر من عشرون عام من اتفاق اوسلو أصبح الوضع أكثرَ وضوحًا وجلاءً . لهذا إن لم يتم تدارك الأمر بالمصالحة الإستراتيجية على قاعدة إعادة بناء وتفعيل المجلس الوطني و المنظمة لينضوي فيها كل الأحزاب والحركات السياسية، سيتجه النظام السياسي الفلسطيني نحو مزيد من التفكك.إعادة بناء المجلس الوطني يعني التعامل مع شعب قوامه أكثر من ثلاث عشر مليون فلسطيني في الداخل وفي الشتات،تتطور الاحداث ووجود أحزاب وفصائل أصبح لها وجود قوي على الساحه الفلسطينيه غير موجوده ضمن المجلس . هذه الامور تتطلب تفعيل دور المجلس الوطني الذي رُكن على الرف منذ توقيع اتفاقات أوسلو . الأمر الذي يتطلب أن يكون المجلس الوطني جامع الجميع ويكون على سلم اهتمامته رفع الحصار عن قطاع غزة ومواجهة الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس. وتحديد موقفها من المشروع الامريكي الصهيوني بالنسبه للقدس وصفقة القرن واتفاق اوسلو. لن ينجح أي مجلس وطني في اتخاذ قرارات مصيريه لحماية المشروع الوطني إن بقي أي فصيل فلسطيني خارج إطار المجلس الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية،لأن المجلس الوطني و منظمة التحرير ليست حزبا أو فصيلا بل الكيانية السياسية التي يعترف بها العالم أجمع. المجلس الوطني الجديد اذا وجد مجلس وطني جامع للجميع عليه أن يعيد الاعتبار للأبعاد القومية والإسلامية والمسيحيه والدولية للقضية الفلسطينية على أسس جديدة . تحدد من خلاله المشروع الوطني ومجمل القضية الفلسطينيه . لكن للوصول إلى مجلس قوي وفاعل يجب العمل على إختيار مجلس وطني فاعل ويمثل جيدا ً الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ، وأن يتم إختيارهم ديموقراطياً ويجمع الجميع توافقيا.. حتى آخر لحظة كان يراودنا الأمل بأن تكون رؤيتنا للأمور صحيحة.. طرح موضوع المجلس الوطني للنقاش مبرر ومشروع والدعوة لتفعيله وإعادة بنائه أمر مشروع ومهم . الحديث عن قيادة جديدة للمجلس أيضا أمر مشروع ومبرر،وأمر وطني للمحافظه على فلسطين وقضيتها العادله لكن ضمن الجميع دون استثناء أو اقصاء لأحد والمجلس الوطني في بنوده يتحدث عن انتخابات في الاماكن التي يمكن بها اجراء هذه الانتخابات وهي اليوم موجوده أكثر من أي وقت أخر .. لا يمكن حل القطيعه والانشقاق الذي أوجده اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير مع إسرائيل عام 1993 وما نشأ عنه من إنشقاقا كبيرا بين الفلسطينيين وزاد من تأزم العلاقة عدم نجاح أو التقدم في اتفاق اوسلو . وما نجده من عدم وضوح مشروع اوسلو في ظل رفض اسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني وانحياز أمريكي وانهاء اتفاق اوسلو من خلال طرح الحلول وتفعيلها وتقديم القدس عاصمه لاسرائيل, ضاربين بعرض الحائط جميع الالتزامات . كذلك الاعداد لصفقة القرن التي ستدمر ما تبقى من أمل للفلسطينيين . جميع تلك الامور تدفع وبقوه لاشراك الجميع في المجلس الوطني . اسرائيل تنظر الى الفلسطينيين أنهم كتله بشريه تواجدت في مناطق دولتهم . التعامل مع تلك الكتله البشريه من وجهة نظر اسرائيليه لا يخرج في أحسن الاحوال عن تقديم مساعدات انسانيه فقط لاغيه حقوقهم السياسيه مستغله اتفاق اوسلو في تدمير الشعب الفلسطيني ووجوده تحت مبدأ متعارف عليه في فكرهم واستراتيجيتهم .. الحرب على الشعب الفلسطيني باسم السلام ... اذا لم يتم اشراك الجميع في المجلس الوطني سيكون وجوده في نظر الاخرين من الاحزاب والفصائل التي لها وجود واضح على الساحه الفلسطينيه أن ذلك المجلس ليس له وجود ولا يمثلهم . وسيكون السبب في تقسيم الشعب على عكس ما تم التخطيط لوجوده . نائل ابو مروان