لنحول يوم الشهداء هذا العام لمناسبة عالمية لدعم ومساندة صمود سورية ومحورها المقاوم في مواجهة العدوان الكوني..!

بقلم: أكرم عبيد

في يوم الشهيد . . . يقوم  الوطن  لينحني إجلالاً  لأرواح أبطاله  الشهداء العظام . . . وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس .

رحم الله الزعيم الخالد حافظ الأسد الذي قال " إن الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر " بضع كلمات اختزلت في جوهرها ومضمونها أسمى آيات التضحية بكل أبعادها الوطنية والقومية والاجتماعية والإنسانية .

لذلك فان يوم شهداء السادس من أيار في بلاد الشام له وقع خاص في نفوس وعقول شرفاء الأمة لما يمثل من تضحيات جسام في مقاومة المحتل التي قدمتها سورية بحدودها الطبيعية على مذبح الحرية للإنعتاق من نير العبودية والتحرر من الطغيان العثماني التركي بكل سياساته الظلامية التجهيلية والإرهابية والعنصرية

إن إحياء ذكرى الشهداء في هذا اليوم الخالد سيبقى محفوظاً في ذاكرة الأمة وستبقى تضحياتهم الجسام دلائل عميقة في وجدانها بغض النظر عن انتمائهم الديني والقومي والفكري لأنهم بذلوا أغلى ما يملكون من اجل حرية وتحرر الوطن  واختزلوا تاريخ شعبهم المترع بمرارة العذاب والقهر والعبودية والتجهيل بعد احتلال استمر أكثر من أربعمائة عام لمعظم الوطن العربي .

اما اليوم ونحن نحيي يوم الشهداء الابرار وسورية وحلفائها يحققون المزيد من الانتصارات على معظم الجغرافية السورية مما اقلق تحالف الشر الغربي بقيادة العدو الصهيوني الذي فقد الثقة بوكلائه  وعصاباتهم الذين فشلو في تحقيق أي مكسب يمكن البناء عليه في سورية بعد سحقها تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه الذين يلاحقون فلولهم المهزومة جنوب دمشق من القدم الى الحجر الاسود ومخيم اليرموك والتضامن بعد حسم معركة الغوطة الشرقية .

وانطلاقا من هذه المعادلة وقع العدو الصهيوامريكي وحلفائه في حالة من الإرباك وفقدان التوازن في سياستهم الخارجية حول المنطقة بعد فشلهم في المراهنة على أدواتهم وعملائهم في المنطقة فتعمدت الادارة الامريكية  التدخل العسكري المباشر بدعم ومساندة بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني لتحقيق أي مكسب سياسي في المنطقة يحفظ شيء من ماء وجهها فتعمدت استثمار ما يسمى عملية الكيماوي في الغوطة الشرقية لتوجيه عدد من صواريخها لبعض المواقع العسكرية السورية لكن الدفاعات الجوية السورية اسقطت معظمها كما اسقطت قبل ايام من هذا العدوان الثلاثي الاجرامي طائرتين " اسرائيليتين " في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد محاولتها العدوان على سورية لاختبار امكانية الرد السوري الذي جاء اسرع من صوت طائراتهم المغيرة عن بعد.

ولم تكتفي الادارة الامريكية بالتدخل العسكري المباشر في سورية بل اطلق الرئيس الامريكي الكثير من المواقف المعادية لشرفاء الامة ومحورها المقاوم بعد اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الامريكية من ارضنا المحتلة عام 1948 الى القدس المحتلة هذه المواقف التي ترافقت مع جملة من المواقف الصهيونية المعادية لشعبنا الذي تحرك لمواجهتها بالصدور العارية عبر مسيرات الغضب وسقوط عشرات الشهداء والاف الجرحى منذ احياء ذكرى يوم الارض حتى اليوم والتي ستتوج بمسيرة العودة الكبرى في الذكرى السبعين لجريمة العصر " النكبة "  والتي ابدع خلالها شعبنا المقاوم الكثير من اشكال واساليب المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال وخاصة في قطاع غزة المحاصر بينما قيادة سلطة معازل اوسلو تعمدت تجاهل الحراك الشعبي المقاوم لتعقد ما يسمى المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله في ظل مقاطعة كبيرة ومهمة من قبل معظم الفصائل الفلسطينية واعضاء مستقلين ومارس سياسة الاقصاء والابعاد بحق اخرين لعقد مجلسه المزعوم بمن حضر في محاولة مشبوهة لإعادة تشريع هذه المؤسسات الفاقدة للشرعية الوطنية والقانونية وفي مقدمتها ما يسمى اللجنة التنفيذية وغيرها على مقايس اتفاقيات اوسلو الاستسلامية كمقدمة لتكريسه كرئيس للمنظمة لتمرير مشاريع سياسية مشبوهة وفي مقدمتها ما يسمى صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وفتح بوابة التطبيع للأنظمة العربية المتصهينة على مصرعيها لشطب وتصفية معادلة الصراع العربي الصهيوني وتحويلها لمعادلة للصراع العربي الايراني لخدمة الاهداف الصهيوامريكي .

لهذ السبب ليس غريبا ولا مستغربا على الادارة الامريكية المتصهينة فتح اكثر من جبهة على محور المقاومة والصمود لتحقيق اهدافها الاستعمارية في المنطقة ولم يكن انسحابها من الاتفاق النووي مع ايران سوى مقدمة  لاستهداف الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد استهداف سورية والعراق واليمن والمقاومة في فلسطين ولبنان وتوجيه التهم الباطلة لروسيا الاتحادية وهذه السياسات العدوانية الصهيوامريكية وضعت المنطقة على شفير الهاوية وقد تهدد الامن الاقليمي والدولي للرد على انتصارات محور المقاومة والصمود الذي يهدد مصالحه ومشاريعهم ومخططاتهم الاجرامية في المنطقة بشكل جدي بالرغم من التضحيات الجسام .

 وفي النهاية لا بد ان تتضافر الجهود الخلاقة لكل شرفاء الامة واحرار العالم لدعم ومساندة صمود سورية وحلفائها في مواجهة العدوان الكوني المهزوم بعد انتصاراتها على معظم الجغرافية السورية ودحر الارهاب والارهابين رغم التضحيات الجسام وسقوط عشرات الاف من الشهداء الابرار والجرحى لتؤكد للعالم ان ما بين شهداء الشام في السادس من ايار عام 1916 وشهداء الحرب الكونية على سورية ومحورها المقاوم رابط من الدم الذي تعمد بتراب الوطن وازهر انتصارات وانتصارات قد تجتث الغدة السرطانية الصهيونية من المنطقة لاستعادة وحدة بلاد الشام والامن والاستقرار العلمي وتخلص البشرية من شرور الفكر العنصري التوراتي الخرافي الاسطوري الوجه الاخر للفكر الوهابي العنصري التكفيري السعودي .

 

بقلم : أكرم عبيد

[email protected]