أبو عمار والمشاكس أبو عدوي

بقلم: علي بدوان

الصورة المرفقة، وصلتني مصادفة قبل أيامٍ قليلة، لكنها أعادتني للوراء سنواتٍ طويلة لقصة المشاغب (ابو عدوي)، مع أنها تم التقاطها في رام الله بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بسنوات، ويظهر فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات يتحدث الى اللواء المشاكس والمشاغب محمود حمدان، الشهير باسمه الكودي (ابو عدوي)، كما يظهر في الصورة اللواء سليمان حلس، واللوء ربحي عرفات، ومرافق الرئيس يوسف عبد الله.

القصة ليست الصورة فقط، بل قصة أبو عدوي كما يرويها نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حينها الشهيد جرج حاوي، ففي العام 1977 وفي أوج الحرب اللبنانية، وأثناء توافد الحضور للإجتماع الدوري للمجلس العسكري الأعلى للقوات المشتركة الفلسطينية الوطنية اللبنانية، في مكانٍ سري تحت سينما "مارينيان" اليوم قرب مدخل مستشفى الجامعة الاميركية ولم يكن احد يتوقع ان تكون في هذا المرآب غير المنجز تجهيزات لقيادة عمل شعبي وعسكري في ظل ظروف الحصار. الإجتماع ومن الطرائف ايضاً ان شخصاً لا نعرفه حضر الرئىسي

الاجتماع وكان باهراً في افتعال المشاكسات وتوتير الاجواء، فسأله عرفات: من أنت؟ فأجاب: انا ابو عدوي عضو المجلس الثوري لـ"جبهة النضال". فرد عرفات حانقاً: "انا لا اقبل ابو عدوي الا بحضور سمير غوشة شخصياً، انا لا اقبل تمثيلاً ادنى من الامناء العامين". وضرب بيده على الطاولة طالباً من ابو عدوي الخروج من الاجتماع. فتدخلت ورجوت عرفات ان يبقيه لأن من حق كل فصيل في القيادة المشتركة للمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية ان يتمثل بمن يشاء وبأي مستوى، فقبل ابو عمار على مضض. ومن حسن الحظ ان ابو عدوي ايّد موقف عرفات الذي بقي يستشهد فيه طيلة النصف الثاني من الاجتماع ويسأله: "مش كده يا بو عدوي... وابو عدوي رأيه ان نفعل كذا وكذا" ليصبح ابو عدوي قائداً تاريخياً في الثورة الفلسطينية.

بقلم/ علي بدوان