تردت اوضاع العرب، كل العرب، حتى باتوا في آخر سلم اهل الحضارة.
في السياسة صاروا خارج التاريخ: دولهم منقسمة على ذاتها، متعادية إلى حد الاحتراب (السعودية والامارات x اليمن) ومن الجهة الأخرى ليبيا التي خسرت دولتها مع القذافي ويتصارع عليها الآن الورثة الشرعيون والادعياء (مصر وفرنسا مع حضور ايطالي واميركي وسنسكريتي..)
في الاقتصاد يتبدى سلوك امراء النفط والغاز مخزيا: اغنياء النفط والغاز يشترون الدول الفقيرة او يهدمونها، ويحاولون رشوة الشعوب او يبعثون بالمرتزقة لقتالها واستنزاف اقتصادها الضعيف تمهيداً للسيطرة عليها واذلالها بفرض التبعية او … الابادة، كما يحصل في اليمن.
تكاد الزراعة تندثر، والصناعة في حالة تعثر، والاقتصاد عموماً في يد الدول الاغنى بالعنوان الاميركي وسائر الغرب..
…وها هي الرياضة تكشف، عبر المونديال في روسيا، غياب العرب عن الخريطة الكونية!
هناك في كل فريق عربي لاعب ممتاز او لاعبون عدة، لكن الآحاد لا تصنع فريقا، ولا هي تستطيع أن تحقق النصر عبر التفرد.
ولقد حمّل اللاعب المصري المميز فوق طاقته، اذ عومل وكأنه الفريق كاملاً، فاجتهد بقدر طاقته وانجز، لكن الآخرين افترضوا انهم قد ربحوا البطولة الكاملة في الاولمبياد بهدفه..
خسائر العرب في الرياضة تعكس فشل انظمتهم البوليسية التي لا تحترم شعوبها، فاذا ما لمع لاعب كرة اختطفته النوادي العالمية الغنية… وظلت الفرق المحلية تنتظر صدقات رجال الاعمال المذهبين والدعم الحكومي لكي تنهض بأعباء احتياجاتها..
هل محمد صلاح هو اللاعب الوحيد لتلقى على قدميه كرات المونديال جميعاً.
مصر ولادة، كما المغرب، كما تونس، وحتى السعودية.. ولكن امنحوا الناس فرصة التنفس لكي يبدعوا في الفن والادب والموسيقى وصولاً إلى كرة القدم وسائر مجالات الرياضة!
طلال سلمان