في الاعمال العظيمة والمسؤليات الوطنية الكبيرة بعمقها الانساني والانقاذي لانقسامات عمودية وأُفقية تجتاح الديموغرافيا الانسانية والوطنية الفلسطينية ، قد تعجز الابجديات عن وصف من يتقدمون الصفوف كطلائع ليعملون في وسط الازمات, فاعمالهم لا تقل عن اي وسيلة من وسائل من المقاومة ودعم الصمود والبقاء على هذه الارض الطيبة وهي اخر ما تبقى من الوطن المسلوب واماكن من الشتات الفلسطيني ، وعندها تكون المهمة صعبة في كل الظروف والمناخات والاحتمالات التي تتراكم مؤثراتها على الواقع الحياتي والوطني الفلسطيني في غزة والقدس ومخيمات لبنان وسوريا, وهي المناطق التي تعتبر مناطق كوارث ، هكذا اختارت فتا عملها و رئيسة مجلس ادارتها الدكتورة المناضلة الفلسطينية, الفلسطينية , الفلسطينية العمق والوجه والتاريخي للمراءة الفلسطينية وبجيش من المتطوعين التي انصهر ذاتهم في مربعات رفع العناء ومساعدة ابناء شعبهم في كل المحن والمحطات منذ اواخر القرن الماضي .
تأسست فتا في العام 1999 تحت اسم (المركز الفلسطيني للتواصل الانساني ) ووضعت اهداف ليست محددة لعملها تركزت في الانشطة الاتية .
1-محاربة الفقر والبطالة من خلال تنفيذ المشاريع الإغاثية وإقامة مراكز التدريب المهني وتنفيذ مشاريع مدرة للدخل خاصة لفئة الشباب.
2-تنفيذ مشاريع تنموية في المجالات الاجتماعية والصحية والثقافية.
3-تقديم كفالات للأيتام ومنح للطلبة الجامعيين.
4-تنفيذ مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية لا سيما في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
5-إنشاء نوادي ومراكز تقدم خدمات لفئات الشباب والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
6-إنشاء صندوق تكافل اجتماعي يستهدف الطلبة والأيتام.
7-تحسين الظروف المعيشية من خلال ترميم منازل الأسر الفقيرة.
8-تقديم المساعدات الطبية والعلاجية للحالات الإنسانية.
منذ الـتأسيس كانت مشاريع فتا تسير من اجل ارساء دعائم مجتمع انساني فلسطيني مستقر من خلال افاق وطنية لبناء مؤسسات دولة. كان العمل الانساني المؤسساتي هو صلب عمل فتا من اجل خلق انسان فلسطيني جديد ومؤهل مهنيا بالنهوض في المجتمع الفلسطيني الجديد ، ولكن هموم فتا اتسعت وكبرت وتضخمت بالانقسام بين الضفة وغزة وما حمل هذا الانقسام من اثار مدمرة للواقع الاجتماعي في غزة من حصار وفقر وبطالة واتساع رقعة الفقر المتقع والاوبئة والامراض وثلاث حروب مدمرة افرزت كم من الاثار الاجتماعية لاسر تيتمت وجرحى واعاقات جسدية تتفاوت تقديراتها ، كل ذلك جعل الدكتورة جليلة دحلان تسابق الزمن في غزة وتقطع الازمنة في اقل من اوعيتها الزمنية المقدرة لانقاذ ما يمكن انقاذه ، واهم خاصية للدكتورة جليلة التي لقبها مواطني غزة ولبنان بانها ( ام الفقراء) وهنا يظهر مقدار التلاحم الشعبي والمجتمعي بين فتا وملاصقتها لهموم الشعب ، لا اكون متجاوزا او مضخما ، او مسحجا ، اذا ما قارن القاريء ما اكتب عن فتا والواقع والتأثير والعمل ، والانجاز في رقعة من الارض تعتبر من اكثر مناطق العالم تحمل ازمات معيشية وانسانية ناتجة عن الاحتلال وسوء ادارة الملف الوطني ، وهنا ما قدمته فتا لاهل غزة اكبر بكثير مما قدمته حكومات السلطة للطبقة الفقيرة او قدمته حماس أ يضا ، او وزارة الشؤون الاجتماعية التي تقوم بتعذيب المستفيدين ويقدر عددهم 108 الف اسرة ومستحق من خلال تأجيل مواعيد الصرف لمئات الشيكلات التي لا تسمن ولا تغني من نجوع .
مركز فتا نموذجا مثاليا لمؤسسة فلسطينية تقوم على المنهاج العلمي المتوازن والنزيه في الوصول للفئات المستهدفة من المشاريع والمساعدات فهي دخلت كل الدروب والحارات والقرى والبلدات ، ويعتبر متطوعي فتا نموذجا لبناء اداري وفني يخضع للنزاهة وللنظرة العلمية في تقييم التجربة وانشطتها والذي نطالب ا لجميع بان يسيروا على خطاه.
في المقالات يصعب ان نفصل جميع الزوايا والانشطة والدروب التى سار فيه مركز فتا سواء في غزة او مخيمات اللجوء في لبنان الممنوعين من ممارسة 58 مهنة وفي مخيمات بنيتها التحتية مدمرة في غياب وعدم اهتمام من منظمة التحرير او السلطة ولكن يمكن ان نوجز في نقاط.
1- اقتحام ظاهرة العقم ضمن المرحلة الاولى التي أُنجزت , ورفد المجتمع الفلسطيني بعشرات تؤسس البقاء من الأبناء, وجيل جديد وانهاء المحنة السيكولوجية للعديد من الازواج والتي يمكن ان يترتب عليها ازمات
2- مجتمعية كالطلاق. والبدء في المرحلة الثانية لهذا المشروع
3- مشروع السلات الغذائية للفقراء وخاصة في المناسبات واهمها شهر رمضان المعظم
4- مشروع مساعدة الجرحى من الحروب
5- مشروع ترميم وصيانة منازل للفقراء
6- مشروع الزواج الجماعي
7- مشروع طبي وادوية ومستلزمات طبية
8- مشروع مساعدات نقدية
9- المشاريع الصغيرة انتهت المرحلة الاولى والبد في المرحلة الثانية
10- الوصول للمناطق الفقيرة وتزويدها بادوات الانارة المحدودة نتيجة ازمة الكهرباء
11- مشروع النظارات الطبية
12- مشروع الاطراف الصناعية كالاسنان والكراسي المتحركة وغيره
13- رصد منح للمتفوقين في امتحانات الثانوية العامة في الجامعات الفلسطينية
هذه بعض من انجازات مركز فتا بقيادة الدكتورة جليلة دحلان وبالتعاون مع نائب رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد والهلال الاحمر الاماراتي وبعض من الشيوخ الافاضل ورجال اعمال فلسطينيين وعرب ومؤسسات دولية وفي هذا المقام نوجه الشكر والعرفان للامارات العربية المتحدة قيادة وشعبا ولكل من ساهم في تخفيف المعاناة ودعم صمود الشعب الفلسطيني في كل الساحات ، وتحية للدكتورة جليلة دحلان الام الروحية للفقراء والمستضعفين وذوي الحاجة ، الدكتورة جليلة التي تصنع الخير والانجاز والبناء وفي احلك الاوقات والازمات ، وتحية وتقدير للاخ المهندس وسام جرغون وتقديرا واحتراما لقدراته ولنزاهته في ادارة العمل الاداري والفني لمركز فتا ، وتحية للجنود المجهولين متطوعي مركز فتا الذين عملوا في كل الظروف واصعب الاوقات .
بقلم/ سميح خلف