في القدس العاصمة .. ستبقى جباهُ العزِ عاليةً .. ولن يثنيها الإعتقال عن مواصلة النضال.

بقلم: فراس الطيراوي

بهذه الأبيات الجميلة من أدب المقاومة أفتتح مقالتي هذه :  السجنُ يهرمُ والقضبــــــــانُ تهترئُ من صنعة الدهر لما اجتاحها الصدأُ ،، لكن ستبقى جباهُ العزِّ عاليــــــــــــةً للنورِ فيها نجومٌ ما بــــها ظمــــــــأُ ،، الوردُ ينثرُ عِطراً إن همو رسمـــوا والشعرُ ينمو على الجدرانِ إن قرأوا ،، هنا زهــــــورٌ وزيتــــــونٌ وداليـــــة ٌفالأرضُ تُنبتُ في السجن الذي وطأوا،، يوماً سيروي جدارُ السجــــنِ قصتهُ عن الذين على بدرِ السّما اتكـــــأوا.   

تحية عربية فلسطينية ملؤها النضال والعزة، والكرامة، والمجد، والفخار إلى الذين يتمترسون في الخنادق الأمامية من أجل  فلسطين الشعب، والوطن والقضية. تحية إلى تلك النفوس العظيمة الصامدة ، الرافضة للإحتلال والذل والهوان ، والخنوع والخيانة والإستسلام.
ألف تحية إلى أسرانا البواسل، وأسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات، وإلى   الفدائي المحافظ عدنان غيث واخوانه ورفاقه، وللصامدين والمرابطين في القدس العاصمة ..  الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، وسطروا في سفر التاريخ الفلسطيني والعربي صفحات مشرقة تقود الأجيال إلى درب التضحية والبطولة والفداء، ليسيروا عليها بخطى ثابتة نحو النصر والتحرير.
لقد زرع هؤلاء الأحرار والأبطال في تراب الوطن الغالي أشجار مقاومة و عطاء.. رووها بحبات عرقهم ودمهم،  فشمخت بعنفوان لتعانق شمس الكرامة، وتجذرت بثبات لتقاوم هوج الأعاصير، ونمت في ظلالها ورود الحرية وشقائق النعمان التي يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار.. يعمر بهم القلب، ويكبر بهم الوطن، مسيرة متجددة تعيد للثورة ، وللأمة مجدها التليد، وتصوغ للتاريخ ملاحم البطولة والفداء، وتقف بالمرصاد في وجه الخونة، وتجار المخدرات، وبائعي الأراضي، ومسربي العقارات، وما يحاك  من مؤامرات ، ولا يخفى على كل ذي لب؛ تلك المساعي الصهيونية لتلويث تاريخ القدس العربية وطمس هويتها الإسلامية والمسيحية.
وفي الختام : إن الليل  مهما طال؛ فلن يستمر والقيد مهما ضاق؛ فلا بد أن ينكسر والجرح مهما أثخن؛ فلا بد أن ينجبر؛ وان الاعتقالات لن تثني شعب الجبارين عن مواصلة النضال حتى إسترداد ارضه وكنس الإحتلال ونيل الحرية والاستقلال.
يقينا فالأمر الذي لا نستطيع إنجازه اليوم سنحققه غداً إن شاء الله، وذلك مصداقاً لقول الحق -تبارك وتعالى-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) [آل عمران: 140]، كما أنه -سبحانه- أوصانا ألاّ نيأس أو نحزن على ما أصابنا: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139].
بقلم فراس الطيراويِ عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام / شيكاغو