دحلان: ما يجري هو دفن بشكل نهائي لفكرة حل الدولتين

قال القيادي الفلسطيني محمد دحلان إن الطريقة التي يجري التعامل بها لمعالجة البنود الواردة في "صفقة القرن" الأمريكية سواء فيما يتعلق بالأرض أو القدس أو اللاجئين، "تسير نحو الفشل بسرعة قطار ياباني".

وأضاف دحلان خلال كلمته في منتدى الغد للشرق الاوسط 2019 الذي عقد مساء الخميس في لندن، أن مصطلح "صفقة القرن" لا يصلح ولا ينطبق وليس لديه مقومات على الحالة الفلسطينية، مع تجربة ربع قرن من المفاوضات المضنية التي لم تفضي إلى الحلم الذي حلم به الشعب الفلسطيني.

وتابع: " أنني لا أريد أن أحاكي أو أحاكم التاريخ، لكن على الدوام كان هناك صعوبات في هذه المفاوضات، وأنا عايشتها تقريباً منذ عام 1993، وهذه الصعوبات كان فيها ما يمكن الجدل  أو الصراع أو النقاش حولها، وفي النتيجة كنا نصل إلى قواسم مشتركة سواء كانت كبيرة أو صغيرة".

وواصل حديثه قائلاً: ما يطلق عليه "صفقة القرن" على افتراض أنها موجودة، ربما الجدل في طريق آخر غير الطرق الموجودة التي سلكتها الإدارات الأمريكية السابقة، معتقدة "أنها تريد أن تتنصر على كل التجارب السابقة، وتفضي لنا بتجربة جديدة وجميلة"

وأشار  إلى أن أي اتفاق يحتاج إلى موافقة الطرفين، إذا كان الهدف هو الوصول لاتفاق بالفعل، ولكن من الواضح أن الطريقة التي تصرفت بها الإدارة الأمريكية مع الشعب الفلسطيني تنحاز تماماً إلى الجانب الإسرائيلي وتناصب العداء للجانب الفلسطيني.

ونوه دحلان إلى أنه ينقل احساس الشارع الفلسطيني، وليس رأيه المهني كمفاوض سابق، وبالتالي فإذا كان الهدف أن تعرض أفكارًا لكي تبريء نفسك فهذه طريقة أتوماتيكية للوصول إلى الرفض، أما إذا عرضت معالجة القضايا تمس كل المنطقة ومصالح الشعب الإسرائيلي قبل الفلسطيني، فهناك طرق مختلفة.

وأضاف: "هناك قضايا جوهرية ليس لها علاقة لا بالتجارة، ولا بالتنظير، لها علاقة بروح الشعب الفلسطيني، إذا تعلق الأمر بالقدس الأمر يتعلق بكل المسلمين من فلسطين وخارجها، وبالتالي لا تعالج الأمور بالتعويضات المالية، وهي أخر شيء يفكر به الشعب الفلسطيني، على أهميتها".

وتابع النائب دحلان : "أنا أعتبر أن الجانبين الفلسطين والإسرائيلي ليسا جاهزين لأفكار تعرض فقط في الهواء لا تراعي مصالح الشعب الفلسطيني ولا تراعي المصالح العربية، وبالتالي أنا لا أرى أن المسار الذي تسير فيه صفقة القرن سيؤدي لنتائج إيجابية".

وأضاف: " أنا لست في منصب رسمي كي أحاكم مواقف، ولكن ترامب أو إدارته لن نسمح كمواطنين فلسطينيين أن تؤلف أو تتذاكى هذه الإدارة  على الشعب الفلسطيني "، منوهاً في حديثه " نحن منذ 70 عاماً مطرودين من أرضنا  المحتلة ونقاتل من أجل استعادة القدس الشرقية، ولا يوجد رئيساً أو مواطناً أو رئيساً عربياً  يستطيع القول أن القدس إسرائيلية".

وأكد دحلان على خطورة ما يجري خلال السنتين الماضيتين من تعبئة الشعب الفلسطيني، لكي يبقى في صراع أبدي مع الشعب الإسرائيلي، وإذا استكمل ذلك بالمبادرة التي نسمع عنها أو ما يتعلق بالأماكن الدينية "هذا يعني أنها كلمة سر للانفجار بيننا وبين الشعب الإسرائيلي، ونحن لا نريدها."

وقال: " الإدارة الأمريكية تدري أو لا تدري إذا مست بالقدس الشريف والأماكن الدينية الإسلامية أو الميسحية، أي ضرر كما حدث وبالتالي سيجلب صراع دموي ونحن في غنى عنه."

وأوضح دحلان فيما يتعلق بمخاطر ما يجري خلال الفترة السابقة هو دفن بشكل نهائي فكرة حل الدولتين،" التي بدأ تتلاشى، من خلال سلوك نتنياهو على الأرض، وهذا سيدفع الشعب الفلسطيني للمطالبة بحل الدولة الواحدة، وهذا سيعقد الصراع بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل مدى الحياة."

المصدر: لندن - وكالة قدس نت للأنباء -