ما هي علاقة إيران بالمقاومة وكيف يكون المندوب السامي محمد العمادى هو الحضن الدافئ لحماس ..
توطدت العلاقة بين الدوحة وحماس والتي تعود إلى سنوات طويلة، إبان حرب 2008، إذ لعبت دورا في إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عبر علاقاتها مع إسرائيل، وكذا فعلت عام 2012 وسعت قطر، قبل ذلك، إلى فك العزلة عن حركة حماس فدعمتها في انتخابات يناير 2006 التشريعية، وقدمت لها عقب سيطرتها على القطاع عام 2007، تمويلا قدّر بثلاثين مليون دولار شهريا.
فك العزلة امتد أيضا إلى حملة علاقات عامة لفائدة قادة في حماس، وفي مقدمتهم إسماعيل هنية، الذي استقبل بالدوحة، عام 2006، في أول زيارة له خارج الأراضي الفلسطينية .
وترسخ الدور القطري في احتضان المكتب السياسي لحركة حماس بعد الانتقال من سوريا جراء موقف حماس من النظام السوري.
ثم كان لقطر دور في دعم حماس على الانقلاب على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، حتى جاءت تصريحات أمير قطر التي اعتبر فيها حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني .
ومع تطور الاحداث تدخلت قطر للحد من نجاح مصر فى احتواء الانقسام وسعت قطر الى محاربة الجهود المبذولة لإنهاء سيطرة حماس المسلحة على قطاع غزة وعملت حركة حماس على استغلال المقاومة الفلسطينية وتجير نضال الشعب الفلسطيني فى اتجاه مصالح ايران الخاصة فى المنطقة فبات الباب مفتوحا على مرصعيه للتدخل الايراني في الشأن الفلسطيني حيث عملت ايران على دعم حماس والجهاد الاسلامي من اجل استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة بشكل دائم ومستمر لإجهاض أي تدخل عربي ووطني لفك الحصار على الشعب الفلسطيني مستغلين معاناة شعبنا فى قطاع غزة لتحقيق المصالح الحزبية الخاصة بحركة حماس وأدامت سيطرتها على قطاع غزة ضاربين الجهد المصري بعرض الحائط بل دفع مؤخرا بالسفير القطري محمد العمادي الى التطاول على دور مصر في عملية المصالحة في ظل صمت قيادات حماس ومكتبها السياسي الرافض لتحقيق المصالحة مما يؤكد بدون شك بان حماس باتت اليوم لا تمتلك قرار المصالحة بل الذي يتحكم في مجريات الامور هى قطر وايران .
وكان كل ذلك يجري في ظل هذا التحالف بشكله الحالي ومضمونه الايراني القطري مع حماس مثيرا للجدل نظرا للعلاقات القوية للدوحة بالولايات المتحدة وإسرائيل خصمي الحركة اللدودين والذين يعتبران حماس تنظيما إرهابيا .
ان مواصلة السعي لإطالة عمر الانقسام التي تمارسها حركة حماس والقتل السياسي للشعب ألفلسطيني والسعى الى فرض المواقف على قيادة حماس من قبل محور الإرهاب قطر وإيران ورفض العودة إلى حضن الشرعية والشعب الفلسطيني حيث من شان هذه العلاقة تعميق الانقسام من خلال دعمهم للانفصال .
أن قطر التى مولت الانقلاب ودفعت الأموال لمليشيات حماس التي تسيطر علي قطاع غزة مما تسبب في العديد من الأمور الكارثية على الشعب الفلسطيني ومستقبله السياسي باتت تشكل اليوم العائق في تقدم أي جهد على صعيد المصالحة.
فى ظل ذلك بات المطلوب ضرورة توحيد الجهود العربية قبل فوات الأوان ومن الضروري الاستجابة لكل الدعوات الوطنية والصادقة من أجل سرعة انهاء الانقسام الفلسطيني .
ان أهمية إدراك حماس لحقيقة الوضع قبل الانهيار الكامل لكل القيم والأخلاق والأعراف العربية والدولية والوطنية حيث يجب ان تأخذ حركة حماس موقفا واضحا وتنسلخ من حركة الإخوان المسلمين وتفك ارتباطها بالدول الداعمة للإرهاب وخاصة كل من ايران وقطر حيث الشعب الفلسطيني الي مصالحة حقيقة لأن الوضع أصبح لا يحتمل وأن تسليم قطاع غزة الي القيادة الشرعية كفيل بحل قضايا ومشاكل ومظاهر الانقسام التي سادت في غزة والضفة وبات مطلوبا اليوم أن نعمل على توحيد مؤسسات الوطن وأعمار غزة والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني والمجالس المحلية .
أن تصرفات عناصر وقيادة حماس هي تصرفات شخصية ولا تعبر عن موقف الشعب الفلسطيني في غزة الذي يخضع الي سياسة حركة حماس منذ تنفيذ الانقلاب الاهوج والأعمى وان قطر بأموالها لا يمكن أن تشتري الشعب الفلسطيني وان ايران التي تتاجر بالمقاومة الفلسطينية لا تجلب للشعب الفلسطيني سوى الدمار والتخريب وان مثل هذه السياسات هي سياسات عابرة ومارقة على شعب فلسطين ولا يمكن لها أن تكون او تمس في مستقبل حرية الامة العربية ولا طبيعة الدور المصري الداعم لنضال شعبنا والرافض لكل الوصايا والتبعية والاحتواء والممارسات القطرية وهيمنة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على مستقبل قطاع غزة والشعب الفلسطيني المختطف هناك من سنوات الانقلاب الاسود ..
بقلم/ سري القدوة