بداية لا اريد ان اذكر المناضل الكبير عدلي صادق باوجه الحراك الداخلي في حركة فتح منذ انطلاقتها تحو تصويب الاخطاء والسلوكيات والبرنامج وهو تاريخ حافل من الحراك الداخلي وبين المد والجزر وعوامل اقليمية وذاتية قد افرزت نهج يقود حركة فتح ، قام الاخ عدلي صادق بتوجيه اللوم له بوضوح وصراحة في مقالته مدافعا ً عن الاخ زياد النخالة الذي اتهم فيه فتح صراحة بانها اصبحت لا تقود المشروع الوطني.
مقال الاخ زياد النخالة الموجه للفتحاويين مبنية على حسن النوايا والدخول في الضمير الذاتي للاخ زياد والنوايا الداخلية والضمير لا يعلمها الا الله ولكن لنا ان ناخذ بالتصريح بالفاظه وابجدياته المباشرة وكما سطرت في وسائل الاعلام من قائد كبير يقود حركة نحترمها ونقدرها ووقفنا بجانبها في اكثر من مكان اعلاميا ً وفكريا ً عبر مقالات متعددة وحزنا على اكثر من تقدير ودرع من قواعد تنظيم الجهاد في غزة وبحث رئيسي تناول حياة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وحركة الجهاد الاسلامي ، ولكننا لسنا هنا بصدد التمجيد او غيره ،فحركة الجهاد حركة فاعلة في مشروع المقاومة الفلسطينية وبصرف النظر عن التمويل او غيره الذي وصفه الاخ عادل صادق بانه اشرف من التمويل من السي اي ايه ولا ادري ماذا يعني الاخ عدلي صادق في ذكر تمويل السي اي ايه ؟! اهو تمويل الرباعية للسلطة الفلسطينية ام تمويل لافراد في السلطة ام تمويل اختراقي لبعض قيادات حركة فتح ، فكان يجب على الاخ عدلي صادق ان لا يقع في هذا المطب عاطفيا ً لمجرد الدفاع عن تمويل قطر وبعض الدول العربية لحركة الجهاد الاسلامي وغيره ، وهنا اركز ان التمويل العربي لكل حركة التحرر الوطني الفلسطيني هو شرف لنا مادام هذا التمويل يوجه نحو العدو الصهيوني والاحتلال، ولكن المعادلة هنا تختلف ولا نريد ان نتجنح في التفسيرات والتركيز على بعض من اخذتهم الحمية بكلمات غير لائقة لمهاجمة الجهاد الاسلامي .
عندما تحدث الاخ زياد النخالة هو ذكر حركة فتح والاخ عدلي صادق يفهم ان حركة فتح كما قلت في مقالي السابق هي ليست حركة في مربع محكم الاضلاع والا ما كان فيها الحراك نحو الاصلاح والتصحيح منذ عقود سابقة ،وتصريح الاخ زياد ليس في مكانه وزمانه ونحن نسعى لوحدة وطنية وحكومة وحدة وطنية وغرفة عمليات مشتركة بل المطروح يجب ان يكون في مكان اخر وليس في الاعلام، وقصة ان فتح لا تقود المشروع الوطني هذه قصة تحكمها الانتخابات والديمقراطية والفعل على الارض والحاضنة الشعبية والجماهير وفتح ام الجماهير وهنا اركز " فتح المبادئ والاهداف والمنطلقات وادبياتها " نعم اتفق مع الاخ عدلي صادق في توصيف حركة فتح الان والتي نقول عنها انها مغتصبة وكان التيار الاصلاحي بقيادة الاخ محمد دحلان هي يقظة وصحوة على طريق الصحوات السابقة من الاصلاح والحراك الداخلي لتصحيح مسار حركة فتح التي نتفق جميعا ً على انها مسلوبة القرار ولكن هذا لا يعني ان حركة فتح كما ذكرت بمبادئها وصياغتها لحركة النضال الوطني الفلسطيني قد تكون في محل شك او انقاص من حقوقها التاريخية والحراك الداخلي نحو التصحيح الان .
الاخ زياد النخالة وهذه وجهة نظري لم يصيب في توجيه لوم او كما اوضح الاخ عدلي صادق بالنوايا انه ينتقد حركة فتح الان ، فكان يجب ان يكون هناك ما هو كافي من الوضوح لمهاجمة الاشياء والتيارات باسمائها وليس بشمولية التعريف والتصريح وهذا ما ننتقده في تصريح الاخ النخالة والذي كتبنا من اجله مقال انتقادي نلوم به قائد من قادة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.
يبدو ان الاخ عدلي صادق وبلغة التقارب مع كل القوى صاغ مقالته هذه وهذا نقدره ونحترمه ولكن يجب ان لا يغفل الاخ صادق المطبات في هذا التصريح والتي اكال اللوم في انتقادها بشكل شمولي ايضا ً .
وكلمة اخيرة من يقود البرنامج الوطني والمشروع الوطني الفلسطيني هي منظمة التحرير الفلسطينية بقواها والمكونة لها الان اي بعد التوافق الوطني لمنظمة تحرير تجمع الكل الفلسطيني، القوى الوطنية والاسلامية وعندها نقول ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي قائدة المشروع الوطني بقواها الموحدة .
وهنا اركز وكما كان محل استفهام وتعجب في مقالته اقصد هنا الاخ عدلي صادق فتح ليست بقرة مقدسة وانا ازيد ونحن لسنا بوذيين واعتقد ان هذه ايضاً سقطة تبتعد كثيرا ً عن الحراك التاريخي في حركة فتح في داخلها والذي انتج عدة انشاقاقات وعدة دعوات للتصحيح ولو كانت فتح بقرة مقدسة لما كان هذا الحراك وهذا التفاعل واخرها التيار الاصلاحي في حركة فتح نحو عودة فتح لمبادئها واخلاقها وقيادة المشروع الوطني .
بقلم / سميح خلف