بداية نقول أن التنشئة السياسية هي عبارة عن مجموعة من الأدوات والآليات التي يضطلع بها المجتمع المدني في اطار سعيه وجهوده الرامية إلى تعليم قطاعات المجتمع وعلى راسهم شريحة الشباب جملة من القيم والمعارف والمهارات السياسية التي تصب في خانة تحقيق أهداف تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية ومن ثم اتاحة الفرص لهم للاندماج في دوائر صناعة القرار، والتي تصب أيضا في خانة دعم الحس الوطني، وتقبل الاخر المختلف، و الوحدة والهوية الوطنية، وروح الانتماء، والفاعلية والريادة وهى مرتكزات أساسية لقيام الشباب بأدوارهم على صعيد تعزيز واحترام وحماية مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية في المجتمع الفلسطيني كمدماك أساس لتطوير وتنمية المجتمع الفلسطيني بشكل مستدام.
هذا ورغم أهمية تنشئة الشباب الفلسطيني سياسيا من حيث تعزيز دورهم الريادي والطليعي على صعيد تطوير وتنمية المجتمع الفلسطيني، الا أنه وفى ضوء نتائج دراسة حديثة قام بها مركز هدف لحقوق الانسان في العام 2018 حول "واقع مشاركة الشباب في الحياة السياسية"، فقد اتضح ضعف مشاركة الشباب سياسيا ناهيك عن ضعف تمثيلهم في دوائر صناعة القرار في الاحزاب السياسية والذى جاء نتاج مجموعة من المعيقات تضمنت معيقات ذات علاقة بالتنشئة الاجتماعية، ومعيقات ذات علاقة بالشباب أنفسهم، ومعيقات ذات علاقة بالأحزاب السياسية، الأمر الذى يحتم على كل الجهات ذات العلاقة القيام بجهد وطني من خلال إعداد استراتيجية وطنية تأخذ على عاتقها توفير كل المناخات المعززة لمشاركة الشباب في الحياة السياسية الفلسطينية.
في ضوء ما تقدم، وحيث أن اعداد الاستراتيجية الوطنية المقترحة يتطلب وقتا ليس بالقليل لإنجازها والعمل بها، فقد قد يكون من المفيد العمل بالمقترحات التالية التي قد تساهم في تعزيز مشاركة الشباب سياسيا:
أولا: إعداد قاعدة بيانات أولية حول الشباب،
ثانيا: ايجاد حلول شافية لمشاكل الشباب وقضاياهم وتلبية احتياجاتهم،
ثالثا: سياسة وطنية لتفعيل مشاركة الشباب في الحياة السياسية،
رابعا: تمكين سياسي للشباب (تثقيف وبناء قدرات)،
خامسا: نماذج محاكاة لمشاركة الشباب في الحياة السياسية،
سادسا: مناخ ديمقراطي داخل الاحزاب السياسية والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني،
سابعا: اتاحة فرص المشاركة السياسية للشبابية،
ثامنا: قيادة شبابية مؤهلة للقيام بحملات مناصرة تجاه حق الشباب في المشاركة السياسية،
تاسعا: استراتيجية اعلامية داعمة لمشاركة الشباب في الحياة السياسية،
عاشرا: تعزيز لغة الحوار بين الاحزاب السياسية والشباب،
بقلم/ د. يوسف صافى