استراليا وقطع التمويل.. وجولة جديدة من المصالحة في القاهرة

بقلم: طلال الشريف

أعان الله د. صائب عريقات علي ما يقوم به من عمل، وأعان الله الدولة المصرية الشقيقة وقادة جهاز المخابرات ذوي النفس الطويل في صبرهم علي تنظيماتنا في إدارة هذا الملف ونتمني لمسؤول الملف اللواء أحمد عبد الخالق النجاح الحاسم في هذه الجولة.

أعان الله الدكتور صائب عريقات الذي يبذل جهدا دبلوماسيا واعلاميا جبارا في محاولة الدفاع عن الحق الفلسطيني بطريقته الخاصة كأمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الذي يحاول الخروج من عباءة أخطاء السلطة والرئيس والحكومة رغم الرعب والسيطرة الحديدية لفريق عباس والدولة البوليسية في الضفة الغربية التي تراقب أفكار وتصرفات الجميع دون إحترام لجميع مستويات القيادات علي مستوي المنظمة والأحزاب وموظفي السلطة.

علقت علي مقال للدكتور صائب قائلا حضرتك تتعب وتعمل في واد وآخرين يضيعون التعب في ادارة العقاب لأهل غزة دون تأثير حاسم علي حماس رغم أن هناك أثر كبير للعقوبات علي حماس ولكنها أي العقوبات وقطع وتقليص وتأخير الرواتب وتقليص الخدمات ذبحت المواطن العادي لأن حماس لها مصادرها للدعم ومات المواطن ولم تستسلم حماس فأعيدوا القراءة.

أستراليا بالتاكيد لديها أسباب لقطع التمويل الاول هو عقاب غزة والثاني هو المشاركة في الضغط لتمرير صفقة القرن والسبب الخفي الثالث هو التخفيف علي حماس ضمن أجندة اسرائيل وامريكا التي تريد استخدام الانقسام واستخدامه ليس حبا في حماس بل لإضعاف الموقف الفلسطيني وبقاء الإنقسام.

وبعد كل هذه المراحل التي قطعت في حصار غزة وعقابها وغياب المصالحة فالتفكير المنطقي والسليم هو إعادة قراءة الخطط وآثارها السلبية وعوامل عدم فاعليتها لتحقيق الهدف للبدء في مرحلة جديدة ولا نقول الإنبطاح لما تريده حماس فليس كل ما تريده سيخدم المستقبل الفلسطيني والسلم الأهلي ومن حق حماس أن تطالب بما تريد وخاصة فيما نتقاسم معهم من مضاعفات العقوبات والحصار أما ما يخص تنظيم حماس نفسه فلا أحد بوعيه يوافق علي ما سينشأ لاحقا من إزدواجية في السلطة والأمن لكي لا تتكرر المأساة في أوقات لاحقة والمواطن الفلسطيني مع مطالب مفاوضي السلطة في رام الله في تخوفهم من هذه الإزدواجية ولكن!!

ولكن هنا للإستدراك ولا نوافق علي الاستئصال والاستبعاد وتسربح أي فلسطيني من عمله دون توفير حياة كريمة له ولأسرته حتي لو كان من حماس التي نعارضها ولا نريدها في الحكم لما لذلك من آثار في العلاقة مع العالم وليس تماشيا مع ما يريده العالم بأجنداته بل من باب المصالح المتعددة لشعبنا مع تلك الدول.

أعان الله اللواء أحمد عبد الخالق وفريقه علي مهمتهم الشاقة التي نعرف تعقيداتها وصبرهم علي تنظيماتنا فمصلحة شعبينا هي مصلحة واحدة وقد تكون هذه الجولة هي الجولة الحاسمة للمصالحة وكفاءة اللواء الذي عاش بيننا ومعنا طويلا هي عامل مهم في إمكانية النجاح ونتمني لهم النجاح السريع فقد صبروا وعانوا معنا دائما ومنذ البدايات ونتمني في الجولة القادمة من اجتماعات الفصائل في القاهرة أن تكون حماس والسلطة المركزية قد وصلوا لقناعة بما هو مطلوب بشرط عدم الإجحاف بالمستقبل الآمن لشعبنا إن علي صعيد ترتيب النظام السياسي كي يكون ستقرا دون بقاء أيا من عناصر التأزم منعا للدم والانقلابات المستقبلية وحفاظا علي السلم الأهلي والتفرغ للتصدي بنجاح للإحتلال ومخططات التصفية للقضية الفلسطينية فالمشوار طويل ومن يعرقل اليوم ويعرقل المستقبل هو غير جدير بالتواجد في خارطة المستقبل وإن علي الصعيد الدولي والعربي لإدارة هذه العلاقات بما يفيد شعبنا واحتياجاته فهو شعب فقير الموارد واحتياجه لوقوف العالم معه في المحافل الدولية للتحرر وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير.

في النهاية أقول، لكي لا تتسع مساحة الدول التي قد تقطع الدعم عن السلطة والشعب الفلسطيني لابد من إعادة قراءة ما تم من خطوات عقابية لغزة وتغيير قواعد اللعبة حيث العقوبات كما قلنا أنتجت مضاعفات خطيرة علي المواطن الفلسطيني ولم تهزم حماس وها هم يتخذونها ذرائع لقطع المعونات والدعم الخارجي عن السلطة مثلما فعلت أستراليا وأمريكا قبلها كي لا يضاف موضوع عقوبات الرئيس لغزة لأسباب أخري خفية للضغط علي السلطة وإرباك الحالة الفلسطينية أكثر وأكثر.

بقلم/ د. طلال الشريف