عن بعض ملوك الطوائف

بقلم: فراس حج محمد

عن بعض ملوك الطوائف

"أكبر عقبةٍ أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا، بل هي الرأي العام في الشارع العربيّ- نتنياهو"

 

ملوكنا ملوكُ طوائفٍ مسكونةٍ بلظى

الظّلامْ

تسعى على قدمين من خشبٍ

مُسَطّحْ

لا ترى ما قد يُرى

إلا اختلالاً واختصارا وانحسارْ!

 

عِيٌّ أصابَ رؤوسهم

شللٌ الأفكار يجنح نحوهم في الطّائراتِ

الخافتات الصّوتِ

تحتَ لحافِ سيّدة توزّع نفسها بين الأنينِ

على فراش الافتراسِ بين مخالبِ الملكِ الحصينْ!

 

مطرٌ توزّع في المساء كأنّه بلل السُّحُبْ

بلد تقطّع بالمجازر واستباح نباته السّيْلُ العَرِمْ!

وملوكُنا نهلوا الشّرابَ على شفاه الحالمات من القصائدِ

في ربوع الفاتنات الشّقْرِ في بلد الفرنجةْ

غسلوا الملامحْ

من تعب الخسارةِ في غبار الطّلعِ

من مُرِّ الأديم

 

صدّوا الرياح الهوجَ عن هوادج امرأةٍ

كصبّار نمت أوجاعه في حلقها

من رملٍ العواصفِ في الطريق الطامسةْ

وانطفأت معالم تستديرُ متاهةَ البلد المُحَصْحِصِ

للطّوائفْ 

لا يتقنُ اليومَ الملوكُ سوى صنع الغبارْ

وأمام تلك الفاتنات من استضاءات الفضاءِ الواضح المفتوحِ

يبتكرُ الملوك سرّ الأبجدية في طلاء الأحذيةْ

لا يتقنونَ سوى السباحات الفريدة في الفراقطِ والملاقط والمساقطِ

حطّهم عرقُ المصارفْ

 

ملكوا ما لا يكونُ لغيرهم

متوافقين بشنّهم

أطباقُ ليلٍ طائرةْ

ملكوا المطارفَ والمقاصفَ والملاحفَ والشراشفْ

ملكوا الطوائفْ!

ملكوا اصطناع مشاجب الشنق الغريقِ على جسد المصاحفْ

ملكوا المعاطفَ والمخاطفَ وانتهوا بجنونِ خاطفْ

عدلوا بكل عذولةٍ وتنكروا للعدلِ مع باقي المعارفْ

ملكوا الرؤوس المستقيمةْ

والمقامات المقيمة

والمآلات السقيمة

ملكوا قلوبا هدّها سفهُ المعازفْ

ملكوا الطوائفْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القصيدة من ديوان "مزاج غزة العاصف"، 2014

فراس حج محمد/ فلسطين