رسالة ملادينوف لحماس ولفتح

بقلم: سميح خلف

ملادينوف في حوار مع صحيفة اليوم السابع المصرية وجه رسالة لكلا من حماس وفتح وفي زيارته الدبلوماسية للقاهرة كمنسق للامم المتحدة لعملية السلام وهي في اطار الجولات المتعددة الذي يقوم بها دخل مناطق السلطة والاردن وغزة ومصر واسرائيل ، بالتأكيد ان مواقف ميلادينوف تعبر عن موقف الامم المتحدة والجمعية العامة من القضية الفلسطينية بالاضافة الى تصريحاته المختلفة التي تستنكر السلوك الاسرائيلي تجاه غزة في حين انه يدين المقاومة يطالب مرارا الى ضبط النفس وعدم استخدام اسرائيل للقوة المفرطة في حروبها المختلفة ووما قامت به اسرائيل من قتل متعمد لنشطاء مسيرة العودة .

ميلادينوف يحض حماس على الاعتراف باسرائيل والقبول بمبدأ التفاوض ونبذ العنف والقبول بحل الدولتين لتعيش اسرائيل وفلسطين كدولتين جارتين وبعاصمة فلسطينية تطالب بها السلطة القدس الشرقية كما وجه رسالة لفتح بالقبول بالشراكة ودفع عملية الحوار في القاهرة التي ترعاها مصر لتتسلم حكومة التوافق كامل مسؤلياتها تجاه غزة و وان يكون مبدأ التفاوض المباشر هو الطريق الوحيد للوصول لسلام في المنطقة ومناشدا امريكا ان تستمر في دعمها المالي للانروا لتتمكن من اداء دورها لمعالجة الحالة الصعبة في غزة ومنوها ان الانقسام ادا انقساما بين الاجيال.

الى هنا تقف الامم المتحدة عاجزة عن حماية ميثاقها وقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية وخاصة القرار الصريح للجمعية العامة الذي تم تاكيده اكثر من 137 القرار 194 وقرار 181 والمعرف بقرار التقسيم وكلاهما تحت رعاية الامم المتحدة ، اذا ان المنسق للامم المتحدة يكرس المطاب الامريكي والموقف الامريكي عبر الادارات المتلاحقة بنزع حيثيات القضية الفلسطينية من الامم المتحدة الى التعريف الامريكي والاسرائيلي بان قضية فلسطين قضية امنية وانسانية يجب معالجتها في هذا الاطار بين الاسرائيليين الاقوياء والمدعومين امريكيا ودوليا وبين الجانب الفلسطيني الضعيف وهي معادلة غير متزنة وغير منصفة ، تلك المعادلة التي اكلت من الاراضي الفلسطينية في الضفة اكثر من 65% من مساحتها وتغيير في معالم القدس والاعتراف الامريكي بان القدس الموحدة عاصمة موحدة ومتكاملة لاسرائيل ولها السيادة على الاماكن المقدسة .

ولكن هل حقيقة ما يطالب به ملادينوف بحل الدولتين امرا وشعارا يمكن تحقيقه بعد استيلاء اسسرائيل على مصادر المياه ومستوطناتها ومشاريعها الاستراتيجية والامنية في الغور والبحر الميت ، وهل تستطيع الامم المتحدة ان تدفع الادارة الامريكية عن لتتراجع عن قرارها الخاص بالقدس ..؟؟!!!! الامم المتحدة عجزت عن تنفيذ اي قرار للامم المتحدة يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي بل هي تسوق بالحل الانساني لمشاكل غزة من خلال اطروحات امريكية وبشروط اعلن عنها المبعوث الاممي وموجهة لحماس بالاعتراف ونبذ العنف ودولة على حدود 67.

واذكر بان حماس قبلت بدولة على حدود 67م في وثيقتها المعلنة والتي صادق عليها مجلس الشورى لها ومكتبها السياسي وبشرط دون الاعتراف وطرحت هدنة طويلة الامد برعاية طرف ثالث وان كان بعض الكتاب المقربين من حماس ناوروا بخصوص التفاوض المباشر للاغراض الانسانية اما على الصعيد الامني والسياسي فما زالت حماس ترفض فكرة التفاوض المباش والمفاوضات في القاهرة عبر الوسيط المصري تتمحور حول عدة اطروحات اسرائيلية واقليمية لحلول انسانية مقابل الجنود الاسرائليين لدى حماس كمينارء ومطار وانفتاح اقتصادي ، فربما كان اغلاق معبر كرم او سالم ردا كما يدعي نتنياهو على مسيرة العودة والطائرات الورقية الحارقة هو رسالة لحوارات القاهرة التي ترعاها مصر بين فتح محمود عباس وحماس ولتحديد خيارات حماس على التراجع عن مسيرة العودة وسلوكها وخسائرها للارض الزراعية في مستوطنات غلاف غزة واحراج المصريين الذين لن يقبلوا بمزيد من الحصار لغزة وبالتالي تتغوط مصر بالانفتاح تجاه غزة والذي سيعفي بشكل غير مباشر مسؤليات اسرائيل لدولة محتلة لغزة وتبقى غزة تحت مظلة السيطرة الامنية حدودا وجوا وبحرا وتتحول القضية مرة اخرى لقضية انسانية وكما بدأت وتحرك العالم لانشاء الانروا .

ولكن هل اذا سلمت حماس غزة لحكومة التوافق وتمت المصالحة كمطاب فلسطيني شعبي قبل ان يكون اقليمي دولي هل سيحدث هذا اختراق للجمود في عملية السلام وهل ستقبل اسرائيل فعليا من خلال التفاوض على اقامة دولة فلسطينية على حدود 67م وهل ستفكك اسرائيل مستوطناته التي تتجاوز 550 مستوطنة وبؤرة استيطانية وهل ستتخلى عن الغور ومشاريعها في البحر الميت وارتكازاته الامنية هناك وما هي مصير المشاريع الاسرائلية الاردنية على البحر الميت واهمها المناطق السياحية وقناة البحرين وهل ستتخلى علن مناطق المياه الجوفية ، هل هناك ضمانات لما يطالب به ملادينوف من قبل المجتمع الدولي بان لا تكون المفاوضات عبئا على الفلسطينيين كالسابق وليستيقظوا من نومهم على اعلان من الكنيست لضم الضفة او انسحاب تكتيكي من بعض المناطق فقط ، وهل بقي كلام حول القدس واللاجئين في ظل السلوك الامريكي والاسرائيلي ، اذا على اي قاعدة يطالب ملادينوف الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وبقاعدة المفاوضات المباشرة ..!!!

وكي نذكر:-
عام 1986 اجبرت منظمة التحرير نتيجة الضغوط والحصار وعلى اعلان نبذ العنف الذي القاهابو عمار في القاهرة وبحضور ابو اياد وبعدها تكثفت اتصالات منظمة التحرير عبر وسطاء وبشكل مباش ايضا مع الجانب الاسرائيلي ودخلت منظمة التحرير مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وفي عام 1988م اعترفت منظمة التحرير بالقرارين 242و338 وبحل الدولتين وباعلان الاستقلال المشهور وكما سموه.
برنامج منظمة التحرير الوطني والسياسي يقوم على حل الدولتين والاعتراف باسرائيل ، فهل اسستجابت اسرائيل لحل الدولتين على مدار اكثر من عقود ام استمرت في الاستيلاء والتهويد ، ورفض العملي لحل الدولتين وهي التي تكرس عبر قوة احتلالها الى فصل الضفة عن غزة وتغيير المعالم الديموغرافية في الضفة .
وقعت منظمة التحرير اتفاق اوسلو عام 1993م كحكم ذاتي مرحلى لفترة انتقالية لمدة خمس سنوات بعدها تعلن الدولة ام اسرائيل انقلبت على ذلك ودمرت اسس ومؤسسات ولبنات اساسية للدولة الفلسطينية عام 2002و2003م في اجتياحها للضفة وحصار عرفات وتسميمه امام مراى من العالم والجميع يذكر هذا السيناريو المؤلم . وهل ما زلنا نذكر اغتيال اسحاق رابين بهدف انهاء اوسلو كالتزام من الجانب الاسرائيلي والذي لحق به عرفات ..!!
محمود عباس تنازل عمليا عن الكثير من برنامج منظمة التحرير وطالب بدولتين جارتين تعيشان بسلام وتنازل عن صفد واراضي 48 فهل تحصل محمود عباس على دولة ...؟؟ مع قناعة الجميع ان ما قدم محمود عباس لن يستطيع ان يقدمه احد من بعده


اذا ما يطالب به ملاينوف حماس وفصائل المقاومة هل يستساغ كقاعدة للمصالحة في وقت لا ثوابت ولا ضمانات دولية لاحداث اختراق ولتظهر الدولة الفلسطينية في الشرق الاوسط ، بل كل ما يثار الان عن صفقة تسمى صفقة القرن تهدر القدس واللاجئين وما تبقى من الارض الفلسطينية ، وعلى قاعدة الحل الامني الاقتصادي الذي اضيف لها الان الحل الانساني ، وتفريغ للمنهجية السياسية للامم المتحدة والبرنامج الذي رعته منظمة التحرير .
اذا اي مصالحة وعلى اي قاعدة ..؟؟ اهي على قاعدة الماضي وبرنامجه وبالتالي التاريخ يعيد نفسه مع حماس ..؟؟؟ ام على قاعدة برنامج جديد وشرعيات جديدة تعالج مطبات وخطايا وخطيئة الماضي ..؟؟ اذا الى اين نسير.؟؟ والى اين نتجه .؟؟
سميح خلف