لا شك بأن الهدوء الجاري الحديث عنه في قطاع غزة بدا جليا للجميع، لا سيما حالة الهدوء التي بدت في مسيرة الأمس الجمعة، إذ أن مسيرة أمس كانت بعكس كل أيام الجمع الماضية، رغم سقوط شهيد وعشرات الجرحى من الفلسطينيين، الذين تظاهروا فيها بالقرب من حدود قطاع غزة، إلا أن المسيرة التي جرت أمس كانت أهدئ من المسيرات السابقة ما يشير إلى بدء تنفيذ اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يقضي لفترة تهدئة أو هدوء لمدة عامين..
إن التطورات السياسية في قطاع غزة تجري بشكل متسارع، لا سيما بأن جهات إقليمية تعمل جاهدة بضخ مساعدات إنسانية لسكان القطاع في ظل تعثر ملف المصالحة، والتي هي أولوية بالنسبة للفلسطينيين لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن، لكن اتفاق التهدئة كما نرى سبق ملف المصالحة ما يعني أن المشهد في قطاع غزة على حاله، رغم الحديث عن مباحثات أخرى بشأن إتمام المصالحة المتعثرة منذ أكثر من أحد عشرة عاما.. فاتفاق التهدئة سيكون لمدة عامين، وهناك احتمال بأن تمدد الفترة إلى مدة أخرى من هدوء، لكن ماذا بعد هذا الهدوء في ظل الحديث عن إقامة مشاريع اقتصادية وتسهيلات لقطاع غزة، هل إذا ظلت المصالحة متعثرة نكون أمام دويلة في قطاع غزة، أم أن المصالحة في النهاية ستتم وسينتهي الانقسام الفلسطيني، في المرحلة الحالية لا أحد يعلم إلى أين الأمور سائرة في الحالة الفلسطينية، التي وصلت إلى وضع فلسطيني صعب، من جراء استمرار الانقسام الفلسطيني، لكن يبقى السؤال هل ستظل المسيرات بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل مستمرة، رغم الحديث عن التوصل إلى اتفاق التهدئة ؟
عطا الله شاهين