روح الطفل اللاجئ محمد وهبة تلعنكم وتشكوكم إلي الله

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
 وجع يتلوه وجع يعانيه اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان ، معاناة ومأساة وبؤس المعيشة ،
وها هي قصة جديدة من آلاف قصص الألم والوجع ، إنه اللاجئ الطفل محمد وهبة (3 سنوات) ، توفي في مخيم نهر البارد بطرابلس ، بسبب رفض أي مستشفى استقباله نتيجة عدم توفر سرير، وإثر تقليص خدمات (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - أونروا)

الطفل محمد وهبة بحاجة للدخول إلى العناية المركزة بعد غيبوبة دامت ثلاثة أيام ، ولم تستقبله أي مستشفى طوال هذه المدة ، وبعد ذلك تمكن أهله من إدخاله إلى المستشفى ، إلا أنه توفي بعد ساعات ،
فيستشهد الطفل محمد وهبة ابن مخيم نهر البارد الذي صارع الموت بحثا عن سرير في غرفة عناية فائقة في مستشفى لم تتوفر له بسبب الفقر وسياسة التقليصات والإهمال ،
فيرحل الطفل إلي ربه بسبب التقليصات التي قامت بها الوكالة في المجال الصحي ، ورفض استقبال أي مستشفى له ، وفي ظل فرض الحكومة اللبنانية قيوداً على اللاجئين الفلسطينيين ، بعدم السماح لهم العلاج في مستشفياتها ،

فأين دور وكالة الغوث بتوفير العلاج للاجئين بالمخيمات ؟؟؟ أين المفوض العام لوكالة الغوث السيد بيركرنبول ؟؟؟
ألا يستدعي هذا الحدث الموجع المؤلم فتح تحقيق فوري ومستعجل لمعرفة المقصرين في وفاة طفل فلسطيني لاجئ في مخيم نهر البارد بمدينة طرابلس ليس له ذنب إلا أنه بحث عن حقه بالعلاج في زمن بلا ضمير ولا إنسانية ،

وأين دور السفارة الفلسطينية بلبنان ؟؟؟ فالسفارة تتحمل مسؤولية عن موت الطفل محمد ، فكل تكاليف ومصاريف العلاج حوالي ١٨٠٠ دولار يا سعادة السفير المبجل !!!
وتتحمل وكالة الغوث المسؤولية الكبيرة بوفاة هذا الطفل نتيجة عدم توفر سرير له نتيجة تقليص الوكالة خدماتها للاجئين الفلسطينيين خاصة في مخيمات شعبنا الصابر في لبنان والذين بأمس الحاجة لمن يساعدهم ،
فهل ستمر هذه الحادثة مرور الكرام بدون معاقبة كل من قصر في عدم استقبال هذا الطفل في المستشفى ؟؟؟

لا يعقل أن يتم حرمان اللاجئ الفلسطيني حقه في العلاج والصحة والمجال الطبي وهي أبسط حقوق إنسانية إن تبقي بكم إنسانية أو ضمير ،

مطلوب من اخوتنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وخاصة مخيم نهر البارد الاستمرار بالإضراب الشامل ، والاعتصامات أمام مقر المفوض العام للأونروا ولتشمل الاعتصامات كافة مخيماتنا بلبنان ، غضبا على وفاة الطفل محمد وهبة ، الذي تتحمل الأونروا والمسؤولين في الدولة اللبنانية ووزارة الصحة المسؤولية عن وفاته ووجع وآلام أهلنا بالمخيمات ، فالطفل محمد ضحية الإهمال والحرمان وجشع المستشفيات وغياب المسؤولين عن القيام بواجباتهم ، فكم طفل وكم مريض ينتظر ليُسجل بقافلة الموت نتيجة هذا الإهمال والتهاون بأرواح اللاجئين الفلسطينيين وزيادة عذاباتهم وأوجاعهم وآلامهم ؟؟؟!!!

محمد بات بين يدي ربٍ رحيم ، رحل محمد ليشكوكم الي الله ، رحل محمد ليشكو إلي ربه هؤلاء الظالمين اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة والمناصب ، من قتلوا براءة طفولته نتيجة إهمالهم واستخفافهم بأوجاع الناس ،
روح الطفل اللاجئ محمد وهبة تلعنكم في كل لحظة وتشكوكم إلي الله ،
نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأهلنا اللاجئين بمخيمات لبنان عامة ومخيم نهر البارد وأسرة الطفل خاصة ،
داعين المولى عز وجل أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ،

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
19-12-2018