وجوهٌ مُدْبِرَة

بقلم: عبد السلام فايز

في أيِّ جُبٍّ جَمْعُكُمْ هذا سَقَط ْ
و بأيِّ شَحْمٍ أُغْرِيَتْ هذي القِطَط ْ ؟!

تلكَ الخيانةُ ما أَجَدْتُ هجاءَها
حارَ الشُّوَيْعِرُ في الهجاءِ و في النّمَطْ

هل أنتمُ بشرٌ و مِن طِينِ الورى
أمْ أنتمُ شيءٌ غريبٌ قد هَبَطْ ؟!

أَسَفِي على تلك العَباءاتِ التي
لِلعزِّ كانت ، كيف أمست للسّخَط ْ

قد زادكم لِبْسُ الحريرِ خَزِيَّةً
فالبَعلُ بَغْلٌ حينَ تزدادُ النُّقَط ْ

طِرتُم و في عُقْرِ العدوِّ هَبَطْتُمُ
مثلَ الذبابِ على بُرازِ الناسِ حَط ْ

الكلبُ يبقى حائماً ، لكنّه ُ
عندَ المساءِ بدارِ سَيّدِهِ رُبِط ْ

أَحَسِبْتُم ُ ثوبَ الخُصومِ مَهَابةً
مَنْ يَبْتَغِ العُريانَ ما ستروه قَط

ليسَ الحقيرُ مَن اسْتَحلَّ ديارَنا
و أعَدّ في لُؤْمٍ لِيَقتلَنا الخُطَط ْ

إنّ الحقيرَ مَنِ ارتضى مِن أمّتي
حُضْنَ العدوِّ مُصَفِّقاً وبهِ ارتبَط ْ

لا والذي صنعَ الخليقةَ كُلَّها
لا والذي رفعَ السّماءَ و ما بَسَط ْ

لا أشتري تلكَ الوجوهَ بِلَيْرَةٍ
كلّا ولا أبادلكم مع فَرْخِ بَط ْ

أَنْعِمْ بِشَخصٍ تَفَّ في حَضَرَاتِكُم
و إذا ذُكِرتُمْ ضِمْنَ مَجْلِسِهِ ضَرَط ْ

يا مَعْشَرَ القُرّاءِ معذرةً لكم
قد ساءَ قولي و استمالَ إلى الغلط ْ

لكنّ قوماً بالدّناءَةِ هذه ِ
لا تستريحُ سوى بِلَعْنَتِهِمْ فقط ْ    


بقلم عبدالسلام فايز