الترتيبات لهذه الحرب جرت والعديد من المتابعين للتحركات الصهيونية يحذرون من هذه الحرب فهل اقتربت ساعة الصفر؟ ، نقول نعم اقتربت ونستدل علي ذلك من خلال عدة معطيات بداية كان العدو الصهيوني يتفاخر بأنه المتفوق عسكرياً وأمنياً تحت عنوان الجيش الذي لا يقهر ، معتبراً ذلك أساس راسخ لديه وفق مبدأ الحفاظ علي هيبة الدولة و هذا المفهوم يعزز الردع للدولة في مواجهة أعدائها ، الا أن المقاومة الفلسطينية وفي جولة التصعيد الأخيرة بعد العملية الأمنية الصهيونية الفاشلة مزقت هيبة الدولة بعد ما لاقته القوات الصهيونية الخاصة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة عندما عادت منقوصة خاسرة تجر ذيول الخيبة والخسران بعد مقتل واصابة عدد من جنودها وعلي رأسها قائد الوحدة الصهيونية المقدم محمود خير الله ولازال العدو الصهيوني يخفي خسائره الحقيقة بعد هذه العملية الأمنية الفاشلة ، وما لحقها من رد للمقاومة أحدث فشل عسكري لقوات الاحتلال تبعه فشل سياسي تمثل في استقالة وزير الحرب الصهيوني ، ليسجل بذلك فشل سياسي وعسكري وأمني مما كسر هيبة الدولة وحطم الردع الصهيوني.
وما يعزز سيناريو التوجه لحرب ماذكره موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الصهيوني أجرى مناورات شملت محاكاة مواجهة مقاتلي حماس في غزة السفلى وهي عبارة عن شبكة أنفاق تابعة لحركة حماس أسفل القطاع، حيث يشعر الجيش بأن الحركة لا زالت متفوقة في هذا السياق فلايزال سيناريو حرب برية علي قطاع غزة حاضر بشدة على الرغم من ما سيصاحب ذلك من توابع وخسائر كبرى ستلحق بالعدو الصهيوني وجبهته الداخلية لأن أي عدوان صهيوني بري على قطاع غزة سيوقع المئات من الشهداء والعديد من الخسائر في سكان قطاع غزة المدنية وعلي الجانب الآخر فلن تحظي المدن الفلسطينية المحتلة براحة ولا استقرار ولا الأمان لأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء وأوغل في دماء الفلسطينيين ستكون للمقاومة كلمة ورد لن تستطيع عقول الصهاينة ادراكه وسيعلمون متأخرا أنهم أخطئوا الطريق وسلكوا سبيل المهالك فالعيون التي شاهدت المدن المحتلة قبل مثل هذا العدوان ستقف عاجزة عن التعرف عن معالمها بعده ، فثمن الدماء الفلسطينية غالية جداً حقيقة ينبغي الوقوف أمامها طويلاً قبل الاندثار.
المعركة القادمة لن تكون كأي حرب سابقة أكاد أجزم أن ادارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتياهو المتطرفة تريد من وراء ذلك تحقيق صورة نصر بأنها شنت حملة عسكرية برية علي غزة وهاجمت قواعد المقاومة فيها في محاولة لارضاء اليمين الصهيوني بعد غياب الردع وتحطمه علي صخرة صمود وثبات المقاومة التي نجحت من خلال غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في ادارة الصراع بشكل ذكي وتمتعت بمهارة وذكاء في ادارة المعركة فأصبح الانتصار نصر مركب ونصر يشهد به العدو قبل الصديق ، وشهدت به شوارع تل الربيع المحتلة التي خرج فيها الالاف من الصهاينة يعترفون بهزيمة جيشهم وذوبان ردعه المزعوم أمام نجاح أركان المقاومة في ادارة المعركة فهل ستصمد الجبهة الداخلية الصهيونية هذه في حال عدوان صهيوني بري بالتأكيد لا .
ونذكر هنا مقولة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف "ولو زادوا لزدنا " التي تأكد أن المقاومة تتبع استراتيجية القوي الحكيم الذي يعلم متي يضرب وأين ليثبت مجدداً أن حكمة قيادة المقاومة والحاضنة الشعبية التي تحظي بها ستشكل درعا لها وسيف درعا يحمي المقاومة وسيف يهاجم كل من يتجرأ علي دماء شعبنا.
لقد أجرت القوات الصهيونية مؤخراً العديد من التدريبات والمناورات لمحاكاة هجوم علي عدة جبهات ، كان آخرها انهاء لواء كفير الصهيوني مناورات تحاكي حرب برية علي الجبهة الجنوبية بغزة والجبهة الشمالية بجنوب لبنان ، ان تراجع قوة الردع الصهيونية مع وجود قيادة عسكرية صهيونية يمينية متطرفة تنادي بالعدوان علي قطاع غزة وتدعو لعملية كبيرة ضد قطاع غزة تجلب الهدوء للجنوب بزعمهم سيدفع قيادتهم لشن عملية عسكرية برية.
قبل ايام قام رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي يحمل حقيبة وزارة الحرب الصهيونية بعقد عدة لقاءات مع وزراء الحرب الصهاينة السابقين وعقد عدة لقاءات معهم ومع وزراء الحرب و مسؤولي الأجهزة الأمنين السابقين يدلل لنا أن نتنياهو أمام تنفيد عملية غير مسبوقة عن ذي قبل وهو ما أكده استمرار الحشد الصهيوني في الجنوب والمناورات التي تتبعها مناورات ونشر البطاريات للقبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع في المدن الصهيونية يؤكد لنا أن نتنياهو يحاول القيام بعملية ليست كسابقاتها في محاولة لاستعادة الردع وترميم هيبة الدولة الصهيونية التي تعيش علي هيبة الرعب التي تصور في الاعلام بصورة الجيش الذي لايقهر وان هذه الصورة وهيبتها تعد صورة وجودية بالنسبة للاحتلال وليست محل للاجتهاد السياسي فنجد أن مختلف الأحزاب الصهيونية من اليسار واليمين علي الرغم من اختلافها وقفت خلف نتنياهو عندما قال في تصريحات تبعت عملية خانيونس الفاشلة قال فيها ان هناك عملية مستمرة أوضح ماهية هذه العملية والجهود العملياتية التي يقوم بها لقادة الاحزاب التي يتكون منها التكتل الصهيوني المشكل للحكومة فمنع سقوطها في ضوء ذلك كله أصبحت الدلائل العديدة بأن الردع وترميم هيبة الدولة لن تتم الا بعملية برية واسعة في قطاع غزة لن تقتصر علي القصف الجوي بل ستتعداها لما هو أكثر .
في ضوء تسارع التطبيع العربي مع الاحتلال وتهافت المتخاذلين في السير مع قطيع المطبعين مع الاحتلال في سبيل ارضاء الصنم الأمريكي ومن يسيرون في فلكه، فان الحاضنة العربية الرسمية أصبحت غائبة فيظل التطبيع عن صد أي عدوان كبير علي قطاع غزة مما يجعل الساحة مفتوحة أمام السيناريو هذا السيء ،سجل التطبيع خيانة للمبادئ الإسلامية بعد أن حرم علماء الأمة التطبيع مع العدو الصهيوني مما يضع علامات استفهام حول حجم التواطئي العربي الرسمي مع العدو الصهيوني.
فهل سنكون خلال الأيام القادمة أمام عدوان صهيوني بري علي غزة؟.....
بقلم/ محمد مصطفى شاهين