إن إعلان الرئيس الفلسطيني احتلال منصة الأمم المتحدة ورفض النزول عنها إلا بقرار ملزم بالتطبيق بتنفيذ الشق المعطل من قرار الأمم المتحدة رقم 181 سوف يضع العالم في أزمة ويقدم ردا عمليا على معنى الاحتلال وما يعانيه شعبنا جراء قرارات الامم المتحدة المعطلة فيما يخصنا
مائة عام بالتمام والكمال مرت على قرار بريطانيا عبر وزير خارجيتها ومن خلال قرار الأمم المتحدة بمنح بريطانيا حق استعمار فلسطين والذي منح وزير خارجيتها حق إصدار وعده بمنح فلسطين لليهود وصمتت أمم الأرض قاطبة عن هذه الجريمة من الناحية العملية ولم تحرك ساكنا وحين تحول القرار الى واقع عبر قرار أممي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية تحولت المنظمة الأممية إلى عراب سخيف لتجسيد وتحقيق الحلم الصهيوني وصادقت على قرار قيام إسرائيل وضربت بعرض الحائط أحلام وآمال وأماني أصحاب البلاد الحقيقيين وصمتت تماما عن جريمة توسيع رقعة الدولة اليهودية في ما سمي بحرب النكبة عام 1948م وشطب الدولة العربية بالكامل وتحويل الشعب الفلسطيني الى شعب من اللاجئين وكل ما أنجزته لشعبنا وكالة غوث خاصة باللاجئين الفلسطينيين وحتى حين أكملت دولة الاحتلال سيطرتها على كل فلسطين فيما سمي بحرب النكسة عام 1967م كل ما فعلته قرارات هزيلة لا تغني ولا تسمن من جوع كقراري 242 و قرار 338.
منذ سنوات والأمم المتحدة تقدم لنا اللهاية تلو اللهاية بدءا من خطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1947م وحتى الخطابات السنوية المتواصلة للرئيس عباس منذ عدة سنوات والتي لم تعد تغني ولا تسمن من جوع اللهم إلا جزالة اللغة التي لا تعني احد سوانا عبر بعض مهرجانات التأييد الفلسطيني في المدن الفلسطينية عبر احتفالات في الساحات تنتهي بعودة الرئيس سالما الى ارض الوطن المحتل بالكامل.
الهدف من هذا المقال فقط هو دعوة الرئيس عباس هذه المرة الى الغاء خطابه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة والصعود الى المنصة معلنا احتلاله لها لمدة قرن من الدقائق ردا على قرن من وعد شطب وجودنا والطلب من قادة العالم ان يحتملوا احتلالا لمنبرهم لمائة دقيقة يقررون خلالها تطبيق الشق المعطل من قرار الأمم المتحدة رقم 181 والمسمى بقرار التقسيم الذي أقيمت بناء عليه دولة الاحتلال والذي اشترط قرار إقامتها موافقتها على إقامة الدولة العربية الفلسطينية.
مائة دقيقة فقط تكفي زعماء العالم ان ارادوا ان يعيدوا الحق الى نصابه وإلا فان بإمكان الرئيس عباس ان يعلن مواصلة اعتصامه على المنبر حتى يستفيق العالم من غفوته ويكفر عن جريمته فلم تعد الخطابات تجدي على الإطلاق ولا بأي حال من الاحوال خصوصا وان الرئيس الأمريكي الحالي قد حدد ملامح القرن القادم بشطب القضية الفلسطينية بالكامل وحتى بإنهاء الصورة الابشع لمأساة فلسطين وهي قضية اللاجئين.
إن إعلان الرئيس الفلسطيني احتلال منصة الأمم المتحدة ورفض النزول عنها إلا بقرار ملزم بالتطبيق بتنفيذ الشق المعطل من قرار الأمم المتحدة رقم 181 سوف يضع العالم في أزمة ويقدم ردا عمليا على معنى الاحتلال وما يعانيه شعبنا جراء قرارات الأمم المتحدة المعطلة فيما يخصنا والتي لا تلتفت ابدا لشعبنا وحقوقه بل تواصل تآمرها علينا وعلى بلادنا علنا وبشكل متعمد وبلا خجل فلماذا نخجل نحن او يخجل رئيس الشعب الفلسطيني من عالم لا يرانا أبدا ولا نعرف منه سوى التصفيق وفتات المساعدات.
إن عدم قيام الرئيس بصدم العالم وهز أرجاء الأرض عبر اعتصامه على منبر الأمم المتحدة وإعلان احتلال منصة المنظمة التي أضاعت حقوق شعبنا وبلادنا ولا زالت تفعل وتتآمر على شعبنا وقضيتنا فان مصير قضيتنا لن يتغير وسيمعن ترامب ومن بعده في مواصلة الجريمة بشطب بلادنا وشعبنا وقضيتنا كما فعلوا مع الهنود الحمر في أمريكا وسنجد أنفسنا في كانتونات تشبه محميات الهنود الحمر.
بقلم/ عدنان الصباح