مطلوب تحديد موقف وقرار سيادي فلسطيني من نقض إسرائيل لاتفاق أوسلو

بقلم: علي ابوحبله

ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الامريكيه اليوم الاثنين الواقع في الرابع عشر من أيار 2018 تعد علامة فارقه في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي , فنقل السفارة الامريكيه للقدس يعد نقض لاتفاق أوسلو وإنهاء لعملية السلام من جانب إسرائيل وتخلي الاداره الامريكيه عن صفتها الراعي و الضامن لتطبيق الاتفاقات مع إسرائيل ولعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

لقد أقدمت حكومة الاحتلال لليمين المتطرف التي يرئسها نتنياهو على جريمة ترقى لمستوى جرائم الحرب بالمجزرة التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني بغزه التي تظاهر سلميا عبر مسيرة العودة رفضا لقرار ترمب وصفقة القرن اعتبار القدس عاصمة إسرائيل وتمسكا بحق العودة بذكرى مرور سبعون عاما على نكبة فلسطين
لتضاف الجرائم الاسرائيليه بحق شعبنا الفلسطيني وذهب ضحيتها العشرات من الشهداء والآلاف من الجرحى بفعل القوه الغاشمة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي استعملت ضد المتظاهرين العزل من المدنيين الفلسطينيين .
نقضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الامريكيه اتفاق أوسلو الذي لم يعد له وجود على ارض الواقع بعد قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة إسرائيل وقرار نقل السفارة الامريكيه للقدس , والذي يعد
خرق فاضح لاتفاق أوسلو الذي تناول موضوع القدس والمستوطنات وتم الاتفاق على بحث وتحديد وضعها القانوني والسيادي في مباحثات الوضع النهائي فقد نص الاتفاق في البند
4" . بعد ثلاثة سنين تبدأ "مفاوضات الوضع الدائم" يتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة. وتشمل هذه المفاوضات القضايا المتبقية بما فيها:
• القدس (من يتحكم بالقدس الشرقية والغربية والأماكن المقدسة وساكنيها...الخ).
• اللاجئون (حق العودة وحق التعويض ..الخ).
• المستوطنات في الضفة الغربية والقطاع (هل تفكك أم تبقى أو تزيد زيادة طبيعة ومن يحميها السلطة أم الجيش الإسرائيلي -

قرار الرئيس الأمريكي ترمب الاعتراف في القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس إخلال وخرق فاضح ونقض للاتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية

بموجب اتفاقية أوسلو الأولى1993:
وهي أول اتفاق فلسطيني إسرائيلي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في 13 سبتمبر/أيلول 1993 بواشنطن.
وعرف الاتفاق بأسماء منها اتفاقية أوسلو الأولى واتفاقية إعلان المبادئ. وتم التمهيد لها بمباحثات سرية بين وفدين من منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في أوسلو.
ووقع الاتفاقية بالإضافة إلى الطرفين المعنيين كل من الولايات المتحدة وجمهورية روسيا الفيدرالية بوصفهما شاهدتين.
وأبرز بنود الاتفاقية:
• اعتراف متبادل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
• إعلان المبادئ لتحقيق السلام وينص على انسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة الغربية وقطاع غزة وتشكيل سلطة فلسطينية منتخبة بصلاحيات محدودة، وبحث القضايا العالقة فيما لا يزيد على ثلاث سنوات.
وجاء تقرير ميتشل 2001:ضمن الدور الأمريكي لرعايتها للسلام
وقد قدمت اللجنة المشكلة برئاسة السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل مقترحات سميت باسم "تقرير لجنة ميتشل".
وتمحور التقرير حول نقاط من أبرزها:
• إيقاف الاستيطان الإسرائيلي.
• إيقاف العنف من الجانبين.
ثم جاءت خارطة الطريق وهي عبارة عن خطة سلام أعدتها عام 2002 اللجنة الرباعية التي تضم كلا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وتركز هذه الخارطة على نقاط من بينها: إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وعلى أن تتم التسوية النهائية بحلول عام 2005، وهو ما لم يقع.
الرئيس الأمريكي ترمب نقض كل الاتفاقات السابقة واخل بالالتزامات الامريكيه بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل وقيامه بنقل السفارة الامريكيه للقدس وهذا إذعان للمواقف الاسرائيليه ونقض لكل الاتفاقات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتخلي عن الالتزامات الممنوحة للفلسطينيين
في حفل افتتاح سفارة الولايات المتحدة الامريكيه في القدس قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "إن هذا يوم تاريخي في إسرائيل فلا يوجد صديق في كافة أنحاء العالم أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت اليوم بالقدس عاصمة "إسرائيل".وأضاف نتنياهو خلال كلمة له أثناء افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة: "هذا يوم عظيم من أجل السلام".وأكد نتنياهو، أن "الحرم القدس الآن أصبح في أيدينا".يُشار أن الولايات المتحدة الأمريكية افتتحت سفارتها في القدس المحتلة اليوم (14/5/2018) في ذكرى يوم النكبة واحتلال فلسطين منذ 70 عاماً.
هذه الأقوال والتصريحات لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو نقض وخرق فاضح للاتفاقات المعقودة مع منظمة التحرير الفلسطينية ولكافة الاتفاقات والقوانين والمواثيق والقرارات الدولية والتي جميعها تعتبر القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي
القيادة الفلسطينية مطلوب منها تحديد موقف واتخاذ قرار وإجراءات لهذا الإخلال والخرق الفاضح لاتفاق أوسلو وتحديدا في موضوع القدس بحيث تشكل تصريحات نتنياهو تحديد من طرف واحد لمصير القدس
لم يعد هناك وقت للمناورات السياسية والديبلوماسيه ولا بد من تحديد موقف وقرار سيادي فلسطيني دون الأخذ بعين الاعتبار للضغوطات العربية الممارسة على القيادة. الفلسطينية وحتى تتجنب القيادة الفلسطينية أي موقف من شانه أن تكون أمام مسائله شعبيه وتاريخيه

 

المحامي علي ابوحبله