لا يخفى على أحد بأن التطبيع المستعر بين دولة الاحتلال والدول العربية والإسلامية على ما يبدو سيكون عنوانا للمرحلة المقبلة كجزء لتمرير خطة السلام المتعارف عليها إعلاميا بصفقة القرن، والتي ما زالت تصدّع رؤوس الفلسطينيين، فكما نرى جنون التطبيع العربي بات واضحا مع دولة الاحتلال فدولة الاحتلال نراها باتت تطبع علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية وأنها وتريد من وراء تطبيعها مع الدول العربية إلى كسر حاجز العداء تجاهها، ومن هنا فإننا نراها تدخل إلى الدول العربية عبر أشكال مختلفة من التطبيع وليست سياسية فحسب، بل تتعدى ذلك في تطبيع علاقاتها مع تلك الدول، حيث يكون تطبيعها ثقافيا أو سياحيا أو اقتصاديا ورياضيا، ولهذا السبب تسعى دولة الاحتلال من تسريع تطبيعها وذلك عبر أقامة علاقات مع الدول العربية والإسلامية من أجل تقبّل وجودها في فلسطين كأمرٍ عادي وطبيعي، رغم سخط الفلسطينيين في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية ..
لا شك بأن التطبيع بات في هذه المرحلة كجزء لا يتجزأ من خطة السلام، ودولة الاحتلال ما زالت تنظر من خلال تطبيعها مع الدول العربية والإسلامية على أنه الضمان الرئيسي والأساسي لبقائها في المنطقة، وتسعى بشتى الطرق لكي تكون مقبولة من قبل العرب والمسلمين كجزء لا يتجزأ من المنطقة.
لا شك بأن قطار التطبيع بين الدول العربية ودولة الاحتلال قد بدأت تسير عرباته على السكة، والطريق أمامه سالكة، رغم غضب الفلسطينيين من هذا التطبيع، وبات لا يخفى على أحد بأن في السنوات الأخيرة بتنا نرى قطاعات من مجتمعاتنا العربية تشارك مع وفود إسرائيلية في مهرجانات أو ندوات أو مؤتمرات من خلال مسميات كثيرة، كالحوار بين الأديان، أو حتى تذهب بعيدا في مسميات لتلك الندوات من أجل التعايش السلمي، ومن هن بتنا نسأل أنفسنا هل بات التطبيع عنوانا للمرحلة المقبلة؟ الم يكن من الأجدر أن تحل القضية الفلسطينية، وبعد ذلك من يريد من الدول أن تطبع فلتطبع مع دولة الاحتلال، فلماذا الآن التطبيع في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرة لتصفيتها عبر صفقة القرن المرفوضة فلسطينيا؟..
عطا الله شاهين