لا تريد الاقتراب ولكن الحياة فتحت الباب .
مضت والخوف يهز كيانها
بدأت بالخطوة الأولى
لا شيء هناك يراودها سوى الدافع لتمضي بالخطوة الأخرى
. قالت: سلام عليك
قال :وعليك ما ذكرت
نظرت إليه قائلة :أتيت لهنا ليس بإرادتي ولكن بمحض الصدفة
. ابتسم ولم يتفوه بأي كلمة، وكأنه كان يحاصرها لتشعر بالخجل .
ثم تابعت هناك دروب نمضي بها ونحن ندرك بأن هناك شيء مجهول
قال :بصوت هادئ الاشتياق
قالت :الاشتياق نخافه
قال :الحب والوئام
قالت: هو الشيء المستحب المرعب
قال: بصوت أشد قوة مما كان عليه قبل لحظة من الآن الوديان والهضاب والجبال من الطبيعة الكونية الجغرافية ولكنهما لا يتشابهان وهكذا هم الرجال .
تنظر إلى الخارج من النافذة المطلة على الطريق الرئيسي أمام القهوة بلحظة شاردة تتفكر لما يقوله هو الذي يجلس امامها اردفت قائلة بصوت هزل خالي من الثقة أعلم وأدرك ما تقوله و"لكن" أدرك ايضاً بأن الصنف الأكثر شيوعا في هذا الزمن هم الذين بالنذالة يتشابهان .
ضحك باستهزاء غير مبالياً لما قالته ثم عاد بسؤاله قائلا :أتؤمني بالإنسان؟
قالت :كنت قبل أن أمضي إلى حقبة الزمن الرث هذا .
نظر إليها نظرة صاخبة حيث هي للأن شاردة تتابع المارين من نافذة القهوة
قال: قناعتك مثيرة للاشمئزاز
حين سمعت ما تفوه به أيقنت بانها تجلس أمام الصنف الأخر مما جعل صوتها ينبثق وكأنه خرج فجأة من عمق بئر مداه وجع السنين بأكملها ردت بصوت تعدى الخوف واللاثقة.
قالت له وماذا تعني ؟
قال :بأنك معقدة
قالت :وكيف لا
قال :لماذا ؟وكيف لك إن تكوني ؟
قالت :كيف لا أكون كما ذكرت وأنت وأمثالك بهذا الكون، وكيف لي إن أكون في عالم هش ساذج يبني أعمدته على أمثالك ؟
قال :لماذا تلبدت كلماتك ؟ أيها الفارس المغوار كم عدد ضحاياك ؟ وكم معقدة أكتشفت في مجال بحثك الذكوري .
صمت وبدا كل همه أن تجلس وتخفض صوتها ...قال أرجوك أعتذر أجلسي . آبت، ثم اقتربت منه فهمست قائلة : سلام على الحياة التي يحيا بها الذكور بهيئة رجال .
وسلام على هذا الزمان الذي أصبح الحيوان أكثر رأفة بنا من الإنسان . مضت الخطوة الأولى إلى الأمام ثم التفتت إلى الوراء أخذت نفسها وذهبت تلهث هاربة بخطواتها المسرعة إلى الماضي حيث كان هناك للحياة عنوان.
بقلم الشاعرة والكاتبة الفلسطينية/ باسله الصبيحي بالشتات الأوروبي