ترامب بين البقاء أو العزل

بقلم: عبد الكريم شبير

  ان الكيان الصهيوني, أخذ من الرئيس الامريكى ترامب, مالم يتمكن اخذه من الرؤساء السابقين, حيث نال الكيان الصهيونى, الاعتراف بالقدس عاصمة له, وبعد ذلك لم يبقى لهم حاجة بوجوده فى هذا المنصب الان, خاصة بعد تصريحه الاخير, بان القدس تم ازاحتها عن طاولة المفاوضات, وعلى "اسرائيل" أن تدفع ثمن كبير , وعليه , فقد تم كشف المستور لديهم, وهو من اخطر الانتهاكات للقانون الامريكى, اثناء الحملة الانتخابية ,حيث يقوم اليوم قادة الحركة الصهيونية , بوضع الخطة القانونية والقضائية  والسياسية والاعلامية, لعزل ترامب واقصاؤه, من البيت الابيض, وابعاده عن الحكم, فى الولايات الامريكية المتحدة . وهذا ماجاء فى برتوكلات, وقوانين حكماء بني صهيون, و تنفيذها بشكل هادئ ,حيث يقوم كل رئيس بتنفيذ جزء من وصاياهم.

وبهذا يكون, قد انتهى الان, دور هذا الرئيس ترامب , لانه كان سريعا ,في تنفيذ ماهو مطلوب منه, بحماقته, وغبائه , وكان هذا عندما صرح الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب يوم الخميس الفائت , إن أي محاولة لعزله من منصبه , ستؤدي إلى "انهيار سوق الأسهم, والاقتصاد" في بلاده.

وأضاف قائلا في مقابلة له"أعتقد أن الأمريكيين سيصبحون فقراء للغاية" , وتابع القول : "بدون هذا النوع من التفكير ,اى السعي لعزله , سنرى أرقاما اقتصادية, لا تصدق .. لأنني أقوم بعمل جيد".

ان هذه التصريحات, للرئيس الامريكى ترامب, جاءت على خلفية إثارة بعض الأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس , حول إمكانية اتخاذ إجراءات ضده , بعد ساعات من إعلان مايكل كوهين, المحامي السابق له , عن استعداده, للمشاركة بالمعلومات التي يمتلكها,حول موكله السابق , مع المحقق الخاص روبيرت مولر , بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة لعام 2016. حيث

اتفق كوهين يوم الثلاثاء الماضى, مع الادعاء العام في مقاطعة نيويورك الجنوبية , على الاعتراف , بارتكابه بثمانية جرائم مالية, والإقرار بأنه ناقش , أو دفع مبالغ مالية لسيدتين تزعمان وجود علاقة جنسية مع ترامب, من أجل التزام الصمت , وعدم الاعلان عن الممارسات الجنسية, التى تمت معهما.

واعترف كوهين, أنه قام بدفع أموال للسيدتين , من أجل التزام الصمت , وعدم التأثير على الناخبين, والانتخابات, بتوجيه وتنسيق من الرئيس ترامب.

   ان الاعلام الامريكي , وعبر قنواته , وصفحاته الاعلامية , أعلن بانه تم استدعاء ترامب رئيس أمريكيا , للمثول أمام المحكمة ,

بعد اعترافات محاميه السابق, بالتهم المنسوبه ضده , مع العلم بأن المحكمة منعت الحضور , من استخدام الهواتف داخل قاعة المحكمة, اثناء محاكمة بول مانافورت, الرئيس السابق لحملة ترامب الانتخابية.

وبعد لحظات من إدانته فى المحكمة,  هرع الصحفيون, الى خارج المحكمة, لتبليغ مؤسساتهم الاعلامية, بالخبر ونشره , حيث انه يعتبر ,أكبر فضيحة أعتراف بها, كوهين محامي ترامب الخاص , وهو من يحل كل مشاكله, والذى كان يفاخر بالتضحية بنفسه, بتلقي رصاصة لأجل ترامب.

  ورغم ذلك, قام ترامب بتوريطه, بجناية مخالفة للقانون , اثناء تمويل الحملات الإنتخابية له ,اي للرئيس ترامب, ودفعه أموال لإسكات ممثلة أفلام إباحية , ونجمة تعري بلاي بوي ,وقد تلقى هجوم , من ترامب بوصفه محامى فاشل, و لاينصح بتوكيله!.

   ان التوقعات تشير إلى انه من المتوقع بعد هذا كله, ان يقوم الرئيس الأمريكي بتقديم استقالته, وتسليم الرئاسة إلى نائبه , ليكون ثاني رئيس غير منتخب, في تاريخ أمريكا , كما حدث في عهد الرئيس نيكسون.

لأن اعترافات مايكل كوهين, المحامي الخاص للرئيس الامريكي, بثمانية تهم جنائية متعلقة بالتأثير ,على الناخبين والانتخابات , بعلم وإشراف ترامب نفسه, تعني بالتأكيد ان طلب محاكمته اصبح ,وبات مؤكدا. ومع ذلك , فإن المفاجأة لم تأتي بعد , مفاجأة اعتراف محامي ترامب السابق , بجرائم مالية, منها دفعة مبالغ للتكتم على علاقات للرئيس ترامب, قبل الانتخابات قد تفتح الباب , للبدء بالاجراءات القانونية, لعزل ترامب, وقد تؤثر على الانتخابات النصفية ,في نوفمبر القادم, حيث من الممكن ان تتأثر الاغلبية الجمهورية في الكونغرس.

  أن الرئيس ترامب يتهم محاميه كوهين بالفاشل , واختلاق القصص للحصول على تسوية مع محامي الإدعاء, والمحامي كوهين يرد باستعداده , تقديم معلومات جديدة عن الرئيس الامريكى ترامب , بهذه الانتهاكات , والجرائم,                                   ولكن السؤال الكبير الذي يطرح اليوم نفسه, بعد تصريحات الرئيس الامريكى بأن على "اسرائيل" أن تدفع ثمن كبير, بعد ازاحة القدس عن طاولة المفاوضات, جعل اللوبى الصهيونى يفكر بجدية وبعمق , بالاجابه على هذا السؤال الكبير , وهو متى وكيف يعزل الرئيس الامريكى ترامب ¡¡¡

وبمطالعة القانون الامريكى , يتبين أن عزل الرئيس الامريكى يعتبر من أهم صلاحيات الكونجرس, وهو أمر نادر الحدوث, ولكن مجرد كونه واقعاً, يمنح قوة للكونجرس, ويحد من تجاوزات الرئيس, وتعتبر الخيانة الوطنية والرشوة والتزوير والكذب , أبرز  الاسباب الموجبه للبدء باجراءات عزل ترامب ,وبالرجوع الى التاريخ الأمريكي, يتبين بأنه لم يتم عزل أي رئيس, ولكن إجراءات العزل, حدثت لثلاثة من الرؤساء الأمريكيين, خلال أكثر من قرنين, استقال أحدهم , ونجا اثنان في نهاية المطاف , وعندما يرتكب الرئيس الأمريكي جريمة, أو جنحة كبرى , فإن الخطوة الأولى , هي أن يصوّت مجلس النواب الأمريكي على تقديم التهم ضد ترامب,وهنا يمر مشروع الاتهام ,بالأغلبية (النصف + 1) , وبعدها تتم محاكمة الرئيس في مجلس الشيوخ برئاسة رئيس المحكمة العليا, وهي محاكمة حقيقية وبعد نهاية المحاكمة يصوّت المجلس , وهنا يجب أن يصوّت ثلثا الأعضاء بالإدانة , وإن تم ذلك الاجراء يُعزل الرئيس , أما في حال عدم التصويت بأغلبية الثلثين, كما ذكر فإنه يتم تبرئته ,ولم يسبق أن تمت إدانة أي رئيس, ولكن تقديم الاتهام ومن ثم المحاكمة ,حصلت في حق رئيسين, أولهما هو الرئيس أندور جانسون في عام 1868 ,فقد بدأت إجراءات عزله بتصويت مجلس النواب على اتهامه رسمياً , ثم تمت محاكمته في مجلس الشيوخ ,ولكنه نجا , إذ لم يحصل مشروع التصويت بالعزل ,على أغلبية الثلثين المطلوبة.

وكذلك , بعد أكثر من قرن نجا الرئيس بيل كلينتون , من إجراء مماثل , فبعد أن صوَّت مجلس النواب, على اتهامه في قضية مونيكا لوينسكي , بالتزوير والكذب ومحاولة تعطيل سير العدالة, وذلك في عام 1998 تمت محاكمته بمجلس الشيوخ, ثم تم التصويت على عزله , لكنه نجا حيث لم تصل النتيجة لأغلبية الثلثين المطلوبة, وعلاوة على هذا , فقد استقال الرئيس ريتشارد نيكسون ,في عام 1974 قبل أن يصوّت مجلس النواب, على بدء إجراءات عزله , بعد أن وصل إلى قناعة, بأنها ستتم إدانته في مجلس الشيوخ, ويُعزل من الرئاسة, وذلك في قضية واترجيت الشهيرة, التي تجسس فيها الجمهوريون على الحزب الديمقراطي, وهو الأمر الذي كان له أثر على نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 1972 , والتي فاز فيها نيكسون, وقد خلف نيكسون نائبه جيرالد فورد, الذي أصدر عفواً رئاسياً عنه , يمنع ملاحقته قضائياً, ويعتبر العفو الرئاسي من أهم صلاحيات الرئيس الأمريكي, فهل يا ترى ,سيكون ترمب هو الرئيس الرابع, الذي تبدأ إجراءات عزله , كما يتنبأ اليوم البعض, ويتمنى خصومه حدوث ذلك, أم أنها مناكفات حزبية للتشويش على هذا الرئيس , الذي صعق أمريكا والعالم, وتربَّع على عرش أقوى دول العالم .                              الجواب, سيكون فى الايام القادمة, من خلال الاجراءات , التى يمكن ان يتخذها الكونجرس الامريكى.

 

بقلم د.عبدالكريم شبير الخبير فى القانون الدولى