الأخ سليم الزعنون حفظه الله
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
تحية وطنية فلسطينية وبعد
في دعوتكم المؤرخة بتاريخ اليوم 2/8/2018 والموجهة إلى أعضاء المجلس المركزي الفلسطيني لحضور اجتماعات الدورة التاسعة والعشرين تحت اسم " دورة الشهيدة رزان النجار ، والانتقال من السلطة إلى الدولة " والتي ستعقد في مدينة رام الله يومي الأربعاء والخميس 15-16/8/2018 وذلك لمناقشة جدول الأعمال المقترح والذي تضمنته الدعوة الموجهة من قبلكم .
ولقد لوحظ أن جدول أعمال المجلس المركزي لم يأتِ على قضية اللاجئين ، كما غيّب قضية وكالة الأونروا ، هل كان ذلك سهوا ً ، أم أنه جاء تساوقاً وبكل أسف مع الموقف الأمريكي من قضية اللاجئين ومن وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " .
كيف يمكن لرئاسة المجلس الوطني الفلسطيني أن تسقط من جدول أعمالها قضية اللاجئين الفلسطينيين والتي كانت قبل أيام محل مناقشة في الكونغرس الأمريكي الذي اعتبر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين فقط أربعون ألف لاجئ ، الكونغرس الأمريكي يمارس عملية شطب واضحة لقضية اللاجئين ، ويقلص تعداد اللاجئين الفلسطينيين من نحو ستة ملايين لاجئ إلى أربعين ألفا فقط ، ولم تكونوا غائبين عن موقف الكونغرس الأمريكي ، ولكنكم اليوم وفي جدول أعمال المجلس المركزي نجد تغييب قضيتنا نحن اللاجئين الفلسطينيين ، فهل يعقل ويقبل ذلك.
كما أن إسقاط قضية وكالة الأونروا من جدول أعمال مجلسكم إن دل على شيء ، إنما يدل على تجاهلكم لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسورية ولبنان ، وتجاهلكم بأنّ " الأونروا " هي الشاهد الدولي على قضية اللاجئين التي هي جوهر القضية الفلسطينية ، فإذا كان أصحاب القضية الفلسطينية يتجاهلون جوهر قضيتهم ، فكيف نطلب من دول العالم المحافظة على " الأونروا" وتسديد العجز في ميزانيتها ، إنّ قضية العجز المالي السنوي في ميزانية الأونروا والذي تفتعله بشكل دائم الولايات المتحدة الأمريكية هو بهدف إنهاء الأونروا وصولا لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وبالتالي شطب حق عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها عام 1948 ، إن فصل نحو ألف موظف من العاملين في الأونروا ، وتخفيض خدماتها الصحية والتعليمية في مناطق عملها الخمس ، يستدعي من القيادة الفلسطينية ومن المجلس المركزي الفلسطيني وقفة جادة ومسؤولة للوضع التي آلت إليه الأونروا ، ومعالجة وضع الأونروا لا يتم بإصدار بيانات الشجب والإدانة والاستنكار ، وإنما يتم بتحرك فعلي على المستوى الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي .
وهذا لا يعني أن بنود جدول أعمال المجلس المركزي ليست ذات أهمية ، ولكن ثمة بنود لها الأولوية في جدول الأعمال ، موضوع قانون القومية الذي جسّد الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين ، هذا القانون أخطر من قضية اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني ، لأنه قانون ينفي الرواية الفلسطينية التاريخية نفيا مطلقاَ ، وينفي بالتالي حقنا التاريخي في فلسطين الممتدة من البحر إلى النهر ، حيث يشكل قانون القومية استكمالاَ لإنجاز المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرضنا الفلسطينية .
المطلوب اليوم من المجلس المركزي الفلسطيني إعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية بأنها قضية صراع وجود لا نزاع حدود ، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني النقيض المطلق للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني وليس المكمل له في إطار حل الدولتين .
العدو الأمريكي الصهيوني يواجهنا اليوم باستكمال مشروعه الاستعماري تنفيذا لصفقة القرن التي بدأ تنفيذها منذ 120 عاما لتستكمل اليوم بإنهاء قضية اللاجئين وإلغاء عمل الأونروا وشطب حق العودة ، فهل تكون المواجهة بالشجب والاستنكار ، أم تكون بسحب الاعتراف بسيادة الاحتلال الصهيوني على أرضنا ، وإعادة الاعتبار لميثاقنا الوطني الفلسطيني ، والتأكيد على حقوقنا التاريخية والشرعية فوق أرض وطننا الفلسطيني الممتدة من النهر إلى البحر .
الأخ رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
إنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لكل الشعب العربي الفلسطيني ، وأنّ كل فلسطيني هو عضو في منظمة التحرير حسب المادة الرابعة من النظام الأساسي ، وأن اللاجئين الفلسطينيين يشكلون نحو نصف تعداد الشعب العربي الفلسطيني فلا تغيبوا قضيتهم عن جدول أعمال الدورة التاسعة والعشرين للمجلس المركزي الفلسطيني ، وإذا ما غابت قضية اللاجئين وقضية الأونروا عن جدول أعمال المجلس المركزي الفلسطيني ، فهذا يعني أنّ المجلس المركزي يساهم في شطب قضية اللاجئين وإنهاء وكالة الأونروا ، فهل تقبلوا أن يسجل عليكم التاريخ أنكم شطبتم جوهر القضية الفلسطينية ، وأعدمتم قضية اللاجئين بتجريدهم من الهوية الوطنية الفلسطينية .
وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير
مخيم العائدين /حمص/سورية 2/8/2018 اللاجىء الفلسطيني
صلاح محمد صبحية