ثمة ما هو مهم ان يذكر ان الشيخ كمال الخطيب ويعمل كامام لمسجد عمر بن الخطاب لقرية كفركنا في فلسطين المحتلة مارس حياته السياسية في بداية الامر من خلال الحزب الشيوعي الاسرائيلي وانتقل الى الحركة الاسلامية داخل فلسطين "" الاخوان المسلمين "" ويشغل الان نائبا لرئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر ، قد نفهم التحول الفكري ولكن لا نفهم سلوك اثارة الفرقة الوطنية في هذا الوقت العصيب التي تمر فيه قضية القدس قضية كبرى من مكونات القضية الام قضية فلسطين ، وهل اللقاءات الموجهة والممنهجة ولاكثر من لقاء اخرها هذا اللقاء على قناة الجزيرة الذي يهاجم فيها القائد الوطني محمد دحلان ومصر والامارات والسعودية ، حقيقة تلك اللقاءات المبتذلة والتي تدخل في صميم تعزيز الفرقة العربية بين الاخوة في دول الخليج وتعزيز الانقسام وحالات التشرم والاختلاف في الساحة الفلسطينية ، هذه اللقاءات على قناة الجزيرة التي كان عملها تخريبي ممنهج لصياغة سيناريوهات ما يسمى الربيع العربي وباعترافات وزير خارجية قطر السابق انها كانت بطلب من امريكا ومن وكالة السي اي ايه ، فزورت الحقائق واثارت الفتن، ودعمت العصابات المحلية وحالات الشغب والارهاب في ليبيا ومصر واليمن وسوريا ، فمن ساهم في تدمير دول ومدن عربية وحول بعضها لدول فاشلة بضخ اموال لهذا التدير لا يمكن باي حال من الاحوال ان يكون حريص على القدس وعلى مباني القدس ولا على الشعب الفلسطيني في القدس ، وفي نفس الوقت هم هؤلاء الذين يديرون قناة الجزيرة ويمولوها ويضعوا برامجها هم ذاتهم الذين ما زالوا يأملون من صناعة القلاقل في الدول العربية ما زالوا يطمحون بتغيير الخرائط والجغرافيا في المنطقة العربية وبتوافق مباشر مع دوائر الامن الاسرائيلية وتحيل قضية الشعب الفلسطيني في غزة الى قضية انسانية يتم معالجتها في هذا النطاق تمهيدا لنزع الوطنية والكيانية الوطنية عن الارض والشعب والحقوق ولرؤية حزبية بحتة تصب في معادلات اقليمية دولية في مثلث الاخوان قطر تركيا .
كان يمكن ان نفهم شيء مما قاله كمال الخطيب ان دعى للوحدة الوطنية بين جميع القوى الوطنية والاسلامية وهو ما يطالب به الشعب الفلسطيني وانهاء الانقسام وتشكيل جبهة وبرنامج موحد لمواجهة قرار ترامب وتهويد القدس وصفقة القرن والتمادي في بناء المستوطنات .
قبل اشهر معدودة وعلى خلفية الاخوان المسلمين وجبهتهم شن وزير خارجية تركيا هجوما محموما على محمد دحلان على خلفية محاولة الانقلاب على اردوغان من قبل معارض في امريكا ما زالت امريكا تمتنع عن تسليمه لحكومة انقرة ولم يثبت لا من قريب او بعيد يد لمحمد دحلان في هذا الانقلاب ، ولم تكف حكومة قطر ومن خلال قناة الجزيرة ببث البرامج المختلفة لتشويه ومنذ الخلاف الخليجي القطري ، علما بان محمد دحلان ليس بديلا عن عن تلك الدول ورؤيتها الاستراتيجية لطبيعة التحولات في المنطقة ، بل نشاطات محمد دحلان تتركز اولا في خدمة قضيته الفلسطينية وقضايا شعبه الوطنية والانسانية الذي يتعرض لقوتين استبداديتين الاحتلال وسياسات رئيس السلطة التي تكاد تكون قد دمرت اركان المشروع الوطني بل جل همه انهاء الانقسام وتجديد الشرعيات بشكل ديموقراطي ونشر لغوة التسامح وازالة اثار الاحداث المؤلمة التي تعرض لها قطاع غزة عام 2007م والوصول لتفاهمات مع الكتلة الاسلامية بقيادة حماس في القاهرة التي من خلالها قام محمد دحلان والامارات مشكورة بضخ ما هولازم لدعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة من خلال لجنة التكافل الوطنية والاسلامية .
من يبني لا يهدم وهذا هو محمد دحلان مؤمنا بعمقه العربي السند والمساند لحقوق شعبه وفك ازماته ، فالقدس ليست بعيدة عن محمد دحلان كما هي المخيمات الفلسطينية اينما وجدت في غزة او الضفة او لبنان او الفقراء اينما وجدوا ، وساكون مختلف مع البعض ، ما هو العيب ان تشتري الامارات عقارات في القدس "" العربية "" وما هو العيب ان تضخ الاموال لحماية البنية التحتية في القدس التي تتعرض للابتزاز رأس المال الصهيوني .؟؟!!
الادعاءات من خلال المنظور الحزبي والصراع في المنطقة مرفوضة فلسطينيا ، فالقدس بحاجة لكل الفلسطينيين وطنيين واسلام سياسي يجب ان يتخلى عن ايديولوجيته الاتهامية التشويشية والتشهيرية الالتحاق برؤية وطنية شاملة فالقدس تنقذ بالوحدة لا بالتفرقة والتشهير والادعاء والاتهام وبمجرد اقوال ممنهجة معروف مركزها وتوجهاتها .
في نهاية مقالي هذا تحية لدولة الامارات وكل الاخوة العرب الداعمين لشعبنا ولقضيتنا وتحية للنائب والقائد الوطني محمد دحلان الذي تجاوزت مواقفه الصغار الصغار الذي تقودهم قوقعات التشرذم الفكرية والحزبية والسلوكية فمن يبني الانسان الفلسطيني ويسعى للوحدة المجتمعية ويناضل من اجل فك الحصار وفكفكة ازمات غزة ومخيمات لبنان لن يكون الا مع القدس وفلسطينيتها وعروبتها
سميح خلف