ثمة ما هو مهم معرفة دوائر صنع القرار والمؤثر في صناعة السياسة الامريكية
1- الكونغرس الامريكي
2- الرئيس الامريكي
3- وكالة السي اي ايه
4- البنتاجون
مع اعتبار ان لرئيس صلاحيات في اتخاذ القرارات الطارئة التي تهدد الامن القومي ، علاقة متاشبكة ولكل منها محددات بين الدوائر الاربعة ، لا نريد ان نبحر في السياسة الامريكية الخاصة بالشرق الاوسط عى مدى تاريخ الولايات المحدة منذ انشاء دولة اسرائيل على الارض الفلسطينية والتي اعترفت بها امريكا بعد الانتخابات الاولى الاسرائيلية في 3111949م اعترافا رسميا من قبل الرئيس ترومان والادارة الامريكية مرورا بالرؤساء وصولا الى بوش الابن واوباما ، في حين ان بوش الابن كان صاحب مبادرة حل الدولتين ، ولكن لم تتغير السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط تغيرا جدريا في محاورها الاساسية الخليج والجزيرة العربية وايران واسرائيل والصراع العربي الصهيوني وهذا التغير اتى على خلفية الثورة الاسلامية في ايران وتوجهاتها الانفتاحية نحو الشرق الاوسط مما ادى الى حرب الخليج الاولى والثانية الى الاجتياح الامريكي ودول التحالف للعراق وتدمير جيشها وبنيتها التحتية في 2032003م مما احدث خلالا كبيرا في توازن القوى في منطقة الشرق الاوسط ببعدين :-
البعد الاول : تدمير العراق واضعاف بل انهاك واعدام القدرات العربية في العراق لصالح اسرائيل
البعد الثاني : اتى الاجتياح للاخلال بتوازن القوى في الخليج والجزيرة العربية لصالح ايران وبوجود الحكم الطائفي في بغداد مما ادى لضهور قوى سنية تدافع عن وجودها وصف بعضها بالارهاب .
في كل الاحوال اعترفت امريكا ودول 5+1 بايران كقوة اقليمية نافذه بالاتفاق النووي بينها وبين ايران في عهد الرئيس اوباما مع تبني نظرية كونداليزا رايس التي تدعو للفوضى الخلاقة وشرق اوسط جديد ، قامت ادارة اوباما بوضع سيناريو الربيع العربي تحت شعار الديموقراطية وحكم الطغاة والمستبدين في المنطقة وحالة الازمات الاقتصادية والفقر التي تعاني منها تلك الدول في ليبيا وسوريا وتونس واليمن ومصر اي تلك الدول التي شهدات ثورات وطنية بعد الحرب العالمية الثانية ، اما سياسة امريكا نحو الانظمة الاخرى فهي بقيت علاقات تاريخية تتمتع فيها امريكا بنفوذ وقواعد عسكرية ، سيناريو الربيع العربي وجدت امريكا قنوات عربية لتنفيذه لوجستيا واعلاميا عسكريا وامنيا .
نجح الربيع العربي في ليبيا وتونس ولكن اصبح معقدا في سوريا واليمن الى ان اصبح التدويل والتدخل الاقليمي والدولي المباشر واقعا تعاني منه سوريا واليمن حيث تواجد في سوريا والعراق اكثر من 78 فصيل مسلح ومذهبي بين السنة والشيعة وجد هذا الواقع امداد من دول اقليمية عربية واوروبية وبما فيها امريكا ، ودخلت ايران بشكل مباشر في صناعة اللعبة وتعقيداتها عن طريق حزب الله والفصائل الشيعية والعلوية في كل من سوريا والعراق بالاضافة لجيش سوريا الوطني اما السنة فشكلوا كتائب النصرة وجيش الاسلام وداعش وهي الاكثر شهرة ووجود وامتلكت منذس سنوات مساحة تشكل ثلث العراق بالاضافة الى 40% من اراضي سوريا ، اما الاكراد فقد وجدو انفسهم تحت فرصة تاريخية لباء دولتهم التي تمتد من شمال العراق الى الشمال الشرقي من سوريا . اما مصر عن طريق جيشها الوطني افشل عدة سيناريوهات معدة لمصر على صعيد الجغرافيا واعطاء جزء من سيناء لدولة مستقبلية في غزة لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وباعتبار ان الضفة هي ارض يهودا والسامرة مع حكم ذاتي للتجمعات السكنية ولقدس عاصمة الدولة العبرية .
كان لابد من طرح تلك المقدمة وصولا الى فوز الرئيس الحالي ترامب عن الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية وفوزه على هيلاري كلنتون مرشحة الحزب الديموقراطي هذا الفوز الذي اتى برغم وقوف العجلة الاعلامية ومؤسسات كبرى مع هيلاري كلنتون بصرف النظر عن التهم التي تلاحق ترامب بخصوص تدخل روسي في الانتخابات ، واتي برنامج ترامب على قاعدة :-
1- اصلاحات داخلية في الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي والحالة الضريبية وعلاقته مع المكسيك
2- التزام ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل الابدية
3- الغاء الاتفاق النووي والدعوة لمفاوضات جديدة يضاف لها الصواريخ البلاستية الايرانية واعادة معادلة التوازن في منطقة الخليج والشرق الاوسط بعد ان اعلن نائب رئيس البرلمان الايراني بان ايران تتواجد في ثلاث عوام عربية صنعاء بغداد سوريا
4- سحب كامل القوات الامريكية من تواجدها ساحات المواجة في افغانستان والعراق وسوريا
5- عدم خوض امريكا بالحروب نيابة عن الاخرين الا اذا دفعوا
6- الوصول لمعادلات جديدة اقتصادية مع كل من الصين واوروبا
7- اعتراض امريكا على حصص دول التحالف في حلف الناتو
ترامب وبرغم الاقالات والاستقالات التي طالت رجال البيت الابيض والاف بي اي والمستشارين واخيرا وزير الدفاع الامريكي وسياسة الحزب الديموقراطي المناهضة لبرنامجه وقالات في وزارة الخارجية واغلبية ديموقراطية في الونجرس الا انه ماض في سياسته بخصوص ايران وعزلها ومزيدا من العقوبات عليها ومنع تصدير البترول الايراني ، الا ان اللعبة خطرة تكشف مدى سذاجة ادارة اوباما في وبوش في اجتياح العراق وتنفيذ سيناريو الربيع العربي الذي اتهمهم ترامب بصناعة الارهاب في المنطقة وتغذيته بالاعتماد على تركيا التي تعاني من جيش الاكراد في الشمال الشرقي لسوريا والتي حشدت عدة فرق لاجتياح عفرين وبعد ان اسقطت الانتخابات الكردية في شمال العراق وبالضغط على امريكا الداعم للاستفتاء .
امر ترامب بسحب قواته من المنطقة الشرقية الغربية من سوريا رغم معارضة الديموقراطيين والبنتاجون وباتفاق ثنائي مع تركيا ، والمعلن ان القوات الامريكية كان تواجدها للقضاء على داعش في حين ان تركيا تقول ان الحزام الامني التي تسيطر عليه القوات الكردية يشكل ويهدد الامن القومي لتركيا ، معادلة مركبة احد عناصرها ان القوات الكردية هي من دحرت داعش من عدة مناطق في سوريا ، وهنا التساؤل الانسحاب الامريكي هل ياتي في اطار تمدد داعش من جديد لمنع اي تصور لوحدة الاراضي السورية مستقبلا ..؟ وهل التواجد التركي في شمال شرق سوريا والعملية الكبرى لاجتياح عفرين هل سيصطدم مع الجيش الوطني السوري ..؟؟ وما هو موقف روسيا التي اتت مسرعة منذ عامين لتلعب دورا مهما وخطرا في سوريا لصالح الدولة السورية ..؟ وهل يمكن ان يحدث صدام روسي ايراني على الارض السورية لاختلاف التوجهات فبينما ترى اسرائيل التواجد الايراني يهدد وجودها هناك التزام روسي بامن اسرائيل بما يسمح للاسرائيليين قصف منشأت عسكرية ايرانية واخرى لحزب الله.
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
ترامب نفذ كل ما تعهد به لاسرائيل في عدة قرارات اتخذه :-
القرارات الامريكية في عام 2018 الخاصة بالصراع
1-اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل،
2-إسقاط حق اللاجئين
3-إغلاق القنصلية الأمريكية فى القدس
4-مفوضية منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن،
5-الاستيطان شرعي
6-جرائم الحرب التى ترتكبها سلطة الاحتلال إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بانها دفاع عن النفس
7-قطع جميع المساعدات عن السلطة ما عدى المتعلقة بالاجهزة الامنية
8- قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"،
9- قطع المساعدات عن مستشفيات القدس
قد تبدو ملامح صفقة القرن واضحة الان بعد قرارات ترامب المتتالية التي لا تخرج عن تصور مبادرة ايجال الون عام 1967 م والتي تدعو لتقسيم الضفة ومنح حكم ذاتي موسع ، وسياسته تخرج عن القرارات الدولية المبادرةالعربية عام 2002م ومبدأ الارض مقابل السلام .
في مقابلة يوم 1212019 اجرتها قناة العربية مع وزير الخارجية الامريكي الجديد بومبيو واهم ما جاء في هذه المقابلة ان توجهات امريكا تشكيل تحالف عربي لمواجهة ايران وزار كلا من مصر والاردن والامارات وقطر والسعودية ، تلك الفكرة التي تحدث عنها ترامب ابان زيارته للسعودية وتراجع عنها لوجود معارضة داخلية ولكن يبدو ان ترامب تجاوز كل المعوقات لسياسته الخارجية فاعاد احيائها ، ومعلقا ان الانسحاب الامريكي من سوريا ياتي على تصور قوى عربية بديلة لتحل محلها !! وهنا تكمن الخطورة في التوجهات الامريكية اي حرب العرب ضد العرب وبدون تكلفة امريكيا ، اما ما دعى له من توجهات لاستئصال انظمة الدول الراعية للارهاب ..؟؟؟ فلم يبقى الا قطر التي تحافظ على دعمها لبعض الفصائل ، واليوم وقع موبيو عدة اتفاقيات استراتيجية معها ..؟ ودعى لوحدة دول التعاون الخليجي ، اذا لم يبقى الا حزب الله وايران .. وهل يمكن لدول الحلف الجديد وقف التمدد والتكنولوجيا العسكرية الاياية وتهديداتها للملاحة الدولية في مضيق هرمز وباب المندب وتامين حدود اسرائيل الشمالية والجنوبية ...؟ امريكا صنعت ايران وصنعت تمددها في المنطقة على حسا العرب واي مواجهة مع ايران سيحترق الخليج ... ولن تبقى عقدة النفط تهدد امريكا فامريكا اصبحت المنتج الاكبر من البترول الصخري ، ولكن ارى انتقاسم المصالح في المنطقة بدولها هو الاهم بتراجع ايران عن اطماعها في المنطقة وطمب الكبرى والصغرى وابو موسى الاماراتية ، وبدلا على ان تكون اسرائيل عضوا في الحلف العربي مقابل ايران يجب العمل للوصول الى حل الدولتين والارض مقابل السلام وقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس بدلا من حرب مدمرة مع ايران ، هذا الا اذا كانت امريكا تريد استنزاف الخزينة العربية بمعادلة توازن القوى والرعب بين العرب وايران وهنا العرب هم الخاسرون.
سميح خلف