إنتبه أيها الرئيس

بقلم: أشرف صالح

في زمن رئيس مصر السابق محمد مرسي كنت أتجول في غزة المدينة , فوجدت صورة ضخمة على مفترق السرايا لمحمد مرسي , بالإضافة الى صور كثيرة له تملأ شوارع غزة , وقبل فترة بسيطة من الزمن ذهبت أيضا لغزة المدينة فوجدت صور رئيس مصر الحالي عبد الفتاح السيسي في نفس المكان , وبين الفترتين ذهبت عدة مرات وفي كل مرة تتغير الصورة في نفس المكان , إما أمير قطر إما أردوغان إما إما إما , فكل مجتهد له صورة  , فهناك صور أيضا لم أراها بسبب عدم ذهابي هناك , وكان أيضا  للرئيس أبو مازن صور كثيرة في نفس المكان ولكن لهدف مختلف , فكان هدف وجود صور الرئيس في مفترق السرايا وللأسف الشديد , إما للتخوين أو للشتائم , بخلاف باقي الصور والتي تحمل عنوان , شكرا قطر شكرا تركيا شكرا مصر شكرا شكرا شكرا ... إلخ , ومن خلال هذا الواقع المرير أصبحت مؤمنا كل الإيمان بالأمثال الشعبية وعلى رأسها هذه  الأمثال الشهيرة  في بلادنا "إلي بيتزوج أمي بقله يا عمي – عاش الملك مات الملك – كيف حالك يا صالح الدنيا مصالح" وغيرها من الأمثال الكثيرة والتي تضع قواعد السياسة عند العرب .

إنتبه أيها الرئيس , فلو كنت مستشارا لك  لوضعت على طاولة مكتبك  جميع الصور التي رأيتها على مفترق السرايا , بالإضافة الى قائمة طويلة من الأمثال الشعبية والتي هي من نخاع الواقع , هذا أولا .

أما ثانيا , فلو كنت مستشارا له لنقلت واقع غزة بكل دقة ووضوح ومصداقية وشفافية وواقعية , كون غزة مفصولة كليا عن باقي الوطن , فهي بحاجة الى معاملة خاصة تنسجم مع قائمة الأمثال الشعبية وليس قائمة القرارات الوزارية , وأيضا لبحثت عن تصريح مهم لبعض قيادات حركة فتح وهو بعنوان "السلطة ليس صراف آلي لغزة" وقدمته للرئيس كعنوان مهم جدا ويحتاج للدراسة , وقلت للرئيس بعكس ما قالوه القيادات , إنتبه أيها الرئيس يجب أن تكون السلطة صراف آلي لغزة كي تعود الى حضن الشرعية , ولا تتحول الى معرض صور لمن يدفع أكثر , فهذا هو الواقع بلا جدال .

إنتبه أيها الرئيس , إن مشكلة غزة هي إقتصادية بإمتياز , وكون حماس تحكم غزة بأمر الواقع وتكتفي بها كسيادة لها , فهي تحتاج الى كل قرش يدخل الى غزة ليبقي إقتصادها على قيد الحياة , مهما كان هذا القرش ومن أين يأتي , وبالتالي فكل من يدفع لغزة أو حتى يساعد على ذلك فهو الأكثر حظأ في ألبوم الصور , وسنجد له الصوره الأكبر حجما على مفترق السرايا .

 إنتبه أيها الرئيس , إن معبر رفح سيفتح قريبا , ليس لأننا نقرأ عبر وسائل الإعلام وعودات بفتحه , إنما لأن فتح معبر رفح هو جزء من خطة التسوية بين حماس وإسرائيل والتي تشرف عليها مصر , فإنسحاب السلطة عن المعبر لن يغير شيئا , وبعيدا عن الحسابات السياسية فمن حق الشعب أن يكون المعبر فاتحا لتسيير حياته اليومية , فهذا أبسط الحقوق .

 إنتبه أيها الرئيس , إن الأموال القطرية ستدخل غزة عاجلا أم أجلا لأنها أيضا جزء من مشروع التسوية  , وما يجري الآن من تأخير لها هو مجرد إختبارات ووسائل ضغط وردات فعل تنصب جميعها في مجرا واحد وهو ما إتفقوا عليه بإشراف مصري , وبعيدا عن الحسابات السياسية فمن حق الشعب أن يكون له مالا كباقي الشعوب , وأن يعيش حياة كريمة , طبعا  على إعتبار أن المنحة القطرية ستصل للشعب , فهناك ألف علامة إستفهام حول ذلك .

 

أيها الرئيس عليك أن تدفع ثمن غزة لأنها أصبحت الآن وبالفعل تبحث عن من يدفع الثمن , والمقصود بغزة ليس كشعب إنما كحاكم يحكمها بقوة الأمر الواقع , فأنت أولى الناس بها , ولأن غزة تستحق أن تعيش بكرامة كباقي البلدان ولأنك الرئيس فيجب أن تكون غزة تحت رعاية الرئيس .

أشرف صالح

كاتب صحفي