الشهيد اللبناني الأصل، الحيفاوي الفلسطيني المولد والنشأة أمين موسى سعد (الأخضر العربي). ولادته في حيفا قرّبته الى فلسطين، وعندما تهجر منها بعمر 11 سنة مع والده واخواته عاد الى بلدته الجنوبية اللبنانية (بنت جبيل) اكثر فلسطينية.
انضم أمين الى الزاحفين نحو أحزمة البؤس في العاصمة بيروت سعياً للدراسة والعمل والسياسة في انشداد واضح نحو فلسطين وتحريرها. مارس التدريس وشارك مع آخرين في تأسيس المعهد العربي في بيروت وقاد التنظيمات الكشفية فيه وانخرط في العمل الحزبي ولا سيما في محطة العام 1958 الى جانب الوطنيين المعارضين لحلف بغداد والغاضبين على نزول الاسطول السادس الاميركي في مياه لبنان. ومع انطلاق الثورة الفلسطينية التحق بالعمل الفدائي الفلسطيني وخضع في العام 1968 لدورات تدريبية مكثفة في الزبداني استمرت ستة اشهر، وعاد بعدها ليتسلم مهام نائب رئيس منظمة الصاعقة في منطقة العرقوب. وفي يوم الثالث من كانون الاول 1969 (شهر رمضان)، تبلغ امين سعد ان "قوة اسرائيلية" تتقدم في بيادر شبعا، فخرج عند الخامسة فجرا ومعه مجموعة من خمسة او ستة مقاتلين للتأكد ميدانيا، وتبين ان ا"لاسرائيليين" نصبوا كمينا فحصل اشتباك عنيف استمر طيلة ست ساعات، واستخدمت خلاله الاسلحة المباشرة والقذائف المدفعية ورشاشات المروحيات. وفي تمام الحادية عشرة ظهراً توقف قلب امين بعد اصابته مباشرة بشظية قنبلة هاون. نقل الى مشفى 601 العسكري بدمشق بعد استشهادة، ورتب له تشييع كبير انطلق من دمشق باتجاه (بنت جبيل) جنوب لبنان، حيث دفن، فيما تمت تسمية شارع رئيسي من شوارع دمشق قرب دوار وزارة التربية باسمه.
أما أول شهيد لبناني في الثورة الفلسطينية المعاصرة، فكان الشهيد البيروتي خليل عز الدين الجمل الذي استشهد في صفوف حركة فتح، وفي معركة تل الأربعين بمنطقة الأغوار عام 1968، وتلاه الشهيد اللبناني راجح غرز الدين من الجبهة الشعبية.
بقلم/ علي بدوان