كيف أصبح الملف الفلسطيني في جوهر الحملة الانتخابية الإسرائيلية؟!

بقلم: هاني حبيب

أقوال مكررة، تستنسخ نفسها من دون تدقيق وتمحيص، هل حقاً أن الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي قد تم دفعه إلى هامش الحملة الانتخابية للكنيست الإسرائيلي، وهل اختفى هذا الملف من الخطاب السياسي في سياق هذه الحملة، ماذا إذن عن غياب الحديث مؤخراً عن الوضع القانوني لرئيس الحكومة نتنياهو، وكذلك غياب مناقشة عدة مسائل أمنية واقتصادية واجتماعية داخلية لصالح الحديث المتجدد في الأيام الأخيرة، حول «صفقة القرن»، مع قرب الإعلان عنها ارتباطاً بالانتخابات، وماذا عن الاتهامات المتبادلة، في أوساط اليمين الإسرائيلي حول صفقة بين نتنياهو وحزب «أزرق ـ أبيض» قد تؤدي إلى تشكيل «حكومة وحدة وطنية»، وماذا عن الحديث حول الكتلة العربية المانعة ودورها في الاصطفاف الائتلافي المحتمل بنتيجة الانتخابات في نيسان القادم.

غاب الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي عن برامج الأحزاب الإسرائيلية، والواقع أن هذه الأحزاب لم تطرح برامج، حتى فيما يتعلق بالمسائل الداخلية الإسرائيلية الاجتماعية والاقتصادية إلاّ على نطاق ضيق وفي سياق تصريح هنا واخر هناك، وهكذا كان الامر حول الملف الفلسطيني الاسرائيلي الا أن الأيام الأخيرة، وبعد جملة الاصطفافات والائتلافات في القوائم المتقدمة للانتخابات بات الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، هو جوهر الصراعات بين أطراف اليمين فيما بينها، وكذلك بين اليمين وأحزاب وتكتلات الوسط وما يسمى اليسار في إسرائيل على خلفية هذا الملف!

أليس من المستغرب، أنه وخلال الأيام القليلة الماضية، بالكاد تم الحديث عن ملفات نتنياهو القانونية مع قرب توجيه النائب العام لائحة اتهام ضده، بينما يستمر الحديث حول تحولات إسرائيلية إزاء العلاقة مع الفلسطينيين، وذلك من خلال اتهامات ساقها زعيم حزب «اليمين الجديد» نفتالي بينيت ضد رئيس الحكومة نتنياهو، بأن كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي يتجه بتنسيق مع نتنياهو باتجاه تشكيل حكومة مع لبيد ـ غانتس بما يتيح إقامة دولة فلسطينية بمحاذاة شارع «6» وتقسيم القدس، وحسب بينيت، فإن نتنياهو وترامب، اتفقا فيما بينهما على توقيت هذه الخطة ـ الصفقة، ولمنع ذلك، يقول بينيت: على نتنياهو تشكيل حكومة يمينية صرفة بضغط من حزب قوي وهو حزب «اليمين الجديد» بزعامته.

وفي نفس الوقت، يقول المرشح الرابع على قائمة «كاحول ـ لافان» «أزرق ـ ابيض» الجنرال غابي اشكنازي، إنه يتوجب وضع حدود لدولة إسرائيل مع التأكيد على استمرار سيطرة الاحتلال على غور الأردن، وذلك على خلفية تصريحات كوشنير لشبكة «سكاي نيوز» والتي قال فيها: إن خطة السلام الأميركية «صفقة القرن» تتركز في ترسيم الحدود، تجاوب اشكنازي فيما يتعلق بمسألة ترسيم الحدود، مع ما قاله كوشنير، ليس مجرد مصادفة، خاصة وان خطة معهد دراسات الأمن القومي، المسماة بخطة «ويز» تقضي بالانفصال عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن الجانب الإسرائيلي منفرداً إذا لزم الأمر. ما يثير العديد من الشكوك حول مدى التنسيق بين إدارة ترامب، ومستشاري الرئيس، غرينبلات وكوشنير، مع مجموعة الجنرالات الذين باتوا في طليعة قائمة «أزرق ـ أبيض»، حول بعض جوانب «صفقة القرن»، إن لم يكن في كل مضامينها.

لذلك، فإن الحديث عن إمكانية اعتبار تشكيل حكومة بزعامة نتنياهو مع «أزرق ـ أبيض» هي احتمالية واردة، في سياق عدة سيناريوهات لا يمكن تأكيدها إلاّ بعد الانتخابات الإسرائيلية، وإشارة كوشنير إلى أن تفاصيل «صفقة القرن» ستنشر إثر هذه الانتخابات ذات دلالة على ارتباط الخطة الأميركية بنتائج الانتخابات الإسرائيلية.

من هنا، لا نرى الاستمرار في الحديث حول غياب الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي عن الحملة الانتخابية الإسرائيلية، ذلك أن هذا الملف، بات جوهرها وان كافة الاصطفافات والائتلافات، والتكتلات البحثية وأحزاب الوسط، تتعلق بهذا الملف، حتى ولو لم يتم إدراجه في سياق البرامج الانتخابية؟

[email protected]

بقلم/ هاني حبيب