من الواضح أن فشل مستشاري الرئيس الامريكي جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات ترامب في تمرير صفقة القرن تعتبر انتصارا للشعب الفلسطيني الذي يقدم التضحيات في سبيل تحقيق الاهداف الوطنية المشروعة ، وان الادارة الامريكية التي فشلت عدة مرات في تمرير مشاريعها ومخططاتها يجب ان تعلم ان القضية الفلسطينية تجمع ما لا يجمعه أي شيء آخر.
من هنا نحن نتطلع الى الجماهير العربية واحزابها وقواها بأهمية الحفاظ على القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأحرار في العالم وليس فقط للأمتين العربية والاسلامية، ونحن نقدر دور الجماهير العربية واحرار العالم التي ترفض كل المخططات والمؤامرات التي تستهدف هذه القضية وتتربص بحقوق الشعب الفلسطيني لا سيما حق العودة او محاولة النيل من القدس باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية، ونؤكد ان ما يسمى صفقة القرن التي تحاول الادارة الاميركية والصهيونية العالمية تمريرها بالتعاون والتواطؤ مع مع بعض الانظمة العربية فشلت على صخرة الصمود البطولي للشعب الفلسطيني الذي التف حول قيادته الشرعية .
ان مسيرات العودة والمقاومة الشعبية وصمود القيادة الفلسطينية وجه صفعة قوية لادارة ترامب ومن يقف الى جانبها وشكل إسهاما عربيا ودوليا فاعلا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وشكل صناعة رأي عام دولي مؤيد للشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة سياسة ترامب وسياسة حكومة الاحتلال واليمين الصهيوني المتطرف وصفعة لكل المطبعين العرب.
ان المشهد الفلسطيني يشكل نموذج للتضحية والصمود على طريق تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال ، كما يشكل استنهاضا لكل قوى التضامن والتحرر ويعزز من روح المقاومة الشعبية بكافة اشكالها والتحدي لدى شعبنا الفلسطيني وشعوب امتنا العربية والاسلامية وشعوب العالم واحرارها.
ان صفقة القرن لن تمر ولو تمسكت بها ادارة ترامب طالما هناك شعب منتفض وشعوب حرةونحن نتطلع الى اقامة جبهة مقاومة عربية وجبهة مساندة عالمية للقضية الفلسطينية في مواجهة الهجمة المعادية ومن اجل انتزاع الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينة المستقلة بعاصمتها الابدية القدس وحق العودة ، حيث قال الشعب الفلسطيني كلمته بأن لا بديل عن فلسطين الا فلسطين.
ان الرفض والمقاومة والصمود الفلسطيني المستمر والدعم العربي والتأييد الدولي المتصاعد للحقوق الوطنية الفلسطينية التي تقضي بانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين من ابناء شعبنا الى ديارهم التي هجروا منها وفق القرار الاممي 194 ، هو كفيل بأفشال هذه الصفقة التصفوية بل وسيؤدي الى ادخال امريكا ترامب في عزلة دولية مع الكيان الصهيوني.
وفي ظل هذه الاوضاع نتطلع الى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتطبيق قرارات المجلس الوطني والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية والاسراع بأنهاء ملف الانقلاب والانقسام وتسليم كامل للسلطة إلى حكومة التوافق الوطني وتمكينها من ممارسة صلاحياتها كاملة واغلاق كافة الثغرات ورفض المناورات الامريكية والصهيونية لتحويل القضية من قضية سياسية الى قضية انسانية في قطاع غزة يشكل عامل انتصار لوحدة الشعب الفلسطيني.
ختاما : امام كل ذلك لا بد من رسم استراتيجية وطنية شاملة للمواجهة مع الاحتلال، تستند إلى إنجازات ونجاحات المرحلة الماضية، هذا في حال خلصت النوايا وتكاتفت الجهود، وتم إغلاق الثغرات الكثيرة في هذه اللحظة السياسية المفصلية من تاريخ شعبنا وأمتنا، قالشعب الفلسطيني صقلته المحن وعض على جراحاته في كل محطات الثورة الفلسطينية المتعاقبة يدرك بغريزته الثورية أن حسم معركته الوطنية والدفاع عن ثوابته الوطنية والقومية يحتاج إلى سلاح الوحدة الوطنية على طريق انجاز حقوقه الوطنية المشروعة اي حقه بالعودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
بقلم/ عباس الجمعة