اصبح البعض ينظر الى الوطن الفلسطيني من زاوية واحدة ضيغه لتحقيق مصالح شخصية دون النظر الى المصلحه العامه للوطن هؤلاء يعتبرون فلسطين كعكه يسعون بكل السبل والطرق المتاحه امامهم لاخذ حصتهم منها ويصرون اشد الاصرار أن تكون حصتهم الاكبر مهما كانت هذه الطريقه حتى لو خالفت كل قواعد الاخلاق والدين وحتى لو ادت الى خلق فتنه داخلية بين اطياف المجتمع الواحد ومشاكل داخلية وحتى لو ادت الى زعزعة الامن الوطني العام او تشويه صورة فلسطين امام المجتمع العربي والاقليمي والدولي فهؤلاء اشخاص انتهازيون لا تهمهم الطريقه او الاسلوب بقدر ما يتحقق لهم من منافع مادية ومصالح شخصية او الحصول على مقاعد اكثر في الحكومة او لرغبة في السلطه والبرلمان وبالنسبة لهم كل شيء مباح ومسموح وقابل للنقاش والمبادىء ممكن ان تتغير وتتبدل حسب الاوضاع المحيطه ومن الممكن جدا ان اعداء الامس هم اصدقاء اليوم وما كان من المحرمات في السياسه يصبح محللا والذي كان يعارضون الحكومات من اجله يصبحون من اشد المدافعين عنه ما دامت النتيجه بالنهاية تصب لصالحهم فالنسبة لهم الغاية تبرر الوسيله .
يا ساده إن الوطن ليس هكذا ولن يكون ما دام هناك مواطنون شرفاء يدافعون عن وطنهم بكل قوة وعزيمة صادقة ضد تلك الفئة التي تمارس الانتهازية كل يوم سواء من خلال الشارع او بتنظيم مهرجان او اعتصام هنا وهناك لممارسة مزيدا من الضغط على مؤسسات الحكم لدينا لتحقيق اكبر قدر من المزايا دون الدخول مباشرة في العملية السياسية او في اي حوار تقيمه الحكومه مع الاحزاب والقوى السياسية الاخرى .
ما نراه اليوم شيء يبعث على الحزن والمراره احزاب ومنظمات مجتمع مدني وقوى سياسية تدعي الوطنية والخوف على مصالح الشعب الفلسطيني كل يوم وفي كل مناسبة ومسيرة وقد بحت حناجر قاتها ومسؤولوها وهم يهتفون للوطن ولكنهم في واقع الأمر يمارسون ابشع انواع الاساليب لتحقيق مصالح شخصية او لتنفيذ اجندات خارجية لا علاقة لها بفلسطين لا من قريب او بعيد وهذا امر لم يعد يخفى على الطفل الصغير فالامور اصبحت مكشوفه وما خفي اعظم.
يا ساده من السهل ان نقول اننا نحب الوطن ولكن الاصعب ان نثبت ذلك ليس عبر الكلام والشعارات والمسيرات وانما عبر الممارسه والتي تفرض علينا ان يكون العطاء اكثر من الأخذ والتي تفرض علينا ايضا ان لا ننظر للوطن كبقرة حلوب نشرب حليبها ونأكل لحمها ثم نرمي بقاياه في صناديق القمامه وخاصة حين يكون هذا الوطن في ازمة حقيقية تهدده بالفوضى والضياع ولهذا يجب ان يكون الوطن اكبر من انقساماتنا واختلافاتنا وتشرذماتنا ولا بد من ان نكتشف في لحظة فارقه من الازمه حجم حبنا لهذا الوطن ولهذا الشعب باختلاف مكوناته وبتعدديته وان نضع مصالحنا الشخصية جانبا وان نقدم المصلحه الوطنية لتكون في مقدمة اولوياتنا واكبر من احلامنا ومن اوهامنا ورغباتنا السياسية الخاصة، لأن الوطن اذا ضاع لا سمح الله ضعنا معه وبذلك نكون قد فتحنا ابوابنا للرياح الفاسده وللاحقاد والضغائن وسوف تعلو لغة الدم والقتل على لغة العقل والمنطق وسوف تصبح لغة استعراض القوى والتحدي والتشفي هي اللغة السائده فلنحتكم الى لغة العقل ولنحافظ على وطننا لان الوطن اكبر منا جميعا.
بقلم/ رامي الغف *
*اعلامي وباحث سياسي