آردوغان قائد الإسلام .. والقدس عاصمة السلام ..!

بقلم: منذر ارشيد

بدون أدنى شك أن الرئس التركي رجب طييب أردوغان قد ضرب ضربة معلم وإنتهز الفرصة وحصل على الجائزة الكبري في سباق القدس فبرشاقة الرياضيين ودهاء المتفوقين أصبح في المقدمة
والعربان يتراجعون بسبب التخمة حتى وصلوا آخر الطابور كالعجزة

ردب طيب آردوغان رفع الصوت عاليا وصرخ ( وااااقدساه ) فاستجاب له الشارع التركي بأكبر المظاهرات التي خرجت في العالم وخاطبهم وطالب منهم وقفة رجل واحد نصرة للقدس وفلسطين وهو يندد ويدين ويلعن سنسفيل إسرائيل
وشعبنا ينتظر معجزة تنهي معاناته والظلم الذي وقع عليهم خاصة في غزة هاشم .

أحد أسباب المشكلة ..

فلسطين التي دفعت بخيرة أبنائها من أجل تحريرها من البحر إلى النهر
تم إختزالها في جزئية بسيطة فما عاد لا بحر ولا نهر إلا في ضمير من تبقى لديهم ذرة من إيمان بأن الله لا يخلف وعده ..
وقد خسرنا كرامتنا وذلك لأننا نحن الفلسطينيين لم نعتمد على قوة شعبنا في داخل الوطن وتم تهجير الثورة وأخرجها من قلب المعركة الحقيقية كما كان في الجزائر وفيتنام وبدأنا النضال من خارج حدود الوطن رغم أن الصاعق كان متأهبا بعد حرب حزيران ليفجر ثورة عارمة منذ إحتلال الضفة والقطاع , وتواكلنا حتى فقدنا البوصلة , فكانت أوسلو التي فوجيء شعبنا بها دون حتى أخذ رأي الممثلين عن الشعب الفلسطيني إلا بعد تنفيذ الإتفاق وهذه مخالفة صريحة للنظام الأساسي وهو يثبتأن لاأحد يعبأ بالشعب على الإطلاق , ناهيك عن أن الإتفاق قد أهمل الأولويات التي نصرخ اليوم ونلطم عليها ألا وهي القدس لأن الأهم كان عند القيادة النفوذ والسلطة والكراسي والمناصب , فأضعنا الوطن والقدس..
وها نحن نحصد ثمار ما صنعت أيدينا بعد أن أفقدنا شعبنا زمام المبادرة وقتلنا فيه روح الإنتماء , إلا للدولار والشيكل
ولكن فوق البراق سيتقرر المساق....فلا تهنوا ولاتحزنوا...

الوضع العربي العام

ونحن في خضم ثوران البركان الذي حصل جراء الإنقلاب الدراماتيكي في المنطقة وقد إنتهت أزمة سوريا بتوافق بين القطبين العالميين على تقاسم المصالح في المنطقة.. لا غالب ولا مغلوب ، ولا حل خالي من العيوب ، المهم أمن إسرائيل.

لم يكن مفاجئا ما تم قبل أيام من خلال تنفيذ ترامب وعده لإسرائيل وقد تم نقل السفارة إلى القدس باحتفالية كبيرة لم تأخذ منا سوى الشجب والإستنكار الشديدين ...
أكثر من رفع عتب وأقل من غضب .

وكانت غزة على موعد مع قدرها كما هو وكما تعود خدها على اللطم لتدفع فواتير مستحقة على الشعب الفلسطيني وكأنها هي المال ورأس المال فكان ما كان مع بداية شهر رمضان المبارك الذي أصبح في غزة شهر الحزن والضياع بدل شهر البركة والحب والتآخي والإيمان ,

وغزة اليوم تعيش في أسوأ حالاتها ولسان حال أهلها يقول ..
( أنقذونا ولا نريد شيئا سوى الخلاص ولو حتى الموت)

إكتمل المشهد بكل تفاصيلة وتهيأ المسرح للمشهد ما قبل الأخير والكل ينتظر البشرى أي بشرى..المهم أن يعود الناس للحياة كبقية البشر ويشرب أهل غزة ماء نقيا ويتنفسوا الاكسجين الخالي من الدخان .....

أي حل... ما عدا العودة إلى أرض الأجداد حيفا ويافا وعكا وو الخ

فعند بوتين الخبر اليقين وعند ترامب المخطط اللعين .

أمريكا وروسيا قطبان توافقا على كل شيء, فأي حرب ستعني إنتهاء حضارات
والكل قد أخذ دروسا من الحروب الماضية ..ملايين الضحايا وبالاخر يجلس الأطراف على طاولة المفاوضات .. قالوا لماذا ..!
فالنجلس ونتوافق بدون تدمير الكرة الأرضية , خاصة ان منطقتنا الغنية بالثروات الهائلة هي محور الصراع , والمنطقة مستباحة ولا أحد يحميها وكأننا أمام إكتشاف جزيرة من قبل قرصانين وصلا في وقت واحد على شواطئها فبدل أن يتحاربا ويخسر كل طرف من قوته وجنوده ... تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
فنقتسمها في ما بيننا (هذه لي وهذه لك )

نعم.. فالصهيونية والماسونية تجمع الجميع تحت خيمتها ,,
أما الإسلام بقي هو الإسلام ... ولكنه منا براء

إيران وتركيا

بعد أن كان الخصام محتدما بين السنة والشيعة وجرت محاولات إشعالها حربا بين إيران والعرب في حرب طائفية وذلك ضمن المخطط الذي سيساعد إسرائيل وجدوا ان المخطط لم يعد ممكنا ما دامت إسرائيل تحتل فلسطين مما أوقف هذا المخطط الذي دفعت بعض الدول من أجله المليارات منذ أيام صدام حتى يومنا هذا والتقت مصالح السنة والشيعة مع حتى دول الغرب ضد داعش وأخواتها وهؤلاء سنة , مما زاد من الفجوة ومنع من الصدام الطائفي خاصة بعد الصراع في سوريا الذي بدأت بوادر الحل ولروسيا الدور الأول فيه
وحسب بعض المعلومات ما عاد لإيران ولالتركيا أي مجال للعب في سوريا بعد أن إستفذت الحرب أهدافها وبقي الأسد أسداً والميدان فرغ من الخصوم
( داعش والغبراء )
وكان لروسيا الفضل في تدمير ما عجزت عنه إيران وتركيا ..

وبالرغم من إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا
إلا أن روسيا كانت تدرك تماما أنها أمام لعبة خطرة إذا ما إنتقمت من تركيا إنتقاماً كبيرا ً مما سيحول الأمر إلى حرب حلف الأطلسي وأمريكا ...
فطائرة واحدة تكفي , والسياسة لها أحكام ..

واستطاعت روسيا أن تلعب بذكاء وحنكة وهي تتواصل مع تل أبيب كي تبقى في أمان ولا تتجاوز الخط الأحمر الأمريكي الذي من الممكن أن يجر الجميع إلى القنابل النوية
فالهدف ليس تدمير المنطقة ولا العالم بل إمتصاص ثرواتها ولو كلف ذلك الكثير فالجوائز كبيرة

( القيصر وفرعون )

فالقيصر أخذ ولايته الثالثة كإمبراطور على روسيا وما عاد يهمه سوى ان تصبح روسيا الأكثر تقدما وازدهارا في العالم وها هو يتطور وينهض ويعلوا في جميع المجالات فلم الحروب والخراب والدمار !

وهذا هو فرعون آخر الزمان شيطان البيت الأبيض متباهيا كالطاووس وقد حقق ما لم يحققة أي رئيس أمريكي من قبل وأعطى إسرائيل جوهرة العالم ( القدس )
وها هو يستحوذ على مقدرات العرب ويجعلهم تحت رحمته ..

فمن الضروري أن يكون بين القطبين خطا ً بارداً ومفتوحا على مدار الساعة كي لا يحدث خطأ هنا أو هناك
إذا كل شيء مضبوط ومنضبط ولا شيء خارج التغطية أو السيطرة ..

ولكن العالم كله وقف ضد ترامب وجنونه الذي سينعكس سلبا على مصالحهم واستقرارهم فالصفقة صفقة مفجرة وليست مهدئة
فأجمع الأوروبييون ومعهم الروس والصين وجميع دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا بأن ترامب فقد عقله وسيلحق الضرر بالسلم العالمي , وعليه ما دام الحديث عن فلسطين أصبح حديث الساعة فاليتعاون الجميع علىحلها بما يضمن السلم والإستقرار في الشرق الأوسط والعالم

دور لتركيا الممانعة , هل ضمن المخطط.!؟

تحرك آردوغان بعد أن عرفنا نحن الفلسطينين أن لا أحد معنا وقد صرخنا يا وحدنا
وصرخ الرجل بكل قوة وأمام عشرات الالاف في إسطمبول وقال وااااقدساااه

أعاد لنا الأمل ولو معنويا ً فهو القائد الأول والأوحد في العالم الذي يقف هو بشخصه ويحرض الأمة على إسرائيل

وخلال 48 ساعة يجمع المؤتمر الإسلامي وينددوا بأمريكا وأعلنوا الحرب الخطابية على إسرائل المجرمة القاتلة المغتصبة
على يمين آردوغان الملك الهاشمي عبد الله وأكد له أنه صاحب الولاية على القدس بالرغم من أنف كوشنير
وحضرت فلسطين برئيس وزرائها الحمد الله الذي أسهب في سرد الوقائع مؤكدا على الثوابت التي أقرتها الشرعية الدولية

وفي المقابل كان الرئيس الإيراني الذي كانت ملامحه تدل على إمتعاضه من كل الحفلة وكأنه قد حضر مرغماً , لأن غيابه سيجعل إيران معزولة ولا تأخذ حصتها ولو معنويا ً حتى في خطابة لم نسمع إسطوانتهم الشهير إسرائيل ..
(سندمر إسرائيل ) ولا حتى إسرائيل إلى زوال ..!

في تركيا كان حشد شعبي في الميادين ترافق مع عقد المؤتمر الإسلامي وقد أظهر الرئيس التركي شعبيته وقدرته وقوته وثقته بنفسه وبشعبه بعكس الكثيرين ممن كانوا في القمة
وقد تم إنصاف الجميع بمن فيهم السعودية ومصر اللدودتان لتركيا فالشكر كان للجميع حتى من يدعم ترامب إسرائيل .!

أنتهى المؤتمر بيان ختامي وصرخة آردوغان الذي قال أمام شعبه ..
(علينا أن نغضب على إسرائيل ولو بقلوبنا وذلك أضعف الإيمان)

ملخص بيان القمة الإسلامية
مرة أخرى ينتصر آردوغان ويقف مايستتروا يؤشر ويوجه قادة العالم الإسلامي
نحو القدس مع غياب فيلق القدس وحضور قائد الجمهورية الأإسلامية صاحبة فكرة إنهاء إسرائيل

(حماية دولية للشعب الفلسطيني وحل دولتان دولة فلسطينية على حدود حزيران وعاصمتها القدس )
خلاص ..انتهى الفصل المعد بشكل جيد وبحضور الجميع حتى لا يقال..
أن آردوغان إختلى بأهل السنة والعربان , بل وبحضور إيران ..!

الان ما هو القادم ...!

فالحل قادم حسب رؤيتي وقرائتي وتحليلي ولربما اكون مخطئا ,,

أولا .. لا أوافق الشاعات والأخبار التي تم تسريبها عن دولة في غزة أو في سيناء , فهذا حل عقيم وقنبلة موقوتة ستنفجر مع الوقت أو على الأقل لا ولن تؤدي إلى أي نتيجة إلا أن تظل قضية فلسطين قائمة وأي تغير في الظروف الدولية والإقليمية سيعيد الصراع من جديد

العالم متفق تماما على أن فلسطين هي عقدةالعقد في العالم وبدون حلهاسيظل الشرق
والعالم مضطربا ولن يحق العالم إنجازات على مستوى التنمية والرفاه خاصة ان الحرب اليوم والمستقبل بعيدا عن الحروب من أجل الحصول على الماء والغذاء

إذا يجب حل االقضية الفلسطينية بما يتوافق مع نسبة كبيرة من الفلسطينيين وقد تأقلموا مع مسألة دولة فلسطينية على حدود حزيران والقدس الشرقية عاصمة

من هنا أقول أن تركيا لم تتحرك بمزاجها الخاص بل بتوجيه وتوجه , فلو كانت فعلا تملك إرادتها وهي تجاهر بالعداء لإسرائيل وبالصوت العالي , لما سكتت على قتل مواطنيها قبل أعوام على شواطي فلسطين ..! ولما ا بفقت علاقاتها الإستراتيجية ولا الفضاء التركي للطيران الإسرائيلي ولا السفير ولا البشركات ولا الإستثمارات والخ
ناهيك عن التحالف بينها وبين الغرب الداعم لإسرائيل إو لم تشبه شائبة منذ إنشاء الكيان الغاصب
فتحركت تركيا وأخذت الجانب العربي والإسلامي والفلسطيني الرافضين لصفقة ترامب وما سيترتب عليها وأخذت منحىً آخر اكثر وطنية وتشددا ً بحيث لا أحد يزاود على أحد .. فالموقف لا غبار عليه والسقف أعلى من سقف الفلسطينيين انفسهم

ولا حل إلا بتوحيد غزة والضفة معا ...(ولو بالقوة ) ..!

القادم وحسب رؤيتي .. بعد أن أخذت غزة نصيبها من كل شيء وما عاد الوضع فيها يحتمل
فالضفة التي عاشت في رخاء وما عاد الناس يعبأون بأي شيء ولا حتى بمشاركة الأهل في غزة أحزانهم حتى ولو بخطبة جمعه , أللهم بكلام لا يسمن ولا يغني

فالضفة يجب ان تأخذ نصيبها من المعاناة
واعتقادي ان هناك مفاجئات ستحدث في القدس أو في أي منطقة من الضفة تعيد الوعي للناس من خلال مجزرة ما ممكن حدوثها فتشتعل الضفة غضبا وثوره
ولربما تحصل مواجهات عنيفة يستعمل فيها السلاح وتكون إنتفاضة عارمة تتواصل خلالها الضفة مع غزة

وتعود الوحدة والوئام بين القطرين الشقيقين الضفة والقطاع فالعدو يوحدنا عندما يضربنا معاً ..
ولربما ترتكب إسرائيل مجازر في الوطن الواحد واحتلال نقاط هامة كماحصل في انتفاضة الأقصى أو أشد عنفاً , وتشل السلطة شللا تاما ً وتتمركز القوات الإسرائيلي فيها كإحتلال جديد مع غطرسة القوة التي ستسفز العالم ..

مما يستدعي تدخلا دوليا وقرارا تحت الفصل السابع وإرسال قوات دولية ولجنة تحقيق دولية وفصل بين المتحاربين

وإجتماع دول العالم بمؤتمر عالمي لإنهاء الصراع , تحت بند المشروع العربي والمؤتمر الإسلامي

وإقرار دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
هذا والله أعلم

 

#منذرارشيد_رأي