قصة حوران .. والعتاهية اللامتناهية !!!

بقلم: موفق مصطفى السباعي

لا أريد في هذا المقال .. الانتقاص من الحوارنة .. أو تجريحهم .. أو إيذائهم ..

معاذ الله .. ليس من طبعي .. ولا خلقي ذلك ..

فإني أعلم أن منهم صالحين .. طيبين .. وإن كانوا قلة معدودة ..

أو تمزيق لحمة المجتمع السوري .. الذي هو أصلا ممزق .. ومتفتت ..

أو التفريق بين مكونات المجتمع السوري المشتت .. المبعثر ..

وإنما ...

أريد كشف الحقيقة .. وتبيان الواقع الميداني .. العملي لهذا الفصيل من البشر ..

لكشف .. وفضح الخائنين ..

وإظهار مدى الأضرار .. والخسائر الفادحة التي لحقت بالسوريين .. نتيجة هذه الصفات المهينة .. المرذولة .. المتدنية .. اللصيقة بهذا الفصيل الحوراني !!!

وقد أدرك حافظ الملعون بدهائه .. وخبرته .. وخباثته مدى البلاهة .. والغباء المستحكمين .. والمتجذرين في معظم نفوس الفصيل الحوراني !!!

لذلك ...

استغل هذا الضعف .. والطبع السيىء .. المتشرب في العقلية الحورانية .. أسوأ استغلال .. وأبشعه طرا ..

فاستخدمهم في المناصب القيادية كوزراء .. ورؤساء وزراء .. ونوابهم .. وركب ظهورهم كالحمير .. ولا يزال ابنه يستخدمهم إلى الآن .. وهم في أشد الإخلاص .. والوفاء له !!!

وسأذكر هنا بعض الوقائع .. والشواهد التاريخية .. والمخلوقات البشرية .. التي ساهمت بشكل فعال في تدمير سورية .. من هذا الفصيل الحوراني ..

مع التنويه .. والتنبيه إلى أن المجتمع الحوراني .. مجتمع ريفي .. قروي – وهذا لا ينقص من شأنه شيئا .. طالما أننا نعتمد في تعاملنا مع الجنس البشري .. على المبدأ الرباني .. في تفضيل الناس بعضهم على بعض ( إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ ) - ..

وإنما لإقرار حقيقة واقعية .. أن أهل الريف والمدن في سورية .. يختلفون بشكل شاسع .. عما هو موجود في مصر مثلا ..

معظم المجتمع السوري .. متمركز في المدن .. ذات العراقة الأصيلة .. مثل دمشق وحمص وحماة وحلب وإدلب واللاذقية ..

بينما في مصر .. معظم المجتمع المصري متمركز في الريف ..

كل الذين حكموا مصر طرا .. منذ زمن جمال عبد الناصر .. حتى اليوم هم من الريف !!!

بينما في سورية .. كل الذين حكموا .. منذ تقسيمات سايكس بيكو .. حتى استلام حافظ الملعون الحكم .. هم من المدن .. وبالذات من حمص .. فأول رئيس جمهورية كان هاشم الأتاسي .. وآخر رئيس جمهورية انقلب عليه حافظ .. كان نور الدين الأتاسي .. وكلاهما من حمص ..

حتى أنه حصلت معي طرفة في عام 1969 .. حينما كنت أحضر عمليات جراحية في الصيف ..

فدخلت مرة غرفة العمليات في مشفى الجامعة بدمشق .. وإذا الجراح أستاذ في الجراحة .. وهو من حماة .. وهي التوأم لحمص .. ولا تبعد عنها أكثر من 40 كم .. وهو من عائلة الأسود ..

فلما علم أني من حمص .. قال للأطباء وهو يشير علي ( انتبهوا يمكن يصير هذا رئيس جمهورية ) على أساس أن حمص .. هي التي كانت طوال حياتها تنتج .. وتصدر رجال الحكم لسورية .. قبل أن يسيطر ابن القرداحة على الحكم في 1970 ..

كل رجال الفكر .. والسياسة .. والأدب .. والشعر .. والدعوة الإسلامية .. وقراء القرآن .. وحتى الفنانين .. هم من الريف في مصر ..

بينما في سورية على العكس تماما .. هم من المدن ..

ولا أدل على ذلك العالم المشهور .. مصطفى السباعي هو من حمص .. بينما حسن البنا .. وسيد قطب رحمهم الله جميعا .. هما من الريف ..

وهذا يعني : أن العقلية الريفية في مصر .. منفتحة .. ومتقدة ذكاء .. وفطنة .. وناضجة أكثر من عقلية المدن .. بشكل عام ..

بينما في سورية .. العكس تماما .. العقلية المدنية أكثر انفتاحا .. ونضجا .. ورقيا .. وسموا من العقلية الريفية .. بشكل عام ..

وهذا أحد الأسباب الرئيسة .. والهامة في تدمير سورية .. على يد الفصائل الريفية – وخاصة الحورانية – التي كان من السهولة خداعها .. وتضليلها .. والضحك عليها !!!

الشواهد .. والوقائع حسب التسلسل الزمني ..

1-    أكرم الحوراني .. هذا المخلوق المسخ .. الزنيم .. بالرغم من أنه يتبع حماة بالولادة .. لكن جذوره .. ومورثاته مأخوذة من حوران .. فهو ينتسب إليها كابرا عن كابر .. ويحمل صفات أهلها بالتمام .. والكمال .. إضافة إلى صفات أهل حماة .. المشابهين كثيرا لأهل حوران ..  وهو من مواليد 1911 ..

وهو الذي أسس الحزب العربي الاشتراكي في عام 1950 ثم بعد سنتين .. اندمج مع حزب البعث الذي أسسه النصراني الصليبي .. ميشيل عفلق .. المبعوث من قبل البابا إلى سورية عام 1946 قبل الاستقلال عن فرنسا بأيام معدودة .. وأصبح اسمه حزب البعث العربي الاشتراكي ...

هذا المخلوق .. الذي حمل منذ صغره الفكر الاشتراكي .. والوقوف إلى جانب الفلاحين .. ضد مالكي الأراضي الزراعية ..

ويقال عنه أنه هو مهندس الانقلابات العسكرية منذ بدايتها في عام 1949 بقيادة حسني الزعيم .. وهو من حماة .. إلى قبل نهايتها في عام 1963 ..

وهنا لفتة طريفة .. عن العقلية الحموية ..

أنها تحسن القيام بالانقلابات فقط .. فاثنان من حماة .. قاما بانقلابات خلال ثلاث سنوات .. حسني الزعيم .. وأديب الشيشكلي .. وعملت على إفساد الحياة السياسية .. والمدنية ..

وهذه العقلية المتهورة .. هي التي أنتجت جماعة الطليعة .. المنبثقة عن الإخوان .. وقامت بالمواجهة المباشرة مع نظام الأسد الكبير .. وبالتالي كانت السبب غير المباشر .. في تدمير حماة عام 1982 على يد ابن القرداحة ..

على عكس العقلية الحمصية التي كانت تقود .. وتبني .. وتحكم ..

وهذه حقيقة واقعة .. وليس انحيازا لمدينة معينة .. على مدينة أخرى ..

وبالرغم من أن الحوراني كان مدنيا .. ومعه شهادة حقوق .. إلا أنه استلم منصب وزير الدفاع .. في وزراة خالد العظم .. التي تشكلت عقب الاستقلال مباشرة .. ولذلك كانت له علاقات وطيدة .. ومتينة .. ومتشعبة مع العسكر ..

ولكن .. أكبر سيئة ارتكبها هذا المخلوق المعتوه .. الأبله .. أنه هو الذي شجع شباب النصيريين من الفلاحين .. على الالتحاق بالجيش .. بسبب كراهيته لمالكي الأراضي .. فمكن هذه الطائفة الملعونة .. الخبيثة من السيطرة على الجيش .. والتي عملت .. ولا تزال تعمل على تدمير سورية .. وألحق بها كارثة .. لا تزال الأجيال المتعاقبة .. تنوء بحمل أوزارها .. وآثامها .. وجرائرها !!!

2-    العميد زياد الحريري من حوران .. الذي قام بالانقلاب الأسود في 8 آذار عام 1963 .. وهو من أعضاء حزب البعث ..

فهذا المخلوق الزنيم .. السفيه .. الطائش .. الغارق في بحر الغباء .. والبلاهة .. هو الذي أكمل المشوار الذي بدأه زميله أكرم الحواني .. في ترسيخ .. وتمكين الطائفة النصيرية من السيطرة .. والهيمنة على الجيش .. ومن ثم الاستيلاء على الحكم .. وتدمير البلد ..

3-    سعد الحريري من صيدا في لبنان .. ولكنه جغرافيا يتبع حوران .. قبل تقسيمات سايكس بيكو .. إضافة إلى أنه من عائلة الحريري المعروفة ..

فكل مظاهر الغباء .. والبلاهة .. والإختلال العقلي المتفرقة في أهل حوران .. تجمعت فيه ..

فهو الذي انتكس على عقبيه .. وأعلن ولاءه للأسد الصغير .. بعد أن تمرد عليه فترة من الزمن .. وزاره في وكره .. صاغرا .. ذليلا .. مع أنه هو الذي .. قتل أباه !!!..

وهو الذي يتحالف مع حزب الشيطان .. ويعادي المسلمين .. ويعادي اللاجئين السوريين .. ويطاردهم أينما حلوا .. وارتحلوا .. ويذيقهم على يد عساكره من المارونيين .. وحزب الشيطان .. العذاب .. والهوان !!!

4-    نصر الحريري من حوران .. وزعيم المفاوضات الاستسلامية .. الانهزامية .. والمطبل للمحتل الروسي .. والخائن الأكبر لدماء الضحايا السوريين .. والمتشرب لكل الصفات القميئة .. الدنسة المجبول عليها معظم أهل حوران ..

5-    الفصائل المسلحة .. التي ارتبطت مع الموك في حلف عضوي .. متلاحم ضد الشعب السوري .. والتي باعت 300 صاروخ مضاد للطائرات للأسد .. وحزب الشيطان ب 60 مليون دولار – على ذمة العميد أحمد رحال – واستسلمت .. وانهزمت بشكل سريع جدا .. بعد بضعة أيام من نشوب المناواشات الهزلية .. الخداعية مع القوات الروسية .. وحلفائها .. وكان يقود عمليات الاستسلام أحمد العودة .. وخالد المحاميد .. وأعوانهما من الخنازير .. والدياييث الخونة ..

ولا تزال تعج حوران بأمثال هذه المخلوقات الحميرية .. سواء داخلها .. أو خارجها أو الذين يكتبون على صفحات الفيسبوك ..

وقبل أن ننهي المقال نقول : أنهم  ليسوا سواء .. فالذين آمنوا وعملوا الصالحات .. وقليل ما هم .. لا يشاطرونهم في تلك الصفات المذكورة ...

وبالرغم من إقرارنا ببراءة المؤمنين الصالحين .. من هذا الفصيل القميء ..

إلا أنهم سيغضبون .. ويثورون .. وتأخذهم العزة بالإثم .. بسبب العصبية القبلية .. والعشائرية .. والريفية المهيمنة على عقولهم ..

وللجم هذه العصبية الجاهلية ..

نقول : لا تغضبوا على الكاتب .. الذي كان حياديا في توصيف المجتمع الحوراني .. وإنما اغضبوا على أنفسكم .. فذلك بما كسبت أيديكم .. وما ظلمكم الكاتب البتة ..

إيتونا بخمسة أسماء شخصيات حورانية .. مبدعة .. كان لها أثر في الفكر .. أو السياسة .. أو العلوم .. أو الآدب خلال المائة عام الأخيرة ..

فإن عجزتم فهاتوا ثلاثة أسماء ..

فإن عجزتم فإيتونا باسم واحد على الأقل ...

فإن عجزتم .. وستعجزون .. فابكوا على أنفسكم .. وعلى مجتمعكم المتفسخ .. المتحلل .. المشبع بالخيانة .. والعتاهية !!!

 

بقلم/ د. موفق السباعي