اعلان القدس والعودة ... والرئيس عباس .

بقلم: وفيق زنداح

تم الانتهاء من اعمال المجلس الوطني فجر هذا اليوم والذي كان بعنوان القدس ... وحماية الشرعية الفلسطينية ... لتكون المخرجات بعنوان القدس والعودة .
على مدار اربعة ايام من عقد جلسات المجلس الوطني والتي كانت بدايتها خطاب الرئيس محمود عباس ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون ... وما تلا جلسة الافتتاح من جلسات هامة وحاسمة ... وبعد جهد كبير ... وصبر طويل ... وتطلعات عديدة ... وحبس للانفاس ... واطالة البال ... تم التحقق من النتائج .....بحسب التوقعات والمخرجات..... والترتيبات النهائية حول اللجنة التنفيذية وتشكيلتها.... والمجلس المركزي وتشكيلته النهائية ... والذي اصبح بكامل صلاحيات المجلس الوطني في حال تعثر عقده ... بخطوة سياسية قانونية حسب النظام الداخلي ... وبما يخدم المصالح الوطنية العليا... وبما يسد الطريق على كافة المتآمرين المتربصين الحاقدين ... الذين كانوا يدعون بالفشل ... حتى تحقق النجاح المبهر ... والنتائج المرضية..... وفق المعادلة السياسية والتحديات القائمة والقادمة وحملات التضليل الاعلامي .....التي كانت تتمنى الفشل ... أكثر مما كانت تتمنى النجاح لحسابات ضيقة سياسيا وتنظيميا ووطنيا ....ولحسابات خارجية ...تخدم الاحتلال الاسرائيلي .
الملف السياسي بكامل بنوده المتعارف عليها .....وبشموليته كان حاضرا وحازما بقراراته..... وموفقا برؤيته.... حول البرنامج السياسي الذي لا يمكن القبول بأقل منه .....والمحدد بدولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين وفق القرار 194 والتمسك بكافة القرارات الصادرة عن المجالس الوطنية المتعاقبة ... كما التمسك والمطالبة بتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .....ورفض كافة الحلول المؤقتة والجزئية وحتى رفض الوطن البديل او الدولة على حساب الاخرين والتمسك بعروبة وفلسطينية ارضنا ... وعروبة قدسنا ... كما التمسك بقرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية .
كما جاء البيان على رفض القرارات الامريكية التي تسلب حقوقنا ... كما الرفض للسياسة الاسرائيلية الاحتلالية التي تستهدف تدمير اسس التسوية السياسية والقائمة على مفهوم حل الدولتين ..... والرفض القاطع لكافة اشكال الاستيطان وممارسات الاحتلال ....وضرورة وقوف المجتمع الدولي باعتباره القادر على انهاء الاحتلال ...وتحقيق الحرية والاستقلال.
الرفض لنقل السفارة الامريكية الي القدس .. كما الرفض القاطع الذي لا يقبل التأويل .....لكل ما يمكن ان يصدر من مبادرات وصفقات لا تلبى الحقوق الوطنية .....و الشرعية الدولية وتجعل من امريكا الراعي الوحيد..... والمرفوض فلسطينيا بحكم التجربة والسنوات الطوال والانحياز الكامل لدولة الكيان .
مؤسسات منظمة التحرير وقد تم ترتيبها والتوافق على تشكيلاتها من خلال لجنة تنفيذية برئاسة الرئيس محمود عباس ... كما اضافة عدد من اعضاء المجلس الوطني ليكونوا اعضاء بالمجلس المركزي ... والذي بدوره اخذ دور وصلاحيات المجلس الوطني في حالة عدم الانعقاد لظروف استثنائية وطارئة .
اعادة انتخاب الرئيس محمود عباس رئيسا لدولة فلسطين ... رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ... مسألة محسومة ... ومحسوبة .....بمقاييس المصالح العليا للشعب الفلسطيني.... والتي هي غير قابلة للجدل والنقاش..... لاعتبارات عديدة ومميزات غاية بالأهمية..... بخبرته الطويلة .. وصلابة يشهد فيها القاصي والداني..... ولمواقف وطنية متمسكة بالثوابت ولا تتنازل عن حق من الحقوق .....والتي تجعلنا على ثقة بقيادته ... وتقديرا عظيما لجهوده ... وحرصا ودعاء من القلب على اطالة عمره ... وتنفيذ مشروع الوطن بالحرية والاستقلال .
ما تم طرحه من اسماء قد يختلف البعض على البعض منها .. وقد يتوافق البعض الاخر .....وليس هناك من مجموعة او من اشخاص يتم الاجماع عليها من العامة وحتى عبر المجلس الوطني ... لانها طبيعة الاشياء التي تؤكد على المنافسة ... وعلى الافضلية ... وعلى المميزات ... وعلى المناطق الجغرافية ... والتاريخ الشخصي وما كان يقال في ظل الازمات ... وبحسابات كانت لدى البعض انها نهاية المطاف.... فوجدوا انفسهم امام مرحلة بداية جديدة لم تكن بحسبانهم ... وحساباتهم ... وتقديراتهم وهذا ربما يشكل درسا لاعادة الحسابات ... وللمراجعة..... حتى لا تتكرر الاخطاء ... والتقديرات لدى هذا الشخص او ذاك .
بالمجمل كان عقد المجلس الوطني واعادة ترتيب هيكلية مؤسساته وما تم اضافته من اعضاء جدد ... ومن تم اعفاءهم لاسباب مرضية وكبر سنهم .. تعتبر من الاسباب المقبولة والمعمول بها ... والتي كان يجب ان يضاف عليها سبب أخر وهو حالة القصور والنمطية ... وعدم الفعل الايجابي ...ومن لم يتحلي بالشفافية..... والخروج عن السياق والنقد الى حد التجريح والذي لا يمكن ان يكون مقبولا .
الرئيس عباس ... رئيس دولة فلسطين ... رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ... القائد العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ... كبرى فصائل العمل الوطني ... يتحدث بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية.... ويكرر على مقولة الابواب المفتوحة أمام القوى التي لم تشارك ... والذي يعتبر موقفا وطنيا خالصا.... وارادة قوية مؤمنة ... ورؤية شمولية ... ومعرفة متراكمة ....ان من لم يحضروا لا يستطيعون فعل شئ دون المجموع الوطني ... وانه يحرص عليهم .....وعلى مشاركتهم وعلى نجاحهم ....وهنا الفرق الشاسع ... ما بين الزعيم وروح المسؤولية ... وبين أي شخص يمكن ان يقول أي كلام.... دون أدنى مسؤولية او حسابات سياسية ووطنية .
قرار الرئيس محمود عباس بصرف رواتب الموظفين يعبر عن ارادة القائد الحريص على شعبه ... والذي لا يقبل بالمطلق بمصطلح العقوبات...... فلا يوجد قيادة وطنية تاريخية ... شرعية وديمقراطية ......تعاقب شعبها هذا من جانب الرئيس بحكمته القيادية وروح المسؤولية العالية ... والتي يجب ان يقابلها صحيح الموقف الوطني..... لحركة حماس التي يجب ان تنهي والى الابد هذا الفصل المأساوي للانقسام الاسود وان تأخذ الخطوات المطلوبة والعملية حتى ننهي هذه الحقبة الزمنية السوداء التي خسرتنا جميعا ... كما خسرت حركة حماس .
ونحن بدورنا ككتاب رأي نخاطب الرأي العام ....لا نريد لاحد ان يخسر ... كما لا نريد ان نخسر أحد .
من هنا كان الخطاب السياسي والبرنامج المعتمد ... والمؤسسات التي تم تعديلها واقرارها داخل المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية .
مخرجات وطنية تاريخيه ... لدورة لا تشوبها شائبة .. ولا يمتلك أحد المزايدة عليها ... حتى وان كانت غير مكتملة بالمشاركين بها .. لكنها قد حققت النصاب القانوني الذي يسمح لها باستمرار اعمالها ... والوصول الى مخرجاتها التي ترضي الاغلبية العظمى لكنها تغضب الاقلية .....وبعض الاسماء والتي كانت تراهن على ما بداخلها ... فكان عكس ما ارادت .
هكذا العمل المؤسساتي الوطني داخل المؤسسات القيادية العليا والمحكومة بحسابات سياسية تنظيمية وطنية ... لا يمكن ان ترضي الجميع .. لكنها ترضي الاغلبية العظمى ... وعلى من غضب عليه اعادة الحسابات ... وان يعترفوا بالخطأ ... وان لا يستمروا بالمكابرة ... وكأن شيء لم يكن ... فما حدث كان تاريخيا ووطنيا وديمقراطيا ... وتحولا استراتيجيا سيتم استيعابه من المكابرين ... بعد ان تم استيعابه من الحاضرين والمشاركين
هناك بعض الملاحظات التي اود طرحها للايضاح :-
• اولا :- ان المناصب تكليف وليس تشريف وان ساحة العمل الوطني متاحة ومفتوحة للجميع ... ولا يختصر ولا يختزل العمل الوطني واداء الواجب على من تم اختيارهم بالمناصب العليا .
• ثانيا :- ان من حضر جلسات المجلس الوطني قد تمكن من ايصال كلمته وتحديد موقفة ونال ما استحق من ردود .
• ثالثا :- القرار الوطني الفلسطيني المستقل ... تم تأكيده بوحدانية التمثيل لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلنا الشرعي والوحيد
• رابعا :- ان من غاب لا زالت الفرصة أمامه للمشاركة وقول موقفه وتحديد توجهاته بما يريد ... وما يمكن ان يقول على قاعدة ان الاقلية تلتزم برأي الاغلبية ... وان الاغلبية تحترم رأي الاقلية .
بكافة المعاني والدلالات .....وما يمكن ان تسجل من ملاحظات على قاعدة عدم اكتمال أي عمل ... وان كل عمل قابل للاجتهاد..... كما جرى بالمجلس الوطني وانتهاء اعماله وبيانه الختامي.... وترتيباته النهائية ومجمل قراراته..... والتي تعتبر أفضل ما يمكن عمله في اطار معادلة فلسطينية داخلية ... لا زالت محكومة بثقافة محددة ... وبأجندات خاصة ... تحتاج الى الكثير من التعديل والتغيير والمراجعة .
الرئيس محمود عباس كان نجما تاريخيا بهذه المرحلة الحاسمة ... وعلى مدار الايام الاربعة ....وبما تم من مخرجات المجلس ... والذي يستحق منا جميعا ان نصفق له ... وان نهتف بحياته ... وان ندعوا الله بإطالة عمره .. حتى نستكمل المشوار ... ونحقق الاهداف الوطنية الثابتة ... وحتى يتعلم الجميع كيف يكون الصبر والثبات والاصرار على تحقيق الاهداف .
الكاتب : وفيق زنداح