تقدير موقف “معركة الأونروا“

بقلم: مازن صافي

الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها ادارة ترامب على الدول التي تدعم ميزانية الأونروا، تعيدنا الى تلك الضغوط والسخافة والتهديد الذي اتسم به خطاب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي في مجلس الأمن ومتحدون من أجل السلام حين رفضت دول العالم قيام ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ومن ثم نقل سفارة بلاده لها في صورة عكست مدى عدائية ترامب وادارته وانحيازهم السافر ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وقضاياه وثوابته وتاريخه وهويته ومقدساته.

اليوم وبعد الاعلان الرسمي لادارة ترامب بالتوقف التام عن دعم الأونروا بدأ التهديد الأمريكي لدول الخليج ودول العالم واملاءات وعنجهية واشتراطات "تلتزم من خلالها الدول الداعمة والممولة بإعادة تعريف مكانة (الأونروا)، وتعريف اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بهدف تحقيق الإغلاق الكامل للوكالة في المستقبل.".

الخلاصة أنه في حال نجاح استمرار الأونروا بالقيام بمهامها وتجاوزها أزمتها المالية واللوجستية يعني أن الادارة الأمريكية سوف تدخل في أزمة وكذلك الاحتلال، وبالمقابل سوف تصمد القيادة الفلسطينية أمام كل هذا العداء والهجوم عليها وابتزازها للخضوع لشروط أمريكا والموافقة على خطة القرن التي يراد بها تصفية وانهاء القضية الفلسطينية .

اذن المطلوب هو استمرار صمود القيادة الفلسطينية واستمرار مقاطعة الادارة الأمريكية وايجاد البدائل المالية لتعويض النقص جرَّاء قرار ترامب بوقف دعم الأونروا، وكذلك يحتاج الأمر الى خطوات مجتمعية وميدانية واقتصادية تتناسب وقدرة الفلسطينيين على الصمود .

ومن هنا يمكن أن نفهم أن معركة الإدارة الأمريكية ضد الارادة الفلسطينية ستحدد نتائجها مستقبل الشعب الفلسطيني وبل مستقبل المنطقة برمتها.

بقلم/ د. مازن صافي