ما بين الوطن والحق وسيم وكنان جمال الطور ورفعة قاسيون في تلك الدروب أضعناهم هم في حضرة الغياب ولكن حاضرون في كل الأرجاء في أرواحنا في مخيلاتنا أبناء البلد أبناء العمومة كلاهما فارسا الوطن كاد حلم الحياة أن يتحقق فيهم ولكن سرعان ما اشتاقوا للرحيل لرحيل مبهم يدركون بالفعل بأن هناك ثمة أشخاص سيتألمون اللحظة تلو اللحظة بغيابهم ولكن مشيئة القدر شاءت أن يرحلوا عنا بهذه الصورة المفجعة أيها الوسيم الشهيد الحي لم أكتب ولم أواجه نفسي بأنك لست هنا هذا ليس ضعفا ولكن ايمان بقول الكريم بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون هذه دلالة واضحة كعين شمس الضحى في سماء البلد الذي تنفسنا وإياك هواءه لم افكر للحظة يا وسيم الجيل بأن العبرة ستصمت وتخنق أنفاسها كي لا تؤذي من حولنا اليوم فقط ترجلت فتجرأت على ان أخاطب رحيلك كل من هناك في ذاك البلد أدرك بحتمية الأنفاس المخنوقة والأرواح المتعبة على فقدانك بأن غيابك هو كوخزة الشوك في الروح نشتاق لك نحن ونشتاق تلك اللحظات التي لم تكن طويلة أعلم وهذا الذي يقلل من شأن الفاجعة بأن هناك حياة أخرى لك تحيا فيها بسعادة وإن سمعت بأنيننا وأنين أحبابك لا تتعذب فهذا هو الفراق الذي طعن روح الأحباب والديار كنانا الكنان الشهيد العريس لا أرثيك فتبا للذي يترجل في رثاء الشهداء أنت كما قال الشاعر الراحل محمود درويش في وداع الشهيد الكاتب غسان كنفاني إذا أردت أن تكون فلسطينيا حقيقيا يجب أن تقدم طلب انتساب إلى دم الشهيد غسان كنفاني وأنت أيها الكنان قدمت طلب انتساب الى روح الوطن الكبير دون ذنب ودون تقدير لموقع مكان وزمان الرحيل شهدت دمشق رحيلك وفلسطين تؤنب ضمير الأمة المستعرة بجنون القتل أشهد بأن أرواحكم لم تتسخ بوحل ما اقترفوه هؤلاء أبناء البلد وأبناء الحق والوطن إخوتي أحبائي كل لحظة تطل الذاكرة لتقف على مصطبة الماضي حرقة تسري في وريد الأيام قد لا يحق لي أن أتكلم عما في وسعي فنحن في زمن الحريات اللاه مباحة ولذلك سأقول لكم أنتم أسود العمر وبناة الكون ولن ننساكم ما دمنا أحياء سنذكر قاتلكم في كل لحظة باننا نحن هنا ولسنا في عراء الحكايات نحن هنا وإن تلبد الصمت على شفاهنا بعض الوقت والكثير من دقائق الأيام لا لشيء ولكن ثمة أمل كان يصفق بوجه الواقع كل لحظة بأن تعودوا وتقولوا لنا نحن عدنا كان هناك ثمة التباس في طعام ليلة الأمس مما جعل الكابوس يطبق شفاه الليل على أرواحنا .
بقلم الشاعرة الفلسطينية بالشتات الأوروبي/ باسله الصبيحي