كيف نتجاوز الماضي.؟!
اعلن سفير الولايات المتحدة الامريكية فريدمان بان امريكا ستنشر خطتها للسلام في 2-3 ابريل القادم بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية ،بينما منظمة التحرير غائبة عن المشهد وان اعلن الرئيس الفلسطيني عن رفضها وكذلك امين سر منظمة التحرير صائب عريقات و كذلك كل الفصائل الفلسطينية سبق وأعلنت رفضها أيضا ,ولكن الغريب الكل يتهم الاخر بالتسويق والاعداد على الارض لتنفيذ تلك الصفقة ، ولكن الشيء الملموس والواضح ما يتخذه الرئيس من عدة اجراءات سابقة مالية واجرائية بخصوص مؤسسات سيادية كالمجلس التشريعي بادوات عليها حالة خلافية كأداء حكومة التوافق السابقة او ما يسمى المحكمة الدستورية العليا التي ليس من صلاحياتها حل المجلس التشريعي او الاعلان عن انتخابات تشريعية جديدة ، مع تصريحات استفزازية مثل تقويض سلطة حماس في غزة واستئصال التيار الديموقراطي بفتح الذي يقوده عضو اللجنة المركزية والنائب دحلان .
قرارات الرئيس عباس وتوجهاته بالتأكيد وأي حال من الاحوال لاتنم عن رغبة في توحيد القوى الفلسطينية او الوطنية والشعبية لمواجهة ما اعلنت عنه الادارة الامريكية عن نواياها لوضع خطة سلام تحل المشكل بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، فبينما اسرائيل تتخذ مزيدا من قرارات الاستيطان والتهويد اخرها الغاء وجود القوات الدولية في الخليل ، والتغول في قتل الفلسطينيين العزل على الحواجز وهجوم المستوطنيين على القرى العربية ، يطلق الرئيس سياسات الغزل للاسرائيليين وكأخر تصريح له ( انه يحترم الامن الاسرائيلي ويسعى لبناء اقتصاد وشراكة اقتصادية مع الاسرائيليين ) تلك هي رسالة الغزل التي قد يأخذها القاريء بمعناها المباشر تكشف منهجية عباس ورؤيته بالنسبة للطرح الامريكي وقبلها طرح بلير وبعدها طرح ليبرمان ويعالون وغيرهم والذي يعتمد جوهرها على السلام الاقتصادي الامني في الضفة " اي صلاحيات روابط مدن " اما من ناحية ثانية بان كل خطوط التواصل مع حماس انتهت وبالتالي انتخابات تشريعية يعلم عباس ان اقرت فانها لن تحدث الا في الضفة وهذا الفعل يصب في خانة الانفصال والتطويع للرؤية الادارية والتشريعية والبلدية في الضفة ، اما من ناحية ثانية فانه يحدد خيار غزة وتحديد ممراتها لانفصال تدريجي دقيق وبالتالي انتهاء اي حُلم لوحدة ما تبقى من ارض الوطن سياسيا ووطنيا وجغرافيا ، وهذه هي الفكرة الاستباقية لصفقة القرن او ركنها الاساسي ، اما اثارها وتداعياتها على الواقع الفلسطيني وامام هذا الواقع سيصبح صعبا ان نتحدث عن فتح الموحدة وسيصبح امرا واقعا لفتح في الضفة يختلف برنامجها عن فتح في غزة وسيصبح حالة التكيف لفتح في الضفة يختلف عن حالة التكيف لفتح في غزة وهو ما يعمل عليه عباس من استهداف لالاف الفتحاويين في غزة من قطع رواتب وحصار ، وما ينطبق على فتح يمكن ان ينطبق على كافة الفصائل التي يمكن حذر انشطتها في الضفة .
من الاسباب الحقيقية للانهيار ان الجميع ما زال متمسكا بما فرضته مناخات الصراع في عقود سابقة في حين ان اسرائيل اعتنقت مبدأ المرحلية في تحقيق اهدافها بدقة, ولكل مرحلة ادواتها واهدافها منذ المؤتمر الصهيوني الاول الى اول رئيس لها بنغوريون الى حُلم اورشليم العاصمة الموحدة لها في يهودا والسامرة ، اما الفلسطينيون عاشوا وتعايشوا مع مناخات الاختلاف فلم يحققوا شيئا بل ماينص اقل من الصفر ، وما زالوا يراهنون على وساطات لحل الخلافات بينهم حملوها عبر المحيطات والبحار ومعابر الحدود واخرها لقاء موسكو المنتظر ، ولا ادري هل تلك القيادات تدرس عجلة الزمن وتقدر الوقت في اللهث وراء امال لن تحقق في ظل مناهج سياسية وامنية مختلفة ولخبطات اقليمية وحالات تطبيع متسارعة مع الاسرائيليين .
كيف نتجاوز الماضي :-
سؤال مهم في ظل فشل حل الدولتين ، وماذا لو اعلنت امريكا عن صفقتها في الاول من ابريل كيف نواجهها ، وماذا اعددنا لمواجهتها في بناء موقف وطني وشعبي قادر على المواجهة بل ارى الالاف قطعت رواتبهم اضافيا في غزة ومزيد من الاجراءات تحت ذريعة تقويض سلطة حماس ..؟؟! بينما تعقد الاجتماعات والاتصالات لتشكيل حكومة يقال انها فصائلية في ظل رفضها من اكبر فصيلين بعد فتح الشعبية والديموقراطية ، ودعوات التيار الاصلاحي بفتح للتقدم قدما نحو تشكيل جبهة انقاذ وطني من جميع القوى وتحالفات تلبي حاجة المرحلة ، فالجولات الخارجية لن تحل ازمة او عقدة بل مزيد من اهدار الوقت فلسطينيا ومتسعا من الوقت لامريكا واسرائيل وعباس كطرف .
وهنا اقدم مقترح وندائين اخيرين يجب تبني دراستهما :-
اولا : ما دامت اعلنت رام الله توقف حوارت المصالحة وتمسك كل من فتح المؤتمر السابع بمواقفها وقرارات تصعيدية بحق حماس والتيار الاصلاحي والجهاد وقوى غزة المختلفة وتمسك حماس وباقي الاطراف في غزة بمواقفهم بخصوص قرارات المركزي واتفاق 2017م في القاهرة وبيان القيادة المؤقته لمنظمة التحرير في بيروت واستحالة انجاز المصالحة التي تحقق الربط بين الضفة وغزة ولكي نفوت الفرصة على انفصال قد يدوم في ظل متغيرات اقليمية ودولية فانني اطرح فكرة الفدرالية بين الضفة وغزة كحل ادنى للحفاظ على الوطنية الفلسطينية التي قد تتحقق زمنيا في خطوة لاحقة .
ثانيا : بلا مضيعة للوقت فالوقت حرج "" القاهرة موسكو الدوحة جده سويسرا جنيف بيروت الشاطيء كفى كفى
ادعو كلا من حماس والجهاد والتيار الاصلاحي بفتح والشعبية والديموقراطية وشخصيات وطنية مستقلة واكاديميين ومفكرين الاتفاق العاجل على عقد مؤتمر علجل بجدول اعمال يتمخض عنه برنامج ولغة واضحة موجه للشعب الفلسطيني اولا ودول الاقليم والامم المتحدة يعالج ازمات المرحلة وهو في نفس الوقت ليس بديلا او احلالا لمنظمة التحرير الفلسطينية بل سيكون من اساسيات اعادة بنائها على اسس من اجلها انطلقت المنظمة مع الاخذ بالاعتبار المتغيرات التي حدثت على الصراع(نحتاج لجبهة التحالف الوطني الكبير لاسقاط رزمة من الازمات للنظام السياسي الفلسطيني)
سميح خلف