بدأت اعمال الاحتجاج الشعبي في السودان ردًا على تردي الاحوال والاوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع وغلاء المعيشة والتدهور الحاصل على جميع الصعد والمستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
واتسمت الاحتجاجات بالطابع السلمي والمطالب الشعبية العادلة ، لكن بالمقابل لقيت ردة فعل عنيفة من قبل السلطات السودانية الحاكمة ، التي لجأت إلى استخدام العنف ومختلف الوسائل لتفريق المتظاهرين ، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع ، والرصاص المطاطي ، والرصاص الحي في بعض المدن والأماكن ما تسبب في مقتل ومصرع عشرات القتلى ووقوع الجرحى في صفوف المتظاهرين والمحتجين .
ورغم القمع السلطوي توالت الاحتجاجات وتعاظم سقف المطالب الشعبية والجماهيرية بإسقاط حكم عمر البشير ، وصار شعار " يسقط وبس " يتردد بين أوساط الجماهير السودانية بكل مكوناتها واطيافها وشرائحها المختلفة . وكان للمرأة السودانية وقفة مشرفة في هذه الاحتجاجات ، ودورًا هامًا في معارك الخبز والحياة والنضال ، ولأجل اسقاط النظام .
وردًا على الاحتجاجات قامت قوات عمر البشير باعتقال العديد من الناشطين السياسيين من قوى المعارضة المختلفة ، وخاصة أعضاء الحزب الشيوعي السوداني ، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، وذلك في محاولة بائسة وفاشلة لصد المد الجماهيري المتصاعد ، الذي لن يتوقف إلا بإسقاط البشير – كما تؤكد قوى المعارضة والتغيير ، وتقول ان سقوطه بات وشيكًا ومسألة وقت ليس إلا .
لقد اشتعلت الارض السودانية وتصاعد خندق المقاومة للقوى والاوساط الشعبية وحركات المعارضة السياسية ، ولن يخبو، دون كنس النظام وزبانيته وارجاع السلطة إلى أيدي الشعب . وما نراه ونشاهده من تزايد واتساع الاحتجاجات الشعبية ما هو إلا إشارة ودليل واضح أن جموع الشعب السوداني الثائرة وقواه الوطنية والديمقراطية والتقدمية مصممة على مواصلة النضال واستمرار الاحتجاج ، رغم حدة اعمال البطش والقمع والعنف ، حتى تحقيق المطالب الشعبية بالعمل والخبز والحياة واستبدال النظام ولأجل بناء دولة الرفاه والرخاء والسلام والحرية والعدالة الاجتماعية لكل ابناء وبنات السودان دون تمييز أو إقصاء .
ولعل اعلان حالة الطوارئ في السودان التي تنطلق من موروث الشعب السوداني هي سلاح الاحتجاجات والنضالات الجماهيرية التي عمت البلاد ، وتقتضي العض على النواجذ حتى انتصار معركة الشعب وثورته الماجدة لإسقاط النظام القمعي الاستبدادي القهري في السودان .
بقلم/ شاكر فريد حسن