دخل الأسير كريم يونس عامه الـ 37 فى سجون الاحتلال، ليصبح الى جانب نائل البرغوثي أقدم أسيرين فلسطينيين وفي العالم بأسره، حيث بات كل منهما بمثابة (نلسون مانديلا) لفلسطين ولقوى السلام والحرية والعدالة في العالم.
كان كريم يونس قد اعتقل بتاريخ السادس من كانون الثاني/يناير عام 1983، بتهمة الانتماء لحركة فتح وقتل احد الجنود الصهاينة، وحكم عليه بالسجن المؤبد الذي حُدِدَّ فيما بعد بأربعين عاماً.
كريم يونس من مواليد 24 كانون الأول/ديسمبر 1956 فى قرية (عارة) بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وما أدراك ما الداخل الفلسطيني عام 1948، الشوكة المغروسة في حلق الإحتلال.
درس كريم يونس المرحلة الابتدائية فى قريته (عارة) في منطقة المثلث، ثم الثانوية بمدرسة (الساليزيان) في مدينة الناصرة (ناصرة المسيح والجليل)، وواصل دراسته فى قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة النقب. ومع طول فترة الأسر ومعاناة البعد عن الأهل، لم ينقطع كريم يونس عن الدراسة، فواصل رحلته التعليمية داخل سجون الإحتلال، بل أصبح يشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى الذين سمح لهم الاحتلال بذلك. وأصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان "الواقع السياسي فى إسرائيل" عام 1990، والثاني بعنوان "الصراع الأيدولوجي والتسوية" عام 1993.
بلدة (عارة) في الداخل المحتل عام 1948، التي يعود اليها الأسير كريم يونس، تقع في (وادي عارة) في منطقة المثلث الشمالي في فلسطين المحتلة عام 1948، تحيط بها بلدات عربيّة أشهرُها مدينة أُمّ الفحم (ومن منّا لايعرف عائلات أم الفحم في مخيم اليرموك ومنها عائلة أبو شقرة)، وغيرها العديد من القُرى، مثل : كفر قرع، عارة، عرعرة، مُصمُص (ومن منّا لايعرف عائلة أبو شهاب في مخيم اليرموك التي تعود لتلك القرية)، معاوية، مشيرفة، والبيّاض ...
كريم يونس، وفي ليالي وأيام سجنه الطويل : تحطمت امبراطوريات ودول، وأعيد تركيب خارطة التوازن الدولي، من انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي في اوكرانيا، الى تتالي ستة رؤساء أمريكيين، ونحو عشر حكومات في دولة الإحتلال، وتفكك منظومة حلف فارصوفيا، وانهيار الإتحاد السوفييتي وانطلاق الثورة الصينية المتجددة بقيادة (دينغ سياو بينغ)، وانطلاق قطار الثورة التكنولوجية الجديدة (المعلوماتية) والعولمة الأحادية وغير الأحادية، ومازال ابن قرية (عارة) في سجون الإحتلال.
كريم يونس، الحي، الموجود، بدمه ولحمه، متنقلاً بين سجون ومعتقلات الإحتلال، مازال متخماً بالحلم الوطني، ومازال على عهده، يرى من سجون الإحتلال القدس وشوارعها، وحيفا ويافا وعكا والرملة واللد وصفد ... ويرى القطاع وكامل الضفة، ولاينسى شعبه المجروح والمكلوم في الشتات المحيط بفلسطين، وعلى الأخص في سوريا ولبنان، حيث المحن القاسية التي لم تتوقف.
كريم يونس، أصبح عضواً في اعلى هيئة قيادية في حركة فتح، حين اتخذ المؤتمر العام السابع لحركة فتح أواخر العام 2016، قراره بعضوية كريم يونس في اللجنة المركزية للحركة.
بقلم/ علي بدوان