مصر .... لا يهز دورها ومكانتها أحد .

بقلم: وفيق زنداح

اطلاق صاروخ أو صاروخين من قطاع غزة الي بئر السبع والي شاطئ تل أبيب داخل الخط الأخضر فعل غير محسوب ....وغير مبرر لا بتوقيته ....ولا حتى بأهدافه باعتباره عملا طائشا ....لصارخ سياسي له أهدافه والتي تستهدف المقاومة ومساعي التهدئة وكافة الجهود لإتمام المصالحة .
صاروخ لا يمكن ان يحرف مسارا ثابتا هادفا..... قاطعا الطريق علي كافة الالاعيب .
محاولة قطع الطريق على الدور المصري القومي والتاريخي حلم ووهم ....ولا علاقة له بالواقع ولا حتى بالمستقبل المنظور والبعيد .
كانت غرفة عمليات قوي المقاومة أكثر سرعه وشجاعة بحكم درايتها ومعرفتها..... وحالة انضباطها والتزامها..... بأنها قد تحدثت عن موقفها وعدم قبولها والتزامها بهذا الفعل المدان...... وغير المبرر بتوقيته...... والمرفوض بأهدافه...... على اعتبار أن قوي المقاومة تعلن بقوة وقدرة واقتدار وبصراحة لا يشوبها غبار ......على أى فعل تقوم به في اطار ايمانها وسياستها المعروفة للجميع .
اذا من وراء هذا الفعل الطائش .... وما حقيقة الأهداف المطلوبة من هذا الفعل !!؟؟
ربما تكون دول من خلال بعض عناصرها أو المنتمين لها .... وربما تكون جماعات متطرفة تكفيرية أو سلفية ....وربما أفراد يعملون لصالح هذه الجهة او تلك...... لكن الثابت في معادلة العلاقة المصرية الفلسطينية والتي لا تهزها صواريخ طائشة .... ولا حتى مؤامرات فاشلة ..... لأنها ستصطدم بعلاقات متينة وقوية لها جذور وقواعد بأكبر من عمرهم جميعا .
مصر الشقيقة عندما تأخذ بعاتقها مهمة ومسئولية لإيجاد الحلول لملفات شائكة كما المصالحة وتثبيت التهدئة ...وما يتطلبه الواقع الفلسطيني بحكم أزمات وكوارث تحتاج الي الكثير من الجهود لإيجاد الحلول لها .... هذا الدور والمسئولية التاريخية التي تقع على عاتق مصر بحكم مكانتها وريادتها...... والتي ربما تثير غضب البعض من دول الاقليم والذين يحاولون مزاحمة مصر بمكانتها ودورها وهم الأقزام أمام المارد المصري وأمام المكانة العالية التي تحظي بها مصر بقلوب وذاكرة أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته .
مصر الحاضرة على الدوام بقدرتها وحكمتها ..... بنصائحها واخوتها ....ومن خلال وفدها الذي دخل القطاع منذ قليل برئاسة اللواء أيمن بديع وكيل المخابرات المصرية واللواء احمد عبد الخالق مسئول الملف المصري ...والعميد همام أبو زيد من قيادات الجهاز وأخرين ...هذا الوفد الذي وصل لمدينة غزة بتوقيت هام وذات حساسية عالية ...وفي واقع تحديات ومخاطر عديدة ما بعد اجتماع الكابنيت الاسرائيلي .....وما يمكن ان يكون قد أصدر من قرارات لم يتم الاعلان عنها ......والتي يمكن أن تشكل توترا ومواجهة غير محسوبة قد تدخل القطاع بحرب عدوانية جديدة محدودة أو شاملة...... الا انها في كلا الحالتين تسمي حرب وعدوان .
وصول الوفد الامني المصري أري أنه فرصة سانحة لتوضيح رؤيتنا الفلسطينية والاطلاع على ما يجول بفكر حكومة نتنياهو ....... حتي يتمكن الوفد الامني المصري من تحقيق النجاح والأهداف التي يسعي لتحقيقها والمحددة أولا واخيرا بسلامة وامن ابناء القطاع وعدم تعرضهم لحرب عدوانية جديدة قد تخلف الشهداء والجرحى والدمار .
اذا كان بالإمكان ....وهذا متاح وممكن...... وبأيدي القوي الفلسطينية أن تتجاوب مع الدور المصري وان لا تضع نفسها امام أما (كل )المطالب ...وام (لا ).
فالسياسة لها قواعدها ولها مدخلاتها ومخرجاتها ..... كما لها امكانياتها الممكنة وغير الممكنة ...... وأعتقد أن القوي الفلسطينية قادرة بحكم تجربتها وخبرتها على ايجاد المخارج الأفضل وفق المتاح والممكن .
الدور المصري قائم ومستمر ولا يخضع لنتائج جولة هنا او هناك .....بل يستند الي رؤية استراتيجية أساسها الأمن القومي بما يحفظ أمن القطاع ومصر ....وبما يحفظ الدور والمكانة لهذا الدور المصري المساند والداعم لفلسطين وشعبها وعدم اعطاء الفرصة لكافة التدخلات التي يراد من ورائها تنفيذ اجندات خاصة ......على حساب شعب وقضية وأمن قومي .

وفيق زنداح