في أواخر عام 2018 قررت الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وبهذا حسمت صراعا بداخلي، وصدعت بما فيه بدون خجل أو وجل لاسيما أن القيادة الفلسطينية بكافة أشكالها حادت عن رشدها، وتاهت في غياهب البرامج المختلفة لتحرير فلسطين، ومن جهة أخرى جاءت المنافسة الحزبية في ذروة تصفية القضية الفلسطينية، أو ما يعرف بصفقة القرن التي دعا لها الرئيس الأمريكي ترامب.
إن التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية ليست خفية على أحد، وبخاصة طرفي الانقسام الجبري المفروض على شعبنا الفلسطيني، ومن التحديات الأخرى هدر الموارد الداخلية وتعذر العيش الكريم على الشباب، وما زاد الطين بلة موجات الهجرة من فلسطين إلى خارجها، وانحراف بوصلة الشباب عنها للبحث عن أدنى مقومات الكرامة.
وفي خضم الصراع السياسي والانقسام الجغرافي بات ضروريا إنتاج قيادة غير حزبية تنظر بمنظور متوازن لما بلغه المشروع الوطني، وتقف على مساحة متساوية من كافة الأطراف؛ لترمم ما استطاعت في الجبهة الداخلية المتآكلة، وهنا نرجو من طرفي الصراع التوافق على مرشح الرئاسة المقبل، والدخول في قائمة مشتركة مع اقامة علاقة تكاملية مع منظمة التحرير الفلسطينية لحين اكتمال مؤسسات الدولة، وما دفعني لهذه المبادرة إلا واجبي الوطني وحجم ما تتعرض له القضية الفلسطينية من خطر حقيقي بعد التوجه العربي للتطبيع مع دولة الاحتلال قبل ايجاد حل للقضية الفلسطينية.
ومن هنا توجهت لأصدقائي الفيسبوكيين بأنني أعتزم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة لا لنزوة عابرة، ولكن لأن قلبي يعتصر على ما بلغته القضية الفلسطينية من تآكل على المستوى الداخلي والخارجي، ولكن من جهة أخرى رسالتي العميقة هي ضرورة الخروج برؤية مشتركة موضوعية في شأن الانتخابات المقبلة حتى لا يزداد الانفصام انفصاما، وفي الوقت نفسه ضرورة إجرائها دون إبطاء سواء رئاسية أو تشريعية لتجديد الشرعية من الشعب الذي يعد هو مصدر السلطات.