اليوم، وبعد أكثر من ثماني سنوات على انطلاقة التجربة الإعلامية المتميزة في الجزائر، والتي أسست لها سفارة دولة فلسطين لدى الجزائر الشقيقة هناك ولجنة الحرية لأسرى الحرية وفي مقدمتهم الأخ المناضل الأسير المحرر خالد صالح (عز الدين)، نشعر بالفخر بنجاحها وديمومتها، بل وتطورها في دولة عربية شقيقة نعتز بها على الدوام، ونسجل شكرنا العميق لكل من ساهم في إنجاحها.
نعم .. هي تجربة إعلامية بارزة، وأكاد أقول نهضة اعلامية أثارت إعجابي، وتُثير اهتمامي، وتجذبني لمتابعة تفاصيلها، وتقديم كل جهد من أجل استمرار نجاحها وتطورها، بحكم اختصاصي بقضايا الأسرى ومتابعتي لما ينشر هنا وهناك. وبصدق كلما تحدثت وأينما أثرت أهمية ودور الإعلام الخارجي في دعم وإسناد قضية الأسرى أجد نفسي مضطراً لاستحضار التجربة الإعلامية بالجزائر كنموذج لما سجلته من نجاحات. تقديرا لهم وانصافا للتجربة التي ما زالت مستمرة وتتطور يوما بعد يوم، والتي نأمل دوما استنساخها ونقلها الى دول عربية أخرى.
وفي الآونة الأخيرة تطورت التجربة بشكل لافت، واضحت كافة الصحف الجزائرية تفرد مساحات واسعة لنشر أخبار الأسرى، وهذا النجاح يعود بالدرجة الأولى الى وفاء الاعلاميين الجزائريين لقضية الأسرى باعتبارها جزء أساسي من القضية الفلسطينية.
وبهذه المناسبة أجد لزاماً علىّ إنصاف تلك التجربة لما تميزت به، والإشادة بنخبة من الإعلاميين الجزائريين والفلسطينيين المتميزين هناك، ودورهم الرائد وفي مقدمتهم الأخ خالد عز الدين الذي يستحق تقديرا منا بشكل خاص على ما بذله ويبذله من جهد دؤوب لأجل هذه القضية في الساحة الجزائرية .
وحينما نتحدث عن الجزائر ، فإننا كفلسطينيين نستحضر جذور العلاقة التاريخية ما بين الشعبين الجزائري والفلسطيني بشكل عام ، فنزداد فخراً بالجزائر وشعبها والمجموعة الكبيرة من أشقائنا هناك.
وفي الختام نجدد شكرنا وتقديرنا لوسائل الإعلام الجزائرية المختلفة التي تفرد مساحات لقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ونسجل جل احترامنا وتقديرنا للجزائر الشقيقة وشعبها العظيم ومواقفها التاريخية تجاه فلسطين وشعبها، وستبقى صرخة رئيسها السابق" هواري بومدين ( نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ) تصدح في آذاننا، لأنها ليست مجرد صرخة من رئيس غادر سدة الحكم وفارق الحياة، بل لأنها صرخة توارثتها الأجيال، كما ستبقى مقولة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة " استقلال الجزائر لن يكتمل إلا باستقلال فلسطين" بمعانيها العميقة وساماً على صدورنا ودَيناً في رقابنا.
بقلم/ عبد الناصر فروانة