دور الشباب والمشاركة السياسية

بقلم: عبد الكريم شبير

     في البداية أريد أن أؤكد للجميع بأنّي عملت في المجال العام والمجال الأكاديمي وفي المجال المهني في مهنة المحاماة و أيضاً قمت بتأسيس كلية القانون و الممارسة القضائية في جامعة فلسطين وشاركت في تأسيس كلية الشرطة وعملت بالمجال الأكاديمي لمدة خمسة عشرة عاماً في الجامعات الفلسطينية ولي نشاطات مكثفة بالعمل السياسي وأكتب في أهم القضايا بالشأن الفلسطيني وقدمت المبادرات الوطنية والسياسية لمعالجة وحل أهم القضايا التي نجمت عن الانقسام الفلسطيني البغيض وخرّجت مجموعات كبيرة من الحقوقيين والقانونيين ودربتهم على مزاولة المهنة  وبعض القضاة ووكلاء النيابة والمستشارين العاملين بالوزارات ومؤسسات المجتمع المدني فكان لنا بفضل الله بصمة قويه وكبيرة في عالم القانون والقضاء بفلسطين وخارج فلسطين و آخر مشروع قمنا بعمله وتم إنجازه هو إنشاء مركز اتحاد المحامين العرب لخبراء القانون الدولي على مستوى الوطن العربي لتحقيق العدالة ومساءلة مجرمي الحرب الصهاينة.

إن دور الشباب في المجتمع الفلسطيني هام جداً فعليهم المشاركة في الدورات التدريبية  وهم عماد المشروع الوطني الفلسطيني والأمن القومي للشعب والأمة العربية بجهودهم و بأفكارهم التي تكون في كافة مناحي الحياة.

دائما لدى قناعة بأن الشباب هم عمود الخيمة وهم عماد المشروع الوطني وهم الثروة البشرية التي تمتلكه الآن دولة فلسطين وهم المخزون الاستراتيجي  للشعب  والقضية الفلسطينية لذلك لابد أن نضع الخطط الاستراتيجية لتحقيق أهداف الشباب المرحلية والاستراتيجية حتي يستطيعوا أن يكون لديهم إنتاج ثقافي وفكر وطني و أن يحققوا أهدافهم وطموحاتهم وأهداف الشعب الفلسطيني والامة العربية بشكل عام.

انا لدي قاعدة مهمة تقول حنكة الشيوخ وعنفوان الشباب خطان متوازيان يمثلان الصورة الجميلة لهذا الشعب العظيم فنحن نعمل على السياسية التكاملية وليس  السياسة البدائلية أو الضدية.

  إنّ الجميع في هذا الوطن يجب أن يكون له دور استراتيجي و دور ثابت في دعم الشباب لتحقيق أهداف الشعب عامة والشباب خاصة لذلك أنا أرى أن الدورات التدريبة التي يقوم بها المراكز الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني و وزارة الشباب والرياضة و النشاطات التي ينفذونها والاصدارات التي يعدوها من قبل خبراء ويقدمها الى الشباب وإلى أبناء شعبنا الفلسطيني البطل تعتبر خطوة ايجابية وهي خطوة فاعلة في كيفية بناء العقلية الشابة لدى الكل الفلسطيني.

ان الشباب لهم الحق اليوم في المشاركة في الحياة السياسية سواء بالترشيح أو بالانتخاب أو بإنشاء النقابات أو تفعيلها  ودعمها بأفكارهم وبثقافاتهم المتعددة وبجهودهم المباركة وبنشاطاتهم المتنوعة أو بإنشاء وتأسيس الروابط والاتحادات.

نحن اليوم لابد من أن نفعل هذه المشاركة السياسية والنقابية عملاً بالقاعدة التي أؤكد عليها دائماً وهي: كفانا أن نكون متفرجين يصنع بنا الحدث ولا نصنعه اليوم إن لم نصنع الحدث علينا جميعاً أن نكون شركاء في صناعته وعلى الشيوخ والشباب أن يكونوا شركاء في صناعة هذا الحدث وأقول للجميع بأن الحق يُنتزع ولا يمنح فعلى الشباب اليوم أن يكونوا على ثغر من الثغور فأنّى يؤتى من قبلكم وهذا هو النضال الحقيقي وكذلك اقول بأنه لا يحك جلدك مثل ظفرك.

أنا اليوم أنصح الشباب واقول لهم  كفاكم أن تكونوا متفرجين يصنع بكم الحدث ولا تصنعوه اليوم ان لم تصنعوا الحدث عليكم ان تكونوا شركاء في صناعته و لن يصنع لكم أحدا مكانا تحت الشمس إن لم تصنعوه بأيديكم فلذلك عليكم أن تأخذوا بالأسباب. فهناك اتحادات ونقابات وأحزاب وجمعيات عليكم أن تنتسبوا فيها وتكونوا فاعلين وأن تكونوا جزء أصيلاً منها لكي تحققوا أهدافكم التي بمجملها تكون بالطبع هي اهداف الكل الفلسطيني.

   إن مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب هي الفرصة المتاحة لاستيعاب اكبر قدر من الشباب والمجموعات الناشطة من الحقوقيين والمثقفين القانونيين والخبراء في مجال الاعلام وخلافه من باقي فئات المجتمع لتحقيق أهداف هذه الشعب المناضل ومن ثم تحقيق أهداف هؤلاء الشباب.

  إن مؤسسات المجتمع المدني كان لها دور كبير جدا في النشاطات الفكرية و الثقافية والاجتماعية التي قامت بها وعمل فيها برامج متعددة لتوظيف بعض الشباب واستوعبت مجموعات كثيرة من الشباب ووفرت لهم سبل لقمة العيش في بعض الاحيان  وكان لها انجازات كبيرة جدا في هذا المجال وأنا بالطبع كان لي بعض البصمات في هذه المسيرة التي قامت بها هذه المؤسسات الاهلية والوطنية.

 

بقلم د. عبدالكريم كامل شبير رئيس التجمع الفلسطيني والخبير في القانون الدولي