سلام بلا ارض ولا شعب : العدوان الامريكي على القضية الفلسطينية الى اين!؟

بقلم: شكري الهزَيل

الاكيد المؤكد ان ثلل صغيرة قد خرجت من بين صفوفنا وراحت تنعق على الوطن واهلة وتغرد خارج السرب الفلسطيني لابل انها صارت بمثابة ثغرات في اسوار قلعات الصمود الفلسطيني والاخطر من هذا وذاك ان هذة الثلل تزعم انها قيادة تمثل الشعب الفلسطيني وتتحدث باسمة فيما الحقيقة ان هذة القيادة المزعومة لا "بتهش ولا تنش" في حين يشن فية الاعداء اكثر من عدوان على الوطن والكيان الوطني الفلسطيني وطنا ومهجرا,والامر لا يتعلق هنا بالاحتلال الغاشم وبقانون "قومية" اللمَّم الصهيوني الذي يحتل فلسطين فقط لابل ايضا بعدوان امريكي غاشم على حقوق الشعب الفلسطيني ومقومات القضية الفلسطينية جغرافيا وديموغرافيا ووطنيا وبالتالي ماهو واضح ان النظام الصهيوني الحاكم في واشنطن لم ولن يكتفي بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان لا بل انة مستمر في استهداف كل ما هو متعلق بحياة وحقوق الشعب الفلسطيني وتجييرة وتوظيفة لصالح المشروع الاستيطاني الصهيوني...مصادرة القدس.. تكثيف الاستيطان في الضفة وتشديد الحصار على قطاع غزة وفي المحصلة عدم الاعتراف لا باتفاقية اوسلو الناقصة والمنقوصة ولا باي حق للوجود الفلسطيني في فلسطين ...الواضح ان ادارة الفاشي ترامب وصهرة الصهيوني كوشنر مصرة على تدمير مقومات القضية الفلسطينية من خلال ما تسمية ب" صفقة القرن" وتضييق الخناق الاقتصادي على الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا!!

واضح تمام الوضوح ان الادارة الصهيونية الحاكمة في واشنطن تعمل على تدمير كل مؤسسة تقدم العون للشعب الفلسطيني وعلى راسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) حيث ذكرت مجلة «فورين بوليسي» في تقريرا لها حول رسالة كتبها جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 11 كانون الثاني / يناير إلى المبعوث الأمريكي الى المنطقة جيسون غرينبلات، وعدد من المسؤولين الأمريكيين,يطالب فيه كوشنر ب ضرورة " القيام بجهود صادقة وحقيقية لتعطيل الأونروا» والانروا هذه توفر التعليم الأساسي والمساعدات الضرورية لملايين الفلسطينيين منذ عقود طويلة وخاصة اللاجئين الذي يسعى ترامب وحلفائه في الكونغرس الى تجريدهم من وضعية اللجوء في المنطقة، ونزع الموضوع من أجندة مايسمى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين كما ذكر تقرير المجلة المذكورة اعلاة والذي اكد على ان الصهيوني كوشنر هو الاكثر عداءا للاونروا وقضية اللاجئين وهو نفسة الذي ضغط في اتجاة اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة للكيان وهونفسة الذي يروج لشراء ذمم الفلسطينيين بالمال ليتنازلوا عن حقوقهم وارضهم في فلسطين المحتلة...عصابة ترامب كوشنر تسعى الى انهاء القضية الفلسطينية قطعة قطعة وخطوة خطوة استباقا لما يسمى بمفاوضات الوضع النهائي وهذا ما يعني خسارة كامل مقومات القضية قبل دخول هذه المفاوضات!!

لقد قرأ المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد عام 1995 في كتابة "اوسلو 2 . سلام بلا ارض" النوايا الامريكية والصهيونية بدقة حين قال " ان قبولنا كفلسطينيين بنصيحة " استراتيجيي" الامر الواقع يعني خسارة جولة مفاوضات الوضع النهائي قبل دخولها" وهذا ما حصل بالفعل عام 2018 حيث لم يتبقى لسلطة اوسلو ما تتفاوض علية في ظل الاملاءات والشروط الامريكية وعلى راسها التنازل عن القدس وعن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وعن اجزاء كبيرة من جغرافيا الضفة الفلسطينية.. سلام كوشنر ترامب يعني تجريد الشعب الفلسطيني من حقة في وطنة فلسطين وهذا السلام الترامبي الصهيوني هو الوجة الاخر لقانون " القومية" الصهيوني الذي يجرد الشعب الفلسطيني من حق ملكة للارض والحيز في فلسطين المحتلة..في المحصلة تسعى الفاشية الترامبية والصهيونية الى تطبيق الاكذوبة الصهيونية القديمة الجديدة "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" عبر اكذوبة وخديعة" سلام" بلا ارض ولا شعب فلسطيني...تفتيت معنى الارض والوطن والشعب الفلسطيني الى حد عدم الاعتراف اسميا وموضوعيا بوجود الشعب الفلسطيني بين النهر والبحر..صفقة قرن كوشنر لها هدف واحد محدد بنقطتين اساسيتين وهو القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني من جهه وتثبيت الكيان الغاصب وتمكينة من رقبة الشعب الفلسطيني من جهة ثانية !

اليوم وبعد مرور اكثر من ربع قرن على ابرام صفقة اوسلو عام 1993 لا يوجد اي شئ في ايادي فلسطينية سواء على مستوى الارض او الجغرافيا والديموغرافيا او الموارد المائية او الحدود وحتى الاقتصاد ..سلطة اوسلو لا تملك حتى السلطة على الراتب الذي يتقاضاه منتسبيها...وجود السلطة

واستمراريتها هو مطلب امريكي صهيوني لضمان استمرار تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقة في ظل وجود سلطة عاجزة وفاسدة وخائنة وطنيا...*السلطة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من منظومة العدوان الامريكي الصهيوني على الشعب الفلسطيني.. لايوجد في برنامج سلطة اوسلو لا خطوط حمراء ولا منظومة مبادئ لا تراجع عنها ولا مساومة تلتزم بها السلطة والحاصل ان هذه الاخيرة مندمجة بالكامل في المخططات الصهيونية والعدوان الامريكي السافر على القضية الفلسطينية... السلام الامريكي الصهيوني المزعوم انتهى بهجوم شامل كامل على كل ماهو فلسطيني.. القدس.. اللاجئين.. الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية...الشعب...عدوان امريكي على كامل مقومات القضية الفلسطينية والسؤال المطروح : العدوان الى اين؟؟.. وسلطة اوسلو الى متى؟؟...خديعة السلام انتهت وبدأت باستراتيجية سلام بلا ارض ولا شعب فلسطيني...امريكا والكيان ومعهما سلطة اوسلو يشكلن معا مقومات العدوان على الشعب الفلسطيني...هذا العدوان دخل في طور تجزير كل مايشير الى فلسطين والشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا..احذروا العدوان الامريكي الصهيوني على القضية الفلسطينية اللذي بدا من قرار تقسيم فلسطين عام 1947 واليوم 2018 يصل الى اعلى واخطر مراحلة...انة عدوان حقيقي واخطر بكثير من العدوان العسكري..اليوم يبقى السؤال المطروح واضحا وبسيطا وهو: اما ان نكون كشعب ووطن او لا نكون؟؟..حذار من تمرير مأرب العدوان الامريكي الصهيوني على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني..!!

بقلم/ د. شكري الهزَّيل